في سماء اللانهاية تتلألأ نجوم لا تُحصى، وفي هذا السياق السحري من عجائب الكون، نجد أنفسنا متوجهين نحو إحدى الكواكب البعيدة، تحمل اسمًا يفتح باب الفضول والتساؤلات: Kepler-1196 b. إنها عالمة سماوية تحمل في طياتها الكثير من الأسرار والتفاصيل المثيرة التي تضيء عقول المفكرين والباحثين في علم الفلك.
على بُعد 3009 وحدة فلكية من الأرض، تتلألأ Kepler-1196 b في سماء الكون كجوهرة نيبتونية ترسو في نطاق يفوق تصوّراتنا. ما يضفي سحرًا خاصًا على هذا العالم السماوي هو تلك اللمسات الساحرة التي تميزه عن غيره، فليس كل يوم يُكتشف عالم فلكي بتفاصيل مثل Kepler-1196 b.
تعتبر اللمحات الفلكية المتوفرة عن Kepler-1196 b مثيرة للدهشة، إذ تصلنا معلومات قيمة عن هذا العالم البعيد. يتألق نجمها الأم، الذي يتلألأ بسطوع يبلغ 15.009 درجة، كمصباح يضيء ظلمة الفضاء وينقشع الغموض أمام عيون المراقبين السماويين.
Kepler-1196 b ينتمي إلى فئة الكواكب ذات الشبه النبتوني، مما يعني أنه يحمل في جعبته خصائص تشبه تلك التي تميز عملاق النظام الشمسي نبتون. هذا الاكتشاف الرائع جعل العلماء ينظرون إلى هذا العالم البعيد باهتمام خاص، في محاولة لفهم غموض تكوينه وتاريخه الفلكي.
تم اكتشاف Kepler-1196 b في عام 2016، حيث انطلقت البشرية في رحلة استكشافية إلى أبعد نقاط الكون لتسليط الضوء على أسرار الفضاء اللامتناهي. كانت آنذاك لحظة فارقة، حيث انفتحت أمام أعين العلماء أفقًا جديدًا من الفهم والاكتشاف.
ما يجعل Kepler-1196 b مثيرًا للاهتمام أكثر هو الحقائق الفلكية المذهلة حول خصائصه الفيزيائية. إذ يبلغ مضاعف كتلته 5.6 مرات مقارنة بالأرض، ويتألق بشكله الفريد ككوكب عملاق. تبلغ مضاعف نصف قطره 2.23 مرة نصف قطر الأرض، مما يمنحه هيئة استثنائية تعكس سخاء الطبيعة الفلكية.
تدور Kepler-1196 b في فلكها الخاص على مدار يُقدر بنحو 0.3179 وحدة فلكية، وتستغرق حول النجم الأم فترة دوران تبلغ 0.18124571 يوم، ما يجعلها تعزف أنغام الزمن بإيقاع فلكي فريد.
رغم أنها تحمل أطياف الغموض والبعد، فقد تم اكتشاف Kepler-1196 b باستخدام أسلوب اكتشاف العبور (Transit)، حيث يلاحظ العلماء تغييرات في سطوع النجم الأم نتيجة عبور الكوكب أمامه، وهو ما يمهد الطريق لاستنتاجات دقيقة حول طبيعته وتكوينه.
في الختام، يظهر Kepler-1196 b كلوحة فنية في كوننا الواسع، حيث تتناغم تفاصيله الفلكية الفريدة مع جماليات الكون. إنه عالم لا يزال يثير الفضول ويشكل تحديات جديدة لفهم أسرار السماء، ورغم بعده الشاسع، يبقى جزءًا من مسرى الكواكب الذي يروي قصة الكون بأسراره وجماله الخالد.