كتاب “من بابل إلى الدراجومان: تفسير الشرق الأوسط” للمؤلف برنارد لويس يُعدّ مرجعاً هاماً في فهم وتأويل الشؤون المعاصرة للشرق الأوسط. يحظى برنارد لويس بتقدير عالمي كأحد أبرز المختصين في الإسلام، حيث يُعتبر “أبرز عالم إسلامي في العالم” وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، ويُوصف بأنه “شخصية بارزة بين خبراء ثقافة ودين العالم الإسلامي” كما ذكرت “صحيفة بالتيمور صن”، وهو “عميد دراسات الشرق الأوسط” بحسب “نيويورك تايمز”. يُعتبر لويس كنزاً وطنياً، ومصدر ثقة يلجأ إليه السياسيون والصحفيون والمؤرخون والجمهور العام للحصول على رؤى حول الشرق الأوسط.
في هذا الكتاب، يجمع لويس بين كتابات ومحاضرات قدمها على مدار أربعة عقود، ويقدم من خلالها تأملاته حول تاريخ الشرق الأوسط وشؤونه الخارجية، الثورة الإيرانية، دولة إسرائيل، كتابة التاريخ وغيرها الكثير. تغطي المقالات مواضيع ملحة وجذابة مثل “ما صنعه صدام”، “تفكيك أسامة وجاذبيته الشريرة”، “الشرق الأوسط المغرب رغماً عن نفسه”، “أعداء الله”، و”هل يمكن علمنة الإسلام؟” يتراوح المحتوى بين مقالات نُشرت بالأصل باللغة الإنجليزية ولم تُنشر إلا في لغات أجنبية، إلى كتابات لم تُنشر من قبل، إلى مقالات معروفة نُشرت في مثل “فورين أفيرز” و”نيويورك ريفيو أوف بوكس”.
مع أكثر من خمسين قطعة نصية في الإجمال، وبمقدمة جديدة للكتاب بقلم لويس، يُعد هذا الكتاب مجموعة قيمة لكل من يهتم بالشرق الأوسط. يُقدم لويس من خلاله خزينة غنية من الحكمة على واحدة من المناطق الرئيسية في العالم الحديث، ومجموعة عميقة من التأملات حول تاريخ الشرق الأوسط، ثقافته، سياساته، والأحداث الجارية.
يُعد الكتاب مصدراً مهماً للطلاب والأكاديميين والمهتمين بالشرق الأوسط بوجه عام، حيث يوفر تحليلات دقيقة ومُفصلة تساعد في فهم الديناميكيات المعقدة للمنطقة. تتيح هذه المقالات للقارئ الاطلاع على تطورات هامة وفهم الأحداث الراهنة في سياقها التاريخي والثقافي، مما يُعزز من قدرة القارئ على تقييم الوضع الحالي والتنبؤ بالتطورات المستقبلية.
من خلال نهجه التحليلي والنقدي، يقدم لويس نظرة غير متحيزة نسبياً تسمح بالتقييم العادل للتأثيرات الخارجية والداخلية على الشرق الأوسط. تمتاز كتاباته بالعمق الفكري والأسلوب الواضح الذي يُبسط المفاهيم المعقدة ويجعلها متاحة للقارئ العادي دون التضحية بالدقة الأكاديمية.