كتاب “If Not Now, When: Reclaiming Ourselves at Midlife” للمؤلفة ستيفاني مارستون، يُعد دليلاً ملهمًا يستهدف بشكل خاص النساء في منتصف العمر، مرحلة تُعتبر بمثابة مفترق طرق حيوي وتحدي كبير في الحياة. صدر هذا العمل في شهر أبريل من عام 2001، ونشرته دار النشر Grand Central Publishing، وقد تم طباعة ثلاثين ألف نسخة في طبعته الأولى، مما يدل على التوقعات العالية التي كانت معلقة على هذا الإصدار.
يستند هذا الكتاب إلى مقابلات مع أكثر من مائة امرأة، حيث تنقل المؤلفة تجاربهن ومشاعرهن خلال هذه المرحلة الحياتية الفارقة. تتناول مارستون الأبعاد الروحية والعاطفية والنفسية لمنتصف العمر، وتقدم من خلال تلك الأصوات النسائية والتحليلات المعمقة، بصيرة قيمة حول كيفية التغلب على التحديات وإعادة اكتشاف الذات.
يُعتبر الكتاب موردًا قيّماً لكل امرأة تبحث عن التمكين والإلهام في منتصف العمر، حيث يُشكّل هذا الوقت نقطة تحول حاسمة تُعيد فيها الكثيرات تقييم أدوارهن وأهدافهن الشخصية. إن التحديات التي تواجهها النساء في هذه الفترة ليست فقط تحديات فسيولوجية كالتغيرات الهرمونية أو انقطاع الطمث، بل تشمل أيضًا التغيرات العاطفية والاجتماعية مثل تغير الأدوار داخل الأسرة والمجتمع.
تستعرض مارستون في عملها أيضًا مفاهيم حول كيفية استغلال الفرص التي يمكن أن تظهر خلال هذه المرحلة من الحياة، مؤكدة على أهمية البحث عن معنى جديد والشغف بما يُمكن أن يُضفيه العمر من حكمة ونضج. كما تُلقي الضوء على الأهمية البالغة للاعتناء بالصحة النفسية والجسدية، مشددة على أن هذه المرحلة يمكن أن تكون بداية فصل جديد مليء بالإنجازات والتجارب الثرية.
بالإضافة إلى ذلك، يعالج الكتاب العديد من القضايا العملية التي تواجه النساء في هذه الفترة، بما في ذلك العودة إلى سوق العمل، وإعادة تقييم العلاقات الشخصية، والتعامل مع الفراغ العاطفي الذي قد ينشأ بعد أن يصبح الأبناء مستقلين. تشجع مارستون القارئات على تبني نهج استباقي في التعامل مع هذه التحديات واستكشاف الفرص التي تخلقها الحياة في منتصف العمر.
إن “If Not Now, When: Reclaiming Ourselves at Midlife” ليس فقط دليلاً للتغلب على الأزمات الوجودية التي قد تظهر في منتصف العمر، بل هو أيضًا دعوة للنساء للتفكير في ما يرغبن حقًا في تحقيقه في السنوات القادمة، وكيف يمكنهن أن يعشن بشكل أكثر إشباعًا وأن يتركن بصمة إيجابية في العالم. يُمثل الكتاب بذلك مصدر إلهام لا يقتصر فقط على تحديد الأدوار التقليدية المنسوبة إلى النساء، بل يدفعهن نحو استعادة السيطرة على حياتهن وتشكيل مستقبلهن بأنفسهن.