استعادة التركيز في العمل

4 طرق لاستعادة التركيز عندما تشعر بالتعب في العمل

يعتبر التعب العقلي من أكثر العوامل التي تؤثر سلباً على الإنتاجية والتركيز في العمل. على الرغم من أن الإجهاد والتعب جزء طبيعي من الحياة اليومية، إلا أن استمرار الشعور بالتعب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأداء العام. عندما يشعر الموظف بالتعب في العمل، قد يصبح من الصعب عليه أن يحافظ على مستوى عالٍ من التركيز، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتراكم المهام. ولكن هناك طرق فعالة يمكن أن تساعد على استعادة التركيز وتحقيق الأداء الأمثل، حتى في أكثر الأوقات تحدياً. في هذا المقال، نستعرض أربع طرق رئيسية يمكن أن تساعد على استعادة التركيز أثناء الشعور بالتعب في العمل.

1. أخذ فترات راحة منتظمة لتحفيز العقل

أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى انخفاض التركيز هو قلة فترات الراحة. على الرغم من أن العمل المستمر قد يبدو أنه يزيد من الإنتاجية على المدى القصير، إلا أنه يؤدي في الواقع إلى الإرهاق العقلي والجسدي في نهاية المطاف. لذا، يعد أخذ فترات راحة منتظمة أحد الأساليب الأكثر فعالية لاستعادة التركيز عندما تشعر بالتعب.

ينصح الخبراء بأن يأخذ الموظف فترات راحة قصيرة بين كل فترة عمل، على ألا تزيد هذه الفترات عن 5-10 دقائق. خلال هذه الفترات، يُفضل الابتعاد عن الشاشة أو العمل والتوجه إلى مكان آخر بعيداً عن المكتب. يمكن للموظف القيام ببعض التمارين البسيطة أو التنقل في المكتب للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية. كما يمكن أيضاً الاستفادة من هذه الفترات في التنفس العميق أو التأمل القصير لتصفية الذهن وتجديد النشاط العقلي.

أما بالنسبة لفترات الراحة الأطول التي تتراوح من 30 إلى 60 دقيقة، فيمكن استخدامها لتناول وجبة خفيفة صحية أو أخذ قيلولة قصيرة، والتي لها تأثير إيجابي كبير على استعادة الطاقة والتركيز.

2. تغيير الأنشطة والمهام لتعزيز التنوع

عندما يشعر الموظف بالتعب، يصبح من الصعب عليه أداء المهام المتكررة أو الروتينية بنفس مستوى التركيز والإنتاجية. يمكن التغلب على هذا التحدي عن طريق تغيير نوع الأنشطة أو المهام التي يتم تنفيذها، مما يعزز التنوع ويمنع الشعور بالملل أو الإرهاق العقلي.

على سبيل المثال، إذا كان الموظف يعمل لفترة طويلة على مهمة تتطلب تركيزًا عاليًا مثل الكتابة أو التحليل، يمكنه تغيير النشاط إلى شيء آخر يتطلب نوعًا مختلفًا من التفكير، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو ترتيب الملفات. هذا التغيير يساعد العقل على الاسترخاء بشكل غير مباشر وتجديد النشاط، مما يسهم في استعادة التركيز بسرعة.

كما أن تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للتنفيذ يمكن أن يعزز من القدرة على إدارة العمل بشكل أكثر فعالية. إن الشعور بالتقدم والإنجاز في إتمام المهام الصغيرة يمكن أن يعيد النشاط العقلي ويحفز الموظف على استكمال باقي العمل.

3. ممارسة التنفس العميق والتأمل للحد من الإجهاد

التنفس العميق هو وسيلة فعالة لتهدئة الأعصاب وتهوية العقل. عندما يشعر الشخص بالتعب أو الإرهاق، غالبًا ما يكون الجسم في حالة توتر، مما يؤدي إلى صعوبة في التركيز. يمكن أن يساعد التنفس العميق على استرخاء الجسم والعقل معًا، مما يسهم في استعادة التركيز.

لأداء تمارين التنفس العميق، يمكن للموظف الجلوس في وضع مريح وتوجيه انتباهه إلى التنفس فقط. من خلال أخذ نفس عميق من الأنف، مع الاحتفاظ به لثوانٍ قليلة، ثم الزفير ببطء من الفم، يمكن تخفيف التوتر العقلي والجسدي. تكرار هذه العملية عدة مرات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي سريع على التركيز.

إضافة إلى التنفس العميق، يُنصح بممارسة التأمل الذهني (Mindfulness) بانتظام في بيئة العمل. يساعد التأمل الذهني على تصفية الذهن والتركيز على الحاضر، مما يعزز القدرة على استعادة الانتباه والانخراط في المهام الحالية بدون تشتيت.

4. التركيز على التغذية السليمة وشرب الماء

من العوامل المهمة التي تؤثر على التركيز والإنتاجية هو التغذية السليمة. عادةً ما يرتبط الشعور بالتعب العقلي والجسدي بعدم تناول الطعام بشكل صحيح أو بعدم شرب كميات كافية من الماء. التغذية المتوازنة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستوى التركيز.

يجب أن يتجنب الموظف تناول الوجبات الثقيلة أو المليئة بالدهون في أوقات العمل، لأن ذلك قد يؤدي إلى الشعور بالخمول والتعب بعد فترة قصيرة. بدلاً من ذلك، يمكن تناول وجبات خفيفة صحية مثل المكسرات، الفواكه، أو الزبادي. تساعد هذه الأطعمة في تحسين مستوى الطاقة في الجسم دون التسبب في انخفاض مفاجئ في مستويات السكر في الدم، وهو ما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب.

شرب كميات كافية من الماء أيضًا أمر بالغ الأهمية. يعتبر الجفاف من العوامل المساهمة في الشعور بالإرهاق، مما يؤدي إلى صعوبة في التركيز. لذلك، يجب أن يحرص الموظف على شرب الماء بانتظام طوال اليوم، حتى إذا لم يشعر بالعطش.

أهمية النوم الكافي

على الرغم من أن النوم ليس جزءاً مباشراً من العوامل التي تم تناولها في هذه الطرق الأربع، إلا أن النوم الكافي هو عامل رئيسي في استعادة التركيز في العمل. التعب الناتج عن قلة النوم يؤثر بشكل كبير على الوظائف العقلية مثل الذاكرة والتركيز واتخاذ القرارات. من المهم تخصيص وقت كافٍ للنوم ليلاً لضمان أن يكون الجسم والعقل في حالة جيدة لاستقبال تحديات اليوم التالي.

خلاصة

استعادة التركيز في العمل أثناء الشعور بالتعب يتطلب اتباع مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى تجديد الطاقة العقلية والجسدية. من خلال أخذ فترات راحة منتظمة، وتغيير الأنشطة، وممارسة التنفس العميق، والتركيز على التغذية السليمة، يمكن للموظف أن يعزز قدرته على التركيز ويستعيد طاقته بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن النوم الكافي يعد عاملاً مهماً للحفاظ على الإنتاجية والتركيز على المدى الطويل. من خلال تطبيق هذه الطرق، يمكن التغلب على الإجهاد العقلي واستعادة الأداء الأمثل في العمل.