تقف هذه الصفحات الورقية الثمانية والعشرون من كتاب “الجبال” بريشة المؤلفة “إيناس فوندويل”، التي قام بتعريبها بأنامله الفنية اللامعة “جوزف منصور”، كجزء لا يتجزأ من موسوعة الطبيعة المصورة. تأتي هذه السطور لتكشف أمام القارئ عن عالم مذهل يختبئ وراء تضاريس الأرض الشاهقة، حيث تحمل الجبال أسراراً قديمة وتاريخاً طويلاً يرتبط بتكوينها الغامض.
يأخذنا هذا الكتاب في رحلة استكشافية عبر الزمن والمكان، حيث يسرد لنا مؤلفه تفاصيل دقيقة حول كيفية نشأة الجبال وتطوّرها على وجه الأرض. فلا يعتبر القارئ هذا العمل مجرد كتاب تقليدي، بل هو مدخل إلى عالم مليء بالإثارة والغموض الذي يكشف عن جوانب لم تكن في الاعتبار سابقاً.
من خلال الكلمات التي تنساب كنهر جارٍ بلا انقطاع، يسلط الكاتب الضوء على تكوين الجبال، موضحاً كيف أنها تتألف من صفيحتين من القشرة الأرضية، تلتقيان وتتفاعلان لتشكل هذه العروم الطبيعية الرائعة. ومع كل صفحة يمر بها القارئ، يزداد إعجابه بجمال وتعقيد هذه الظواهر الطبيعية.
وفي سياق العرض، يعمل الكتاب على تسليط الضوء على الجانب الأهم والحيوي للجبال، حيث يُلقي الضوء على دورها في تحمل العبء الهائل للمحيطات والقارات على حد سواء. ومن خلال هذه الرؤية الفريدة، يتمكن القارئ من فهم كيف أن تلك الجبال الضخمة تشكل ليس فقط جزءًا من الطبيعة، بل تشكل أساساً للحياة والاستدامة على سطح كوكبنا.
يتميز هذا الكتاب بأنه لا يقتصر على تقديم مجرد معلومات علمية جافة، بل يعتني بتقديمها بأسلوب سلس ومشوّق يجذب القارئ، مما يجعله قطعة أدبية تمزج بين الفائدة العلمية والمتعة الثقافية. وتضفي اللمسات الفنية الرائعة على الصور في هذا الكتاب لمسة جمالية تزيد من جاذبيته، فتأخذ العين في رحلة بصرية عبر قمم الجبال وأوديتها الخلّابة.
يصدر هذا العمل الفني الرائع عن “مركز تكوين للدراسات والأبحاث”، الذي يبني سمعته على نشر المحتوى الثقافي والعلمي عالي الجودة. ومن خلال هذا الإصدار، يضع الناشر القارئ في مركز الاستمتاع بجودة المعلومات والتصميم على حد سواء.
وفي الختام، يظهر هذا الكتاب كقطعة أدبية فريدة تتناول موضوع الجبال بأسلوب غني ومفصل، مما يجعلها قطعة أساسية في مكتبة عشاق العلوم والطبيعة.