يعتبر كتاب “Mauritshuis, The Hague” الذي كتبته ماجدي توث-أوبينس في يناير من عام 1973، مصدراً ثرياً للمعلومات المتعلقة بأحد أبرز المتاحف في هولندا، وهو متحف موريتسهاوس الواقع في مدينة لاهاي. يمثل هذا المتحف أهمية كبيرة ليس فقط على المستوى الوطني بل وعلى المستوى الدولي أيضاً، حيث يضم مجموعة فريدة من الأعمال الفنية التي تغطي عصوراً مختلفة وتعكس تطور الفن الأوروبي عبر القرون.
ماجدي توث-أوبينس، المؤلفة لهذا الكتاب، قدمت وصفاً مفصلاً للمتحف، مبتدئةً بتاريخ إنشاء المبنى الذي يعود إلى منتصف القرن السابع عشر، حيث كان في الأصل مقر إقامة الكونت يوهان موريتس من ناسو-زيغن. تعكس الهندسة المعمارية للمبنى ذوق العصر الذي بني فيه، مع تفاصيله المعمارية الغنية واستخدامه للفن الباروكي الذي كان شائعاً في تلك الفترة.
تناول الكتاب أيضاً الدور الذي لعبه المتحف في حفظ التراث الفني وتعزيز الفهم الثقافي. يحتوي موريتسهاوس على مجموعات فنية تضم لوحات لبعض من أعظم الفنانين في التاريخ مثل رامبرانت، فيرمير، وفان دايك. تشمل هذه المجموعة أعمالاً مثل “فتاة ذات قرط لؤلؤي” لفيرمير و”درس الفنون” لرامبرانت، وهي لوحات تجسد العصر الذهبي الهولندي وتعكس الدقة الفنية والعمق العاطفي الذي يميز هذه الفترة.
علاوة على ذلك، يتطرق الكتاب إلى الجهود المستمرة التي يبذلها المتحف في مجال الترميم والحفاظ على الأعمال الفنية. توث-أوبينس تصف بالتفصيل الطرق التقنية والعلمية المستخدمة في ترميم اللوحات والأعمال الفنية، مؤكدةً على أهمية هذه الجهود في ضمان بقاء هذه الأعمال للأجيال القادمة.
في جزء آخر من الكتاب، تستعرض المؤلفة التأثير الثقافي والتعليمي لموريتسهاوس، حيث يعد المتحف مركزاً للتعليم الفني والثقافي للزوار من مختلف الأعمار والخلفيات. يقدم المتحف برامج تعليمية تهدف إلى إلهام الزوار وتعزيز فهمهم للفن والتاريخ من خلال ورش العمل، والمحاضرات، والجولات التفاعلية.
الكتاب “Mauritshuis, The Hague” لا يقتصر على كونه مجرد تسجيل للأعمال الفنية أو تاريخ المبنى، بل هو دراسة شاملة تبرز الدور المهم الذي يلعبه المتحف في الحفاظ على التراث الفني وتعزيز الثقافة. يمثل هذا العمل أهمية خاصة للمهتمين بالفن والتاريخ والهندسة المعمارية، فضلاً عن كونه مصدر إلهام لأولئك الذين يعملون في مجال المتاحف والحفاظ على الفنون.
من خلال الجمع بين التحليل التاريخي والفني والتقدير للجماليات والأهمية الثقافية، يمنح كتاب “Mauritshuis, The Hague” القراء نظرة عميقة ومتعددة الأبعاد على هذا الصرح الفني الهام.