اختبار الحياة: لحظة اللقاء والتحديات

منذ أيام الطفولة وأنا أسعى بلا كلل للعثور عليه، يكاد يكون طيفًا يرافق أحلامي وتطلعاتي، فأنا أؤجل كل أفراحي للحظة لقائي به، أحلم به كثيرًا، كما لو أنه القطعة الناقصة في لغز حياتي. تلك السنوات المديدة مرت وأنا أتعامل مع أشخاص شابهون له، يثيرون شكوكي في اللحظة الأولى، ولكن يتبين لي بسرعة أنهم ليسوا هو، ويتكرر هذا السيناريو بشكل متكرر.

مر الزمن بكل تدريجه، وبدأت أقنع نفسي بأنه قد يكون خياليًا، رغم الأمل الذي لا يفارق قلبي. اندمجت في حياة رتيبة، حياة عادية جدًا، واتخذت قرارات مهمة مع شريك حياتي، ولكن بداخلي كان هناك الوعد الذي لم يتحقق، والشوق الذي لم يخمد.

لقد نسيته أو ربما تناسيته، حتى جاءت لحظة غير متوقعة، فاجأني القدر به، وهو قد أظهر نفسه في الزمن الخاطئ والظرف الذي لم يكن ملائمًا. كم كان هذا الوقت غير ملائم، كيف يمكن أن يكون هناك اجتماع بينا في هذه اللحظة الحرجة؟

هذا الاختبار الصعب، هذا الامتحان الثقيل على الفؤاد، يجعلني أتساءل عن حكمة القدر وعن سبب وجوده الآن. يا رب، أنت الذي تعلم ما في قلبي، أعطني القوة للتغلب على هذا التحدي، وارشدني خلال هذه اللحظات الصعبة. يا رب، أنت الذي تريد لنا اليسر، فيا رب، اجعل هذه الأيام تمر بسلاسة، وساعدني في اجتياز هذا الاختبار بنجاح.

تلك اللحظة كانت وكأنها تساؤل عميق يطرح نفسه على ضميري، فكيف يمكن للقدر أن يجمع بيني وبين ذلك الشخص الذي بحثت عنه طوال حياتي في هذا التوقيت الحرج؟ الأيام التي مرت كانت كأفلام مملة تتكرر فيها الروتين، ولكن هذه اللحظة كأنها فصل جديد يفتح أمامي، وفجأة أصبح لدي خيارات لم أكن أتخيلها.

لقد كنت أعيش حياة مع زوج طيب، لكنه ليس هو، ليس الشخص الذي كنت أنتظره، ورغم كل السعادة التي شعرت بها في تلك العلاقة، كان هناك فراغ يزداد وجوده كلما اقتربت اللحظة المنتظرة. فجأة، يظهر أمامي، وأنا أفاجأ بالمشاعر القديمة التي انبثقت من جديد.

الألم الذي شعرت به في هذه اللحظة يشبه عذابًا نفسيًا، اختبارًا لصبري وإيماني. وأدرك أنه الآن يجب عليّ مواجهة هذا الواقع الذي يتسارع نحوي. الحياة قد قدمت لي هذا الاختبار، والآن على حسن تقبلي له وتحملي لعواقبه.

في زمن الشك والتساؤلات، يظل الأمل عنوانًا يشع في أفقي، وأدرك أن هذا الاختبار قد يكون بابًا لفرص جديدة وتجارب غير متوقعة. يبقى السؤال المحوري في عقلي: كيف سأواجه هذا الاختبار؟ هل سأسمح للألم بالغلبة، أم سأستخدمه كفرصة للنمو والتجديد؟

وهكذا، تبقى هذه التفاصيل تحديًا جديدًا في رحلة الحياة، وأنا مستعد لاستكشاف المجهول والتعامل مع تلك اللحظات الفارقة بشجاعة وتفاؤل.