في الأعماق السحيقة للكون، تتلألأ نجمة Kepler-373 ببريقها الخافت، مشعةً بألوان اللامعة في سماء الفضاء. وهنا، في هذا العالم السماوي، يكمن إعجاز فلكي يتمثل في كوكب يدعى Kepler-373 b. يتوسط الفضاء اللامتناهي بين النجمة وهذا العالم الصغير، حيث يظهر بياناته بكل جلاء، كأنموذج لعجائب الكواكب.
تبلغ المسافة بين الأرض وKepler-373 b حوالي 3557.0 سنة ضوئية، وهي رحلة مدهشة عبر الزمن والفضاء، تأخذنا إلى أبعد نقطة في السماء. تظهر هذه البُعد بوضوح في سماء الليل، حيث يتلألأ الكوكب كنجم آخر، يعكس رونقه الفريد والمثير.
مع مقدار سطوع نجمة Kepler-373 والذي يبلغ 14.596، يكشف لنا هذا النجم عن ذهبياته الضوءية بشكل غامض، كما لو كانت لغة خاصة بالنجوم تروي قصة الكون بأسراره وألغازه. إنها ليست مجرد أرقام، بل هي أوتار موسيقية ترنم بسحر الفضاء وجمال الكواكب.
Kepler-373 b، هذا الكوكب العجيب، يندرج تحت تصنيف “Super Earth”، ما يعني أنه يتجاوز الأرض في الحجم والكتلة. إنه عالم يفوق في روعته وتعقيداته الكثير من الكواكب الأخرى، مما يجعله هدفاً رئيسياً للباحثين والعلماء الفلكيين الذين يتطلعون لفهم أسرار التكوين الكوني والتنوع الكوكبي.
تم اكتشاف Kepler-373 b في عام 2014، عام مميز في سجلات الفلك، حيث انفتحت أمامنا أبواب جديدة نحو فهم أعماق الكون. العام نفسه الذي رسمت فيه النجوم خريطة جديدة لعوالم لم نكن نعلم عن وجودها من قبل.
المعلومات التي تحكي لنا عن Kepler-373 b لا تقتصر على سطحه الضخم ومساره المداري البعيد، بل تتعدى إلى مفهوم الكتلة والأبعاد بالنسبة إلى كوكب الأرض. تظهر لنا بأن Kepler-373 b يحمل معه لغزاً آخر في هذه الملحمة الفلكية، حيث يُضاعف وزنه بمعامل يبلغ 2.42 مرة ويُقارن بالأرض، مما يلفت النظر إلى تنوع الكواكب وتعدد الظروف التي يمكن أن تخلق عوالمًا فريدة في هذا الفضاء اللامحدود.
ومع زيادة نصف قطر Kepler-373 b بنسبة 1.36 مقارنة بالأرض، يبرز الاختلاف الهائل في هياكل هذه الكواكب، ويأخذنا إلى عوالم متنوعة تختلف في تكوينها وخصائصها الجيولوجية. إنها رحلة فريدة إلى القلب الكوني الذي يعج بالتنوع والإبداع.
تتحدد مدار Kepler-373 b عند مسافة قدرها 0.06 وحدة فلكية، ما يعكس ترتيبه الفريد في نظامه الشمسي. يتحرك حول نجمه بفترة دوران تقدر بحوالي 0.015058179 سنة، مما يجسد لنا الحركة الراقصة للكواكب في هذا الفضاء الساحر، حيث يتمايل العوالم في رقصة لا تنتهي حول أضواء الكواكب المضيئة.
بالنظر إلى الشكل الهندسي لمدار Kepler-373 b، نجده يتسم بعدم التمدد (eccentricity = 0.0)، ما يعني أن مداره حول النجم يتميز بالاستقرار والتناغم، مما يضيف جواً من السكينة والجمال إلى هذه الرحلة الفضائية.
تم اكتشاف Kepler-373 b باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يرصد العلماء تغييرات في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الرائع يفتح أمامنا نافذة إلى الكواكب البعيدة، ويسمح لنا بفحص تكويناتها وخصائصها بدقة.
في نهاية هذه الرحلة اللفظية عبر أعماق الفضاء، نجد أن Kepler-373 b ليس مجرد كوكب في السماء، بل هو عالم مليء بالألغاز والإثارة، يلهم العلماء والفضوليين على حد سواء لاستكشاف أسراره والتعرف على جماله وتعقيداته. إنها رحلة لا تنتهي إلى أعماق الكون، حيث تتواصل مساهمات العلماء في فك الشفرات الفلكية وفهمنا لعجائب هذا الكوكب الذي نسميه منزلنا.