“مبدأ العلم الأبيض: كيف تخسر حربًا ولماذا”، هو عمل أدبي مميز، من تأليف شمعون تسابار، ونُشر في يناير من عام 1973 عبر دار النشر سيمون وشوستر. الكتاب يقدم نظرة فكاهية وساخرة تجاه الحروب والصراعات، مستخدمًا أسلوب السخرية لاستكشاف الأسباب التي تدفع الأمم إلى الدخول في الحروب، وكيف أن الهزيمة في بعض الأحيان قد تكون الحل الأفضل لإنهاء الصراعات وجلب السلام.
المؤلف، شمعون تسابار، هو شخصية معقدة ومثيرة للاهتمام بذاتها. فهو كان ناشطًا سياسيًا وفنانًا وكاتبًا إسرائيليًا، وُلد في تل أبيب وأمضى الكثير من حياته في التعبير عن مواقف سياسية مثيرة للجدل، خصوصًا تلك التي تتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. مع ذلك، في هذا الكتاب، يوسع تسابار نقده ليشمل الحروب بوجه عام، مستعرضًا الغرابة والعبثية التي قد تظهر في القرارات السياسية والعسكرية.
يبدأ تسابار كتابه بتحليل لما تعنيه الهزيمة في سياق الحروب. يقترح بأنه في بعض الظروف، قد تكون الهزيمة طريقة لإعادة تقييم الأهداف والاستراتيجيات الوطنية، مؤكدًا أن قبول الهزيمة يمكن أن يُعتبر شكلاً من أشكال الحكمة العملية، وليس مجرد إشارة للضعف. يستخدم تسابار التاريخ كمصدر لأمثلته، مشيرًا إلى العديد من الحروب التي كانت نتائجها مدمرة بشكل يفوق الفوائد التي كانت متوقعة من النصر.
الفصول التالية من الكتاب تستكشف كيف أن السياسات الحربية يمكن أن تؤدي إلى تحولات اجتماعية وثقافية جذرية داخل الأمم التي تخوضها. يناقش تسابار أيضًا الأثر النفسي للحروب على الأفراد والمجتمعات، مستعرضًا كيف يمكن للمجتمعات أن تتكيف مع الهزائم وأن تستخلص منها دروسًا بناءة للمستقبل. الكتاب يقدم بذلك نقدًا للعقلية القتالية التي تعتبر النصر العسكري هو الحل الوحيد والنهائي للصراعات.
علاوة على ذلك، يقدم “مبدأ العلم الأبيض” تحليلاً لكيفية استخدام الدول للدعاية خلال الحروب لتشكيل وجهات نظر المواطنين وتحفيزهم على الدعم المستمر للجهود الحربية. تسابار يشرح كيف أن الدعاية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات بدلاً من حلها، ويستشهد بأمثلة من التاريخ حيث أدى التصلب في المواقف وعدم الاستعداد للتفاوض إلى نتائج مأساوية.
ومع ختام الكتاب، يؤكد تسابار على أهمية الحوار والدبلوماسية كبدائل للحروب. يعتبر أن القدرة على التفاوض من موقف الضعف، وقبول الهزائم عند الضرورة، يمكن أن تكون مهارات حيوية لضمان استقرار طويل الأمد وتعايش سلمي بين الدول.
في النهاية، يترك الكتاب القارئ مع الفكرة القائلة بأن السلام، وليس النصر في المعركة، هو الهدف الأمثل الذي يجب أن تسعى إليه الأمم. وعبر النظر إلى التاريخ كمرآة، يقدم ت