في قلب وادي الموتى، على السواحل الغربية لنهر النيل، بالقرب من مدينة الأقصر الفارهة في مصر، تتجسد قصة “الشبح”، التي صاغتها قلم المبدعة فاطمة علي ببراعة وإتقان. يتسلل قط أسود بحذر إلى هذا الوادي الذي يحمل تاريخ الحضارة الفرعونية، آملاً في العثور على لقمة عيش تتساقط من طاقم العمال الذين ينغمسون في رموز الموت والحياة، يبحثون عن أسرار الفراعنة الضائعة.
تتناغم أحداث الرواية مع بيئة الأقصر الساحرة، حيث يتقاطع التاريخ والخيال ليخلقا مشهدًا غنيًا بالألوان والروح. يعبق الوادي بالأسرار والمواقف الغامضة التي تتجلى بوجود القط الأسود، الذي يمثل شخصية محورية تلقي بالضوء على جوانب مظلمة من الماضي والحاضر.
فيما يقترب القط من مكان الحفريات، يُفاجأ بما لم يكن يتوقعه، حيث تتشابك الأحداث بطريقة غير متوقعة، وتنكشف أسرار لم يكن أحد يعلم عنها. تتسارع نبضات اللحظات، ويتكشف الغموض بشكل يجذب القارئ إلى عمق الرواية.
تتألق الكاتبة فاطمة علي في تقديم رواية تمزج بين الواقع والخيال ببراعة فائقة، مما يجعل من “الشبح” عملًا أدبيًا يتخطى حدود الزمان والمكان. تأسر الصفحات الورقية بأحداثها الجذابة، وتثير الفضول لدرجة لا تقاوم، مما يجعل القارئ ينغمس بعمق في عالم الحكاية.
صدرت هذه الرواية الفاتنة في عام 2014 عن دار “مداد للنشر والتوزيع”، وقد تمتعت بغلاف ورقي فاخر يعكس رونق القصة وجمال الرحلة التي تأخذ بها القارئ. يمتزج الفن والأدب في هذا الإصدار الذي يزخر بـ127 صفحة من السحر والإثارة.
“الشبح” ليست مجرد رواية، بل هي تجربة فريدة تأخذك في رحلة عبر أبعاد متعددة من التاريخ والخيال، وتخلق رابطًا لا ينكسر بين القارئ وشخصياتها الساحرة. إنها إضافة لا غنى عنها في مكتبة عشاق الأدب والخيال، تترك الأثر العميق في قلوب من يغامرون بالغوص في أعماقها.