عندما نتأمل جمال الكون ونتسائل عن أسراره اللامتناهية، نجد أنفسنا أمام تحفة علمية فريدة من نوعها، وهي كتاب “الكواركات… البروتونات.. الكون” الذي صاغه الفيزيائي النظري السوفييتي البارع، فلاديلين باراشتينكوف. يأخذنا هذا الكتاب في رحلة مدهشة نحو أعماق الفيزياء المعاصرة، حيث يتناول العلاقة الغير متوقعة بين عالم الأجسام الكبيرة، مثل المجرات والنجوم والكواكب، وبين عالم الأجسام الصغيرة جداً التي تظهر بشكل مدهش في الميكروسكوب.
المؤلف، بأسلوبه العلمي المبسط، يسلط الضوء على تطور الكون الذي نعيش فيه، مستعرضًا تركيبه وصفاته الفريدة. يتحدث عن الجسيمات الأولية الغريبة مثل الكواركات والهكسونات والتخيونات، مفتحاً أمامنا أبواب عالم الجزيئات الصغيرة التي تشكل أساس الواقع الذي نعيشه.
وفي رحلتنا الممتعة داخل صفحات هذا الكتاب، نتعرف أيضًا على الثقوب السوداء، تلك الكائنات الفلكية الغامضة التي تثير فضول العلماء والباحثين. يكشف المؤلف عن الجسيمات المتناهية الصغر داخل هذه الثقوب السوداء، حيث تكمن أكوان كاملة تفتح أمامنا أفقاً جديداً من الاستكشاف والتفكير.
ومن ثم، يستعرض باراشتينكوف الابتكارات الحديثة في مجال الفيزياء، بحثاً في المادة المضادة والشحنات المغناطيسية، والتفكير في الفراغ ومفهومي المكان والزمان. ينغمس في مسألة الطاقة، ملامساً التناقضات العجيبة في نظرية النسبية، وكأنه يقدم لنا لوحة فنية تجمع بين الجمال والتعقيد في عالم الفيزياء.
على صعيد الطباعة والنشر، تأتينا هذه الكنز العلمي من مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، حاملةً غلافًا عاديًا يعكس رونق العلم وجمال الاكتشاف.
في ختام هذا الرحلة الفكرية، يظهر كتاب “الكواركات… البروتونات.. الكون” كمرجع شامل يفتح أبواب الفهم أمام كل من يتساءل عن أسرار الكون وغموضه. إنه ليس مجرد كتاب، بل رفيق ساحر يأخذنا بيد من خلال لغة العلم والاكتشافات، يحطم الحواجز ويشرح الألغاز في عالم لا حدود له.