عندما نستعرض صفحات كتاب “الفن العربي الإسلامي في بداية تكونه” للمؤلف عفيف البهنسي، نجد أنفسنا على رحلة ممتعة ومثيرة إلى عالم الفن الإسلامي في فترة بداياته. يتناول الكتاب بشمولية وتفصيل فريد العديد من الجوانب التاريخية والفنية التي شكلت هذا النمط الفني الرائع.
تنطلق رحلتنا في عمق الزمن إلى الكعبة المشرفة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، حيث يتمحور النص حول تأثير هذه المعابد الدينية في تشكيل الهوية الفنية الإسلامية. يُسلط الضوء على جماليات العمارة الإسلامية وكيف تجسدت في بناء المساجد، مع التركيز على الجوانب الزخرفية التي تميزت بها هذه المعالم الدينية.
ثم ينقلنا البهنسي إلى الجامع الأموي الكبير في دمشق، حيث يستعرض بعمق تاريخ هذا الصرح الرائع وكيف أسهم في تطوير العمارة الإسلامية. يُسلط الضوء على تفاصيل بناء المساجد الأموية والتأثيرات الثقافية والدينية التي أثرت في التصميمات الفنية.
لا يقتصر الحديث على ذلك، بل يتوجه الكتاب نحو القدس والمسجد الأقصى وصخرة المشهد المقدسة، حيث يكشف عن الروعة الفنية والروحانية لهذا الصرح الإسلامي المهم. يتنقل القارئ بين الأماكن المقدسة ويستمتع بالرحلة الثقافية التي تقوده إلى أعماق التاريخ الإسلامي.
وبمنتهى الإثارة، يتنقل الكتاب إلى جامع القيروان وجامع قرطبة، حيث يستعرض بعمق الإرث الفني الذي تركته حضارة الأمويين وتأثيرها في تشكيل الفن الإسلامي. يُلقي الضوء على التفاصيل المعمارية والزخرفية في هذه المعالم الفنية البارزة.
ومن خلال صفحات الكتاب، يتحدث البهنسي عن بدايات بناء القصور وكيف تطور هذا النمط الفني مع الزمن. يرصد بدقة قصور هشام بن عبد الملك وهشام الثاني، مع التركيز على الجماليات الزخرفية والتصاميم الفريدة التي كانت تميز هذه الفترة.
وكما يستعرض الكتاب المشتى والقصور الأخرى، يتيح للقارئ فهم أعماق الفن الإسلامي وكيف تشكلت ملامحه الخاصة عبر العصور. يتنقل البهنسي ببراعة بين الأزمنة والأماكن، مما يجعل القراءة ممتعة وتعليمية في الوقت نفسه.
يتميز الكتاب بتنظيمه الجيد وسلاسة أسلوب البهنسي في السرد، مما يجعله ملهمًا لعشاق الفن والتاريخ. بصفحاته الـ176، يقدم لنا “الفن العربي الإسلامي في بداية تكونه” لمحة شاملة وشيقة عن رحلة الفن الإسلامي في مراحله الأولى، مما يجعله إضافة قيمة لفهمنا لهذا الجانب الفني والتاريخي الهام.
