في رواية “بابا خليل” للكاتبة أمامة اللواتي، نجد أنفسنا أمام لحظة مشوقة ومليئة بالغموض تبدأ برؤية غريبة تتجلى أمام الشخصية الرئيسية، الذي يعجز عن تمييزها بسبب الوهن الذي يشمله. إن تلك الرؤية تثير فضوله وتحمله على أخذ خطواته برغم التحديات التي يواجهها، حيث يرى طائرًا يرفرف في السماء ويبتعد.
ومع اقترابه من الشكل الذي ظهر، يكتشف أنه يشبه ضريحًا لولي منسي، وهنا يتساءل القارئ بدهشة: “لماذا يكون هناك ضريح في قلب الصحراء؟” تتعاظم حيرته أكثر عندما يستشعر وجود عاشق مجنون يتيم في هذه البقعة الجافة. يعجب القارئ بالسؤال الذي يدور في عقل الشخصية حيال هوية هذا العاشق وسبب هيامه في أرض تفتقر للحياة.
تتسارع الأحداث وتتوالى اللحظات الحماسية عندما تقترب الشخصية من اكتشاف الحقيقة وراء هذا الضريح. وبينما تدخل داخله، تتصاعد سحب الغبار بشكل ملحوظ، كما لو كانت رحلتها إلى الداخل تثير حياة جديدة للهواء المتسامح تحت اللثام.
وفي هذا السياق، يشعر القارئ بتوتر وفضول ليكتشف الحقيقة المدهشة التي تلقي بظلالها على السرد. إن اللغز المتجدد والألغاز التي تتكشف تباعًا تجعل القصة تأخذنا في رحلة مثيرة عبر أعماق الصحراء وأسرارها الخفية.
تصدرت رواية “بابا خليل” قائمة الأدب والخيال، حيث يظهر جليًا أن الكاتبة أمامة اللواتي قد نجحت في خلق تجربة أدبية فريدة ومثيرة. يعكس الغلاف الورقي للكتاب تميز الرواية ويدعو القارئ إلى استكشاف أسرار القصة التي تمتد على 95 صفحة، وتم نشرها في عام 2019 بواسطة دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع.
في الختام، يمكن القول إن “بابا خليل” ليست مجرد رواية، بل هي رحلة فريدة تحمل في طياتها الكثير من الغموض والإثارة، وتجسد ببراعة فنية فكرة البحث عن الحقيقة في وسط الظروف القاحلة والمحيطة بالغموض والتشويق.