“ابق هنا معي: سجل ذاتي” هو مذكرات روبرت أولمستيد، حيث يقدم لنا نظرة عميقة وصادقة إلى عالمه الشخصي وتجاربه الشخصية. الكاتب، روبرت أولمستيد، لم يكتفِ بكتابة رواياته فقط، بل استمد مصدر إلهامه من تجاربه الشخصية في مزرعة جدّه في نيو هامبشاير. يصوّر لنا أولمستيد في روايته هذه شخصياته المعهودة، الفلاحين الخشنين والحرفيين والعمّال الذين يعيشون في قرى جبلية في نيو إنغلاند الريفية.
يعود الكاتب في “ابق هنا معي” إلى شبابه على مزرعة جدّه حيث يواجه الأشباح التي لا تزال تؤرقه. يقوم بمحاكاة تلك الفترة الزمنية بشكل واقعي ومؤثر، حيث يكشف عن ألم الكحولية التي عانى منها والتدهور الصادم لجدّه، رأس العائلة. يتناول بحساسية فائقة نشوء حبه لامرأة تمشي “كما لو كان الضوء سيمشي إذا استطاع”. وفي جميع أنحاء الرواية، يظهر الأرض التي عاشت وعملت عليها عائلته لستة أجيال، أرض غنية ومتطلبة بقسوة في الوقت نفسه.
تتميز “ابق هنا معي” بالأصالة والحميمية والكثير من الكثافة. إنها قصة عن مرحلة النضوج ومغادرة الوطن، عن الفعل الثوري الذي يحرر الجسم حتى يربط الروح بمكان إلى الأبد. يكشف أولمستيد بشكل صادق عن ألم إدمان والكسر المؤلم لوالده المدمن على الكحول وتراجع جدّه، رأس الأسرة. بحسٍّ دقيق، يتتبع تفتّح حبه لامرأة تسير “كما لو كان الضوء سيسير إذا استطاع”. وفي جميع أنحاء الرواية، هناك الأرض التي عملت عليها وعاشت فيها عائلته لستة أجيال، أرضٌ غنية بشكل فاخر ومتطلبة بقسوة.
يظهر أولمستيد في “ابق هنا معي” مهاراته الكتابية بأسلوبه الفريد والجذاب، حيث ينقلنا بعيدًا إلى عالمه الشخصي بكل تفاصيله الغنية. تاريخ النشر في إبريل 1996، والذي كان بمثابة نقطة تحول في عالم الأدب، حيث قدّمت هذه الرواية الصادقة والمؤثرة للقراء تجربة فريدة وقيّمة تتعمق في أعماق الإنسان وعلاقته بالأماكن التي ينشأ فيها ويترعرع، مما يجعلها لا تُنسى.