كتاب “العودة إلى السيطرة” للمؤلف جريجوري بودنهامر، يعد مرجعًا بارزًا في مجال تربية الأبناء وإدارة السلوكيات الصعبة التي قد يظهرها الأطفال. تم نشر هذا الكتاب لأول مرة في شهر فبراير من عام 1984 من قبل دار نشر تاتشستون، وهو ينتمي إلى فئة الكتب التي تتناول العلاقات الأسرية والأبوة والأمومة بشكل عام. يقدم الكتاب طريقة فعّالة ومبتكرة تمكّن الآباء من استعادة النظام والسيطرة داخل الأسرة خلال فترة قصيرة تصل إلى ثلاثين يومًا.
يستند “العودة إلى السيطرة” إلى برنامج ناجح استخدمه آلاف الآباء للتغلب على التحديات التربوية واستعادة الهيبة والنظام في التعامل مع أطفالهم. الكتاب يبتعد عن الأساليب التقليدية للتأديب التي قد تضع الآباء في مواجهات وصراعات مع أطفالهم، وبدلاً من ذلك، يقدم صيغة ثلاثية الخطوات تعتبر مثالية لأي بالغ يرغب في التحكم في سلوكيات الأطفال غير المرغوب فيها.
يظهر الكتاب بوضوح كيف يمكن للآباء تجنب الانجراف في الجدالات أو المناورات التي يقوم بها الأطفال لتجنب العقاب أو التهرب من الالتزامات. ويشير إلى أهمية إعادة تأكيد دور الآباء كقادة للأسرة، الأمر الذي يسمح لهم بتربية أبناء يعيون بأهمية القواعد ويتعلمون الالتزام بها، سواء أحبوها أم لا.
ليست الفائدة مقتصرة على الآباء فحسب، بل يمتد تأثير هذه الطرق التربوية إلى المعلمين الذين يجدون فيها السبيل لقضاء وقت أطول في التدريس بدلاً من التعامل مع المشكلات السلوكية، فضلاً عن الضباط والعاملين الاجتماعيين الذين يتعاملون مع الآباء لإدارة حالاتهم بفاعلية أكبر، مما يساهم في منع الأطفال والمراهقين من الوقوع في سلوكيات مدمرة مثل تعاطي المخدرات أو الكحول، السرقة، الهروب من المنزل أو التغيب عن المدرسة.
ترتكز فلسفة الكتاب على أن القوة تعود لمن يستخدمها بحكمة وعدل. ويشير الكتاب إلى أنه في حال عدم استخدام الآباء لسلطتهم بالشكل الصحيح، فإن الأطفال سيتولون زمام الأمور بطرق قد لا تكون مرغوبة. الكتاب يحث الآباء على التعامل بجدية مع مشكلات السلوك التي تظهر عند الأطفال ويوفر الأدوات اللازمة لذلك.
“العودة إلى السيطرة” هو إذًا دليل شامل يقدم للآباء والمربين أساليب تربوية مجربة وفعالة تعزز من استقرار الأسرة وتنمية قدرات الأطفال على النجاح وتحمل المسؤولية. يعتبر هذا الكتاب موردًا ثمينًا لكل من يبحث عن حلول عملية للتحديات التي تواجههم في رحلة الأبوة والأمومة.