في الثامن عشر من يونيو عام ١٩٣٥، وقّعت بريطانيا وألمانيا اتفاقية بحرية أثارت الكثير من الجدل وأثرت بشكل كبير على المشهد السياسي الدولي في ذلك الوقت، إذ تمثلت في الاتفاقية المعروفة بإسم “اتفاقية البحرية الألمانية-البريطانية”، أو ما يُعرف بمصطلح “اتفاقية الغواصات” بين بريطانيا وألمانيا النازية تحديداً.
تلك الاتفاقية جاءت في إطار محاولة للتهدئة وتخفيف التوتر بين البلدين بعد فترة من التوترات السياسية والعسكرية. وقد اتفقت بموجبها بريطانيا وألمانيا على السماح للأخيرة بالحصول على بناء وتوسيع أسطولها البحري إلى نسبة محددة مقارنة بأسطول بريطانيا.
واعتبر الاتفاق الذي جرى بين الطرفين في تلك الفترة بمثابة خطوة استراتيجية مهمة، حيث كانت بريطانيا تسعى إلى تهدئة التوتر في أوروبا وتفادي النزاعات العسكرية، في حين كانت ألمانيا تستعد لتوسيع نفوذها وقوتها البحرية.
مع تطور الأحداث فيما بعد، أصبح واضحًا أن الاتفاقية لم تحقق الاستقرار المطلوب، إذ تبين أن ألمانيا استغلت الفرصة لزيادة توسعها العسكري بشكل أكبر مما كان متوقعًا، مما أثار القلق والانزعاج في بريطانيا ودول أوروبا الأخرى.
وبالتالي، فإن هذا الاتفاق يظل نقطة تحول مهمة في تطور العلاقات الدولية والتصعيد العسكري في أوروبا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، إذ أنه يبرز الجهود الدبلوماسية والتفاوضية في محاولة لتجنب الصراعات العسكرية، وفشلها في بعض الأحيان في تحقيق الاستقرار المطلوب ومنع التصعيد العسكري.