نصائح لتستغلي وقت المباراة لعمل ما تحبين

في عالم تتنوع فيه الاهتمامات بين الأفراد وتتشعب فيه الأولويات والهوايات، تمثل المباريات الرياضية لحظة شغف قصوى لدى فئة كبيرة من الناس، وخصوصًا بين الرجال. ولكن في الوقت نفسه، قد تجد العديد من النساء أنفسهن في موقف لا علاقة لهن بهذا الحدث، ما يفتح أمامهن نافذة ثمينة يمكن استغلالها لتحقيق إنجازات شخصية أو ممارسة أنشطة لطالما رغبن في القيام بها. هذه اللحظات يمكن أن تتحول إلى فرص ذهبية لإعادة شحن الطاقة، أو التفرغ للذات، أو حتى إتمام مهام معلقة. من هنا، تبرز أهمية التخطيط المسبق والاستعداد الذهني لاستثمار وقت المباراة بالشكل الأمثل.

في هذا المقال المفصل، سنعرض مجموعة من النصائح الفعالة والمجربة التي تساعدك على استغلال وقت المباريات في ممارسة ما تحبين، وتحويل هذا الوقت من انتظار ممل إلى ساعات مثمرة تحمل في طياتها إنجازًا وراحة نفسية.

تنظيم الوقت وتهيئة الأجواء

الخطوة الأولى في استغلال وقت المباراة تكمن في تنظيم وقتك مسبقًا. بما أن مواعيد المباريات تكون عادة محددة ومعروفة مسبقًا، فذلك يمنحك فرصة للتخطيط الجيد واستغلال كل دقيقة فيها. سجلي وقت المباراة، ودوّني بجانبه قائمة بالأشياء التي ترغبين بإنجازها أو الاستمتاع بها خلال هذا الوقت. احرصي على تحضير أدواتك مسبقًا، سواء كانت لوازم حياكة، كتبًا، أدوات للرسم، أو حتى مستحضرات العناية بالبشرة. تهيئة الجو المناسب في ركن هادئ من البيت مع موسيقى هادئة أو شمعة عطرية يمكن أن يحول هذه الساعات إلى تجربة ممتعة وخاصة جدًا.

التفرغ لهواياتك الشخصية

لكل إنسان شغف خاص يميّزه ويمنحه إحساسًا بالرضا والتوازن النفسي. وقت المباراة هو الفرصة الذهبية للغوص في هذا الشغف دون مقاطعة أو إزعاج. من الهوايات التي يمكن ممارستها:

• الرسم والتلوين: سواء كنت محترفة أو مبتدئة، فالرسم أداة تعبير راقية تساعدك على إخراج طاقتك الإبداعية.

• القراءة: خصصي هذا الوقت للقراءة المركزة لكتاب لطالما رغبت في إنهائه أو الاستمتاع بفصل جديد من رواية مشوقة.

• الكتابة: إذا كنت ممن يحببن التدوين أو كتابة اليوميات، فهذا هو الوقت المناسب للتعبير عن مشاعرك وأفكارك بحرية.

• الخياطة أو الكروشيه: أعمال الإبرة تعد من أكثر الهوايات التي تهدئ الأعصاب وتعطي شعورًا بالإنجاز.

• العزف على آلة موسيقية: إن كنت تملكين آلة موسيقية، فمارسي عزفك دون قلق من المقاطعة.

العناية الشخصية والتجميل

تعد العناية الذاتية من الجوانب التي تُهمل أحيانًا بسبب ضيق الوقت والانشغالات اليومية. وقت المباراة يشكل الفرصة المثالية لتحويل منزلك إلى منتجع صغير للاسترخاء:

• عمل ماسك للوجه أو الشعر: اغتنمي الوقت في تطبيق خلطات طبيعية أو مستحضرات جاهزة للعناية بجمالك.

• العناية بالأظافر: خصصي هذا الوقت لقص، تنظيف، وتزيين أظافرك.

• جلسة استرخاء مع حمام دافئ: أضيفي أملاح الاستحمام أو الزيوت العطرية، وخذي حمامًا منعشًا.

• تطبيق تقنيات التدليك الذاتي: باستخدام الزيوت الطبيعية يمكن تدليك اليدين أو القدمين لتحسين الدورة الدموية والشعور بالراحة.

التعلم الذاتي وتطوير المهارات

في عصر الإنترنت والمصادر المتاحة بسهولة، أصبحت الفرصة لتعلُّم مهارة جديدة أو تطوير مهارة قائمة متاحة للجميع. بدلاً من قضاء الوقت في التصفح العشوائي، يمكنك استغلال وقت المباراة لتغذية عقلك بما يفيدك:

• الالتحاق بدورة قصيرة أونلاين: في مجال التصميم، الطهي، البرمجة، التسويق الرقمي، أو أي موضوع يهمك.

• تعلم لغة جديدة: خصصي وقت المباراة للاستماع إلى مقاطع تعليمية أو مراجعة المفردات والجمل.

• مشاهدة فيديوهات تعليمية: من قنوات علمية أو ثقافية تثري معلوماتك وتوسع آفاقك.

• قراءة مقالات علمية أو تنموية: تغني معرفتك وتدعم تطويرك الشخصي.

ترتيب وتنظيم المنزل

من المهم استغلال هذا الوقت في ترتيب الأركان التي عادة ما تُهمل بسبب الروتين السريع. يمكنك مثلاً:

• تنظيم خزانة الملابس: إعادة ترتيب الفصول، تصنيف الملابس، أو التبرع بما لم تعودي بحاجة إليه.

• ترتيب الأدراج: تلك الأدراج التي تجمع محتويات متفرقة تستحق لحظة تنظيم دقيقة.

• فرز أدوات المطبخ: التحقق من التوابل المنتهية أو ترتيب العلب والأواني.

• تنظيف منطقة معينة: خصصي وقتًا لتنظيف منطقة صغيرة بعمق، مثل الرفوف أو الأدوات الكهربائية.

ممارسة التأمل والرياضة الخفيفة

الهدوء النسبي في وقت المباراة يجعل منه بيئة مناسبة لممارسة التأمل الذهني أو اليوغا أو حتى تمارين التنفس العميق. هذه الممارسات تساهم في تصفية الذهن، تخفيف التوتر، وتحقيق توازن داخلي. ويمكن أيضًا استغلال الوقت في أداء:

• تمارين التمدد البسيطة.

• مشي داخلي أو على الدراجة الثابتة.

• تمارين خفيفة باستخدام وزن الجسم مثل القرفصاء أو تمرينات البطن.

مشاريع منزلية صغيرة

في بعض الأحيان، هناك مشاريع منزلية صغيرة تتطلب وقتًا هادئًا لإنجازها، لكنها تُؤجل باستمرار بسبب المقاطعات. وقت المباراة مثالي للبدء بها مثل:

• تحضير وصفات مسبقة للوجبات: تقطيع الخضار، تعليب الصلصات، تجهيز العجائن وحفظها في الفريزر.

• تنسيق الصور العائلية: تصنيف الصور الرقمية، تصميم ألبوم، أو طباعة مجموعة مختارة منها.

• تزيين المنزل: إعادة ترتيب الزوايا، وضع لمسات جمالية مثل الزهور أو الإضاءة.

• تجديد قطع أثاث صغيرة: مثل طلاء طاولة قديمة أو تغيير أغطية الوسائد.

التواصل الاجتماعي الذكي

استغلال الوقت في بناء العلاقات الاجتماعية بشكل ذكي له فوائد كبيرة، سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي:

• الاتصال بصديقة قديمة: المحادثة مع شخص عزيز يعيد إليك الطاقة الإيجابية.

• الرد على رسائل معلقة: سواء على الإيميل أو التطبيقات، خصصي هذا الوقت للرد دون عجلة.

• كتابة رسالة بخط اليد: فكرة جميلة لإحياء تقاليد قديمة تبعث الدفء والحنين.

مشروع شخصي عبر الإنترنت

إن كنت تطمحين إلى بدء مشروع صغير على الإنترنت، مثل متجر إلكتروني، مدونة شخصية، قناة يوتيوب، أو صفحة لتقديم خدمة معينة، فيمكنك الاستفادة من وقت المباراة في:

• صياغة محتوى أولي: ككتابة مقالات، إعداد وصف للمنتجات، أو تصميم الشعار.

• التخطيط للخطة التسويقية: رسم استراتيجية للنشر والتفاعل.

• التعلم من تجارب الآخرين: تصفح قصص نجاح أو تقارير عن المشاريع المشابهة.

جدول مقترح للأنشطة خلال وقت المباراة

الختام

إن استغلال وقت المباراة لا يعني مقاطعة من تحبينهم أو الابتعاد عنهم، بل هو خيار إيجابي يحقق التوازن بين احترام اهتمامات الآخرين والوفاء لاحتياجاتك الخاصة. هذه الساعات التي قد تبدو فارغة أو مملة يمكن أن تتحول إلى رحلة غنية بالإنجازات الصغيرة التي تبني في النهاية حياة أكثر توازنًا واستقلالًا ورضا داخليًا. بتحويل هذه اللحظات إلى فرص، تتعلمين أن الوقت أثمن من أن يُهدر، وأن كل ساعة تحمل في طياتها إمكانية جديدة للنمو الشخصي والإبداع.

المراجع:

• Covey, S. R. (1989). The 7 Habits of Highly Effective People. Free Press.

• Newport, C. (2016). Deep Work: Rules for Focused Success in a Distracted World. Grand Central Publishing.