أنواع الأغنام وأفضل سلالاتها

أنواع الأغنام، السلالات، الخصائص، الاستخدامات، الإنتاج، التوزيع الجغرافي، الفروق السلوكية، الجدوى الاقتصادية، التربية والتغذية

تُعدّ الأغنام من أقدم الحيوانات التي استأنسها الإنسان منذ آلاف السنين، وقد لعبت دورًا محوريًا في تطور الحضارات الزراعية، سواء من حيث توفير الغذاء أو اللباس أو حتى في طقوس دينية وثقافية متعددة. وتتنوع الأغنام اليوم إلى مئات السلالات التي تختلف فيما بينها من حيث الشكل، اللون، الحجم، نوع الصوف، والقدرة على التكيف مع البيئات المختلفة، ويُعتبر هذا التنوع ثمرة لعوامل طبيعية وبشرية متشابكة عبر التاريخ.

التصنيف العلمي للأغنام

تنتمي الأغنام إلى فصيلة الماعزيات Caprinae من رتبة شفعيات الأصابع Artiodactyla، وهي حيوانات مجترة، أي أنها تهضم الطعام عبر عملية اجترار معقدة تساعدها على استخراج أقصى فائدة غذائية من المواد النباتية. الاسم العلمي للأغنام المستأنسة هو Ovis aries، وتنحدر معظم سلالاتها من الأغنام البرية Ovis orientalis التي وُجدت في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الصغرى.

العوامل المؤثرة في تنوع سلالات الأغنام

تتأثر سلالات الأغنام بعدة عوامل بيئية واقتصادية وجينية، ومن أبرزها:

• المناخ: إذ تتطلب البيئة الصحراوية أغنامًا تتحمل الحرارة والعطش، بينما تحتاج المناطق الباردة إلى سلالات ذات صوف كثيف.

• الهدف الإنتاجي: فمنها ما يُربّى من أجل اللحوم، أو الألبان، أو الصوف، أو حتى لأغراض مزدوجة.

• التاريخ الجغرافي والثقافي: إذ لعب الإنسان دورًا في تهجين سلالات معينة وفقًا لاحتياجاته، مما أدى إلى تنوع ملحوظ في الصفات الوراثية.

التصنيفات الأساسية لسلالات الأغنام

يمكن تقسيم سلالات الأغنام إلى أربعة تصنيفات رئيسية وفقًا للغرض الإنتاجي:

1. أغنام اللحم

2. أغنام الصوف

3. أغنام الحليب

4. الأغنام متعددة الأغراض

أشهر أنواع الأغنام في العالم

1. سلالة الميرينو (Merino)

تعدّ من أشهر سلالات الأغنام في العالم، وتنتمي إلى أصل إسباني، وتتميز بصوفها الكثيف والناعم الذي يُعتبر من أجود أنواع الصوف عالميًا. تنتشر اليوم في أستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا، وتُستخدم أساسًا في صناعة النسيج الفاخر.

الخصائص:

• إنتاج وفير من الصوف.

• قدرة عالية على التكيف مع البيئات المختلفة.

• حجم متوسط.

• غالبًا ما يُربّى لأغراض الصوف فقط، وأحيانًا يُستخدم لحمه أيضًا.

2. أغنام دوربر (Dorper)

سلالة جنوب إفريقية هجينة، ناتجة عن تهجين سلالة دورسيت هورن البريطانية مع أغنام بلاك هيد بيرسيان، وهي مخصصة لإنتاج اللحوم وتُعتبر من أكثر السلالات كفاءة في تحويل العلف إلى لحم.

الخصائص:

• إنتاج لحوم عالي الجودة.

• مقاومة للأمراض.

• لا تحتاج إلى جزّ الصوف (تمتلك شعرًا لا صوفًا).

• ملائمة للمناخات الجافة وشبه الجافة.

3. أغنام العواس (Awassi)

أصلها من بلاد الشام، وتُعد من أفضل سلالات الأغنام في العالم لإنتاج الحليب، كما تُستخدم في بعض الأحيان لأغراض اللحوم والصوف.

الخصائص:

• إنتاج غني من الحليب، يصل إلى أكثر من 300 لتر في الموسم.

• قدرة كبيرة على التحمل في البيئات الصحراوية.

• ذيل دهني ضخم يستخدم كمخزن للدهون.

• صوفها متوسط الجودة.

4. أغنام السوف (Suffolk)

تنحدر هذه السلالة من المملكة المتحدة، وتتميز بسرعة نموها وكفاءتها في إنتاج اللحم، وتُستخدم بشكل أساسي في التهجين لتحسين سلالات اللحم.

الخصائص:

• رأس أسود وجسم أبيض.

• سرعة نمو عالية.

• إنتاج لحوم ممتازة الجودة.

• مقاومة جيدة للطفيليات.

5. أغنام تكسل (Texel)

أصلها من جزيرة تكسل الهولندية، وتُعد من أكثر السلالات إنتاجًا للحوم في أوروبا، وهي سلالة شهيرة بقدرتها على إنتاج ذبائح عالية الجودة.

الخصائص:

• لحوم ذات نسبة دهن منخفضة.

• نمو عضلي واضح.

• لا تُستخدم عادة لإنتاج الحليب أو الصوف.

• تحتاج إلى عناية غذائية عالية.

6. الأغنام العربية (النجدي، النعيمي، الحري)

تنتشر في الجزيرة العربية، وتتميز بتأقلمها الكبير مع الظروف الصحراوية القاسية. وتُعد سلالة النعيمي الأكثر طلبًا في أسواق الخليج من أجل لحومها، أما النجدي فيتميز بحجمه الكبير، والحري بقدرته على العيش في الجبال الوعرة.

الفروق السلوكية والفيزيولوجية بين السلالات

تمتلك كل سلالة خصائص فيزيولوجية وسلوكية تميزها عن غيرها:

• الفروق في السلوك الرعوي: سلالات مثل الحري والعواس أكثر حركة وقدرة على الرعي في المساحات الواسعة، بينما سلالات مثل تكسل والميرينو تفضل المزارع المغلقة.

• الخصوبة: تختلف معدلات الخصوبة بين السلالات، فبعضها ينجب مرتين سنويًا (مثل بعض سلالات الدوربر)، بينما يلد البعض الآخر مرة واحدة.

• معدل التحويل الغذائي: تلعب دورًا كبيرًا في تقييم الكفاءة الاقتصادية، إذ تُفضّل السلالات التي تستهلك أقل كمية من العلف وتنتج أكبر كمية من اللحم أو الحليب.

الجدوى الاقتصادية من تربية أنواع الأغنام المختلفة

يُعتمد اختيار السلالة في مشاريع تربية الأغنام على الجدوى الاقتصادية المبنية على عدة عناصر:

• متطلبات السوق المحلية والدولية.

• توفر الأعلاف وتكلفتها.

• الظروف البيئية والمناخية.

• الهدف الإنتاجي (حليب، لحم، صوف).

على سبيل المثال، تعتبر أغنام العواس مثالية للمشاريع التي تستهدف إنتاج الحليب، بينما تُفضل دوربر أو تكسل لمشاريع إنتاج اللحوم التجارية السريعة النمو، أما الميرينو فهي الأفضل لصناعة الصوف.

التوزيع الجغرافي لسلالات الأغنام عالميًا

• أوروبا: موطن سلالات اللحوم المميزة مثل تكسل وسوفولك، وكذلك سلالات الصوف مثل الميرينو في مناطق جنوب أوروبا.

• الشرق الأوسط: تنتشر فيه السلالات الصحراوية مثل العواس والنعيمي والنجدي.

• أفريقيا: سلالات مثل دوربر المنتشرة في جنوب إفريقيا تتميز بقدرتها على التحمل والسرعة في الإنتاج.

• أستراليا ونيوزيلندا: موطن سلالة الميرينو الأسترالية المعدلة التي تعتبر الأفضل عالميًا في إنتاج الصوف.

التربية والتغذية

تمثل التغذية والتربية عناصر أساسية في تطوير الأداء الإنتاجي لأي سلالة من الأغنام. ويمكن تلخيص ذلك في العناصر التالية:

• التغذية المتوازنة: ضرورة توفير مزيج متوازن من البروتين، الكربوهيدرات، الأملاح المعدنية والفيتامينات، خاصة في مراحل الحمل، الرضاعة، والتسمين.

• إدارة القطيع: تشمل مراقبة الصحة، التلقيح، الوقاية من الأمراض، والعناية بالمواليد.

• التربية المحسّنة: استخدام تقنيات التهجين لاختيار أفضل الصفات الوراثية وتحسين الأداء العام.

الأمراض الشائعة وطرق الوقاية

تصاب الأغنام بأمراض متعددة تؤثر على الإنتاجية وجودة المنتجات، ومن أشهرها:

• الجدري: مرض فيروسي معدٍ، يُصيب الجلد ويُسبب خسائر اقتصادية كبيرة.

• التسمم المعوي: ناتج عن خلل في التغذية أو تغييرات مفاجئة في النظام الغذائي.

• الطفيليات الداخلية والخارجية: مثل الديدان المعوية والقمل والقراد، وتؤدي إلى فقر الدم ونقص الوزن.

الوقاية تشمل:

• برامج تطعيم دورية.

• تقديم العلف بشكل تدريجي عند تغييره.

• العناية بالنظافة العامة للحظائر.

أهمية الأغنام في الاقتصاد الزراعي

تلعب الأغنام دورًا جوهريًا في دعم الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي في العديد من البلدان. وتتمثل هذه الأهمية في:

• توفير مصدر بروتين حيواني رخيص مقارنة بالأبقار.

• إمكانية تربيتها في مساحات صغيرة.

• استغلالها في إنتاج الألبان والصوف والجلود.

• مساهمتها في تدوير المغذيات داخل المزرعة.

الخاتمة

تُعدّ الأغنام ثروة حيوانية متجددة تتمتع بتنوع كبير في السلالات والخصائص، ويعتمد نجاح تربيتها على حسن اختيار السلالة المناسبة للهدف الإنتاجي والبيئة المحلية، إلى جانب توفير ظروف التربية الملائمة والتغذية الجيدة والرعاية الصحية المنتظمة. الاستثمار في تربية الأغنام، خاصة الأنواع عالية الجودة مثل الميرينو، العواس، أو الدوربر، يمثل ركيزة واعدة لتحقيق أرباح مستدامة في ظل الطلب المتزايد على منتجاتها عالميًا.

المراجع:

1. FAO, Sheep Breeds and Management Systems, 2023.

2. ICARDA, Awassi Sheep: Genetic Resources and Economic Importance in Arid Regions, 2022.