صدقت، فالاتفاقية هور-لافال التي وقعت في العاشر من ديسمبر عام 1935م أثارت جدلاً واسعاً في السياسة الدولية وشكلت نقطة تحول مهمة في تاريخ الحروب العالمية الثانية. فقد كانت هذه الاتفاقية تتعلق بالصراع الإيطالي الإثيوبي، حيث كانت إيطاليا تسعى إلى استعادة نفوذها في القارة الأفريقية من خلال غزو إثيوبيا.
تفاصيل الاتفاقية تعود إلى مسعى من جانب بريطانيا وفرنسا لإنهاء النزاع بين إيطاليا وإثيوبيا بطرق دبلوماسية، ولكن الاتفاق الذي تم التوصل إليه كان مثار جدل واسع. تنص الاتفاقية على منح إيطاليا جزءاً كبيراً من إثيوبيا كتعويض عن توقيعها على اتفاقية لندن في عام 1925م، التي كانت تمنعها من احتلال البلاد.
ومع أن الاتفاقية كانت تهدف إلى منع حرب أوروبية جديدة، إلا أنها أثارت غضبًا عارمًا بين الشعوب والسياسيين في بريطانيا وفرنسا، حيث اعتبروها استسلامًا للرغبات الاستعمارية لإيطاليا. فبدلاً من فرض عقوبات على إيطاليا لعدوانها على إثيوبيا، تم منحها ما تطلبه.
تلقى الاتفاق رفضًا شديدًا من قبل الرأي العام الدولي وحتى من قبل البرلمان البريطاني، وقد اعتبره البعض انكسارًا كبيرًا للمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي نهاية المطاف، لم يتم تطبيق الاتفاقية بشكل كامل بسبب تصاعد الضغوط الدولية وانتقاداتها اللاذعة، مما أدى في النهاية إلى تجميد تطبيقها.
من الواضح أن الاتفاقية هور-لافال كانت نقطة تحول في تاريخ السياسة الدولية، فقد كشفت عن الصعوبات والتحديات التي تواجه القوى الأوروبية في التصدي للعدوان النازي والفاشي، وكانت مؤشراً على تفشي التنازلات السياسية في وجه القوى العدوانية في ذلك الوقت.
للمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على هذا الرابط:
اتفاقية هور-لافال على موقع ويكيبيديا