في الأعماق البعيدة للكون، تتلألأ نجمة Kepler-729 بسطوع يبلغ 15.567 درجة، كأنها جوهرة منثورة في قلب الفضاء اللامتناهي. وفي هذا السياق السماوي، تظهر لنا إحدى الكواكب المستكشفة، Kepler-729 b، ككوكب يتشابه بطابعه مع كوكب نبتون، ينتمي إلى عائلة الكواكب العميقة والغامضة.
تم اكتشاف Kepler-729 b في سنة 2016، حيث ألقت الأضواء على هذا العالم السماوي الرائع الذي يقع على بُعد يبلغ 6267 وحدة فلكية منا. يجسد هذا الكوكب الغامض نوعًا فريدًا من الكواكب، يشبه إلى حد كبير كوكب نبتون في نظامنا الشمسي، حيث يعتبر Kepler-729 b نوعًا من الكواكب العميقة بسبب تشابهه الواضح مع نبتون.
وما يميز هذا العالم الفضائي البعيد هو قدرته الرهيبة على تجاوز قوانين الطبيعة، حيث يحمل كتلة تعادل 12.5 مرة كتلة الأرض، مما يضفي عليه وزنًا فلكيًا يتجاوز مفهوم الكتلة الأرضية المألوفة. ولتوضيح أبعاد هذه الظاهرة، يمكننا القول إن كتلة Kepler-729 b تكاد تكون ثلاثة عشر مرة أكبر من كتلة الكوكب الأرض.
وبالمثل، يتميز هذا الكوكب بشكله الفريد، حيث يصل نصف قطره إلى 0.319 من نصف قطر كوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. تتجلى هذه الأبعاد الفلكية في تكوين هندسي فريد يثير الدهشة والتساؤل حول غرائب الكواكب البعيدة.
أما بالنسبة لحركته الدورية حول نجمه، فيتميز Kepler-729 b بقاعدة فلكية متقدمة، حيث يكمل دورة كاملة حول نجمه في زمن يعادل 0.008761123 يومًا، ما يعكس سرعة دورانه الرهيبة والتي تختلف تمامًا عن الأكوان الراكدة.
تميزت عملية اكتشاف هذا العالم الفضائي الفريد بالاستناد إلى طريقة العبور الكوكبي، حيث تتداول Kepler-729 b أمام نجمه الأم، مما يؤدي إلى حجب جزء من الضوء الناتج عن هذا النجم، وهو ما يُعرف بظاهرة العبور أو الترانزيت.
وفي ختام هذا الرحلة إلى عالم Kepler-729 b، نجد أمامنا كوكبًا لامعًا بجماله وغموضه، ينتظر المزيد من الدراسات والاستكشافات لفهم أعماقه وأسراره. إن Kepler-729 b ليس مجرد كوكب بل هو عالم منفصل يروي قصة فريدة في علم الفلك، حيث تتداخل الألوان والأبعاد في فضاء لا ينتهي.