في كتابه المميز “الطب الشعبي اللبناني”، يأخذنا الكاتب وديع جبر في رحلة مثيرة إلى القرى اللبنانية النائية، حيث كانت الحياة تتسم بالبساطة وعدم وجود أطباء أو صيدليات. في هذا السياق الفريد، كان الأهل يتبعون العلاجات الشعبية للتغلب على الأمراض والمشاكل الصحية، وكانت هذه الوصفات تعتمد على التجارب الشخصية وتستند إلى تجربة الأجداد التي تورثها الأجيال.
يتحدث الكتاب عن فهم القرويين اللبنانيين للعلاج وكيف كانوا يرون في الفواكه والنباتات مصدرًا للعلاج والغذاء. يبرز الكتاب أنهم كانوا يأكلون الفواكه بمرح ويشربون المشروبات المستخرجة من النباتات كدواء، وهو ما يعكس تركيزهم على الطبيعة والعناية بالجسم بطرق طبيعية.
يظهر الكتاب كيف كانت القرى اللبنانية خالية من الأمراض القلبية والصدرية، ويرتبط ذلك بفهمهم العميق للأعشاب المنفثة واستخدامها بشكل يومي. يتناول الكتاب أيضًا الحفاظ على صحة أجسادهم من خلال زراعة النباتات المقوية في حقولهم، مما يكشف عن رعايتهم للبيئة المحيطة بهم والتي أثرت بشكل إيجابي على صحتهم.
مع 184 صفحة من المحتوى الغني، يُظهر الكتاب التمسك بالتقاليد والحكمة الشعبية التي تتناقلها الأجيال في لبنان. يتألق الكاتب وديع جبر في تقديم معلومات مفصلة حول العلوم والطبيعة، حيث يتناول علم النبات بطريقة تثري معرفتنا وتفتح أبواب الاكتشاف لعالم مدهش من الطب الشعبي في هذا الركن الجميل من العالم. يقدم الكتاب أفكارًا ترسم صورة لا تُنسى عن تراث الطب الشعبي في لبنان، مما يجعله قطعة أساسية لمحبي الثقافة والطب الشعبي.