في الأعماق البعيدة والمجهولة للفضاء اللامتناهي، تعبر كواكب النظام الشمسي عتبات الكون بأسرارها وجمالها الفريد. تتألق إحدى هذه الكواكب السماوية بنجمها الأم، وتُعرف بالاسم الفلكي Kepler-798 b. هذا العالم البعيد يكمن على بُعد يبلغ 3172.0 سنة ضوء منا، ويرفع سحره في سماء الليل بين النجوم.
تتسم Kepler-798 b بتألق لافت ومغري، إذ يظهر نجمها الأم بشدة ضوء تصل قيمتها إلى 14.221 درجة نجمية. هذا اللمعان يمنح هذا العالم الغامض طابعًا خاصًا، يروي قصة فلكية مليئة بالغموض والإثارة.
عندما نلقي نظرة على تصنيف Kepler-798 b، نجد أنها تنتمي إلى فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون. تتميز هذه الكواكب بخصائص تشبه كوكبنا الغامض الزرقاء، ما يثير فضول الباحثين والعلماء لفهم أسرار تكوينها وتطورها على مر العصور.
اكتشاف Kepler-798 b جاء في عام 2016، عندما ألقى العلماء نظرة عن كثب عبر أجهزة الرصد الفضائية. هذا الاكتشاف الرائع فتح أمامنا نافذة جديدة إلى عوالم لا نهائية، وأضاء الطريق لفهم أعماق الفضاء بشكل أكبر.
عند النظر إلى الخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب البعيد، نجد أن كتلته تعادل 6.3 مرات كتلة الأرض، مما يجعله يمتلك جاذبية فريدة تؤثر على بيئته وتكون لها آثار مدهشة على التضاريس الكوكبية. بالإضافة إلى ذلك، يظهر نصف قطره بمعامل 0.213 مقارنة بنصف قطر المشتري، مما يبرز الاختلافات الكبيرة في الأحجام بين العوالم السماوية المختلفة.
تدور Kepler-798 b حول نجمها الأم على بُعد يبلغ 0.1174 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورتها الشمسية حوالي 0.037508555 يومًا. رحلة هذا الكوكب عبر السماء تتم بطريقة متسارعة ومثيرة، حيث يتجاوز العوالم الفضائية بسرعة فائقة.
لا يتمتع Kepler-798 b بشكل عجيب بتمايل في مداره، إذ يظهر أنه يتبع مسارًا مستقيمًا في رحلته حول نجمه. هذا التمايل الضئيل يضيف للكوكب سحرًا إضافيًا ويجعله أحد العوالم الفريدة في عالمنا الفلكي.
لقد تم اكتشاف Kepler-798 b باستخدام طريقة العبور، حيث يعبر الكوكب أمام وجه النجم الأم، مما يسبب تغييرًا طفيفًا في سطوعه. هذه الطريقة الدقيقة للكشف عن الكواكب البعيدة تعكس التقدم الهائل في مجال علم الفلك وتكنولوجيا الرصد الفضائي.
في الختام، يظهر Kepler-798 b كعالم فلكي مثير وجذاب ينضم إلى رحلة الاستكشاف اللامتناهي للفضاء. إنه عالم مليء بالغموض والتحديات، والذي يتطلب منا البحث والتساؤل لفهم أسراره وتفاصيله الرائعة.