مقال عن زرعة إيمبلانون (Implanon) لمنع الحمل: الاستخدامات، الفعالية، الآثار الجانبية والتجارب
تُعتبر وسائل منع الحمل واحدة من أهم الخيارات التي تعتمد عليها النساء للحد من الحمل غير المخطط له، وتتنوع هذه الوسائل بين الهرمونية والفيزيائية، ومن أبرز الوسائل الحديثة في هذا المجال “إيمبلانون” (Implanon)، وهي عبارة عن جهاز صغير يتم زراعته تحت الجلد بهدف توفير حماية طويلة المدى ضد الحمل. يعتبر إيمبلانون من وسائل منع الحمل الهرمونية التي تتميز بالكفاءة والراحة، لكن، مثل غيرها من وسائل منع الحمل، فإنه قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤثر على بعض النساء. في هذا المقال، سنتناول معلومات شاملة عن إيمبلانون، بما في ذلك استخداماته، فعاليته، الآثار الجانبية الشائعة والتجارب الشخصية للمستخدمات، بالإضافة إلى موعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على هذا الدواء، وعدد الوصفات الطبية التي تم صرفها.
1. ما هو إيمبلانون (Implanon)؟
إيمبلانون هو عبارة عن جهاز صغير الحجم يتم زراعته تحت الجلد في الذراع العلوي للمرأة، حيث يقوم بإطلاق هرمون “الإيتونوجيستريل” بشكل مستمر، وهو هرمون صناعي مشابه للبروجستيرون الطبيعي في الجسم. هذا الهرمون يعمل على منع الحمل عبر عدة آليات، أبرزها:
- منع التبويض (إطلاق البويضة من المبيض).
- زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم، مما يعيق مرور الحيوانات المنوية.
- تغيير سمك بطانة الرحم، مما يقلل من احتمالية انغراس البويضة المخصبة.
تستمر فعالية إيمبلانون لمدة تصل إلى 3 سنوات من تاريخ زراعته، وبعد هذه الفترة يجب استبداله بأخرى جديدة إذا كانت المرأة ترغب في الاستمرار في استخدامه.
2. كيفية استخدام إيمبلانون
يتم زرع إيمبلانون بواسطة طبيب متخصص في العيادات الطبية تحت الجلد في الذراع العلوي. يستغرق الإجراء عادة بضع دقائق ويتم تحت تأثير مخدر موضعي. بعد الزراعة، قد تحتاج المرأة إلى مراقبة المنطقة للتأكد من أن الجهاز قد تم تثبيته بشكل صحيح، ولكن بشكل عام، تعتبر العملية بسيطة وآمنة جدًا.
3. فعالية إيمبلانون
تعتبر فعالية إيمبلانون من بين الأعلى بين وسائل منع الحمل الهرمونية، حيث تشير الدراسات إلى أنه يوفر حماية من الحمل بنسبة تتجاوز 99%. وهو يعتمد على إطلاق الهرمون بشكل مستمر خلال فترة 3 سنوات، مما يوفر حماية طويلة الأمد. في حال نُزع الجهاز قبل مرور هذه الفترة، تعود خصوبة المرأة بشكل سريع بعد إزالة الجهاز.
4. الآثار الجانبية لإيمبلانون
على الرغم من فعالية إيمبلانون العالية، فإن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية تتراوح في شدتها بين الخفيفة والمتوسطة، وبعضها قد يكون مزعجًا للبعض. من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا:
- النزيف غير المنتظم: قد تواجه بعض النساء نزيفًا غير منتظم أو بقعًا دموية بين الدورات الشهرية. هذا العرض يعتبر من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لإيمبلانون وقد يستمر لبضعة أشهر بعد الزراعة.
- زيادة الوزن: بعض النساء قد يلاحظن زيادة طفيفة في الوزن، على الرغم من أن هذا ليس تأثيرًا مباشرًا للإيمبلانون بل قد يرتبط بالتغيرات الهرمونية.
- التعب والإرهاق: يمكن أن تشعر بعض النساء بتعب غير مفسر أو انخفاض في مستويات الطاقة، وهو ما ذكرته بعض المستخدمات.
- التغيرات في المزاج: بعض النساء قد يعانين من تقلبات مزاجية أو اكتئاب خفيف.
- فقدان الرغبة الجنسية: يمكن أن يلاحظ البعض انخفاضًا في الرغبة الجنسية نتيجة لتأثير الهرمونات على الجسم.
5. التجربة الشخصية لمستخدمات إيمبلانون
تعتبر تجربة المستخدمات واحدة من أهم الطرق لفهم فعالية وآثار إيمبلانون، حيث يعكس تقرير كل امرأة مدى ملاءمة هذا الجهاز لها. أحد التقارير الشائعة التي تم تناولها من قبل إحدى المستخدمات التي كانت قد استخدمت إيمبلانون لمدة شهر واحد فقط، هي شعورها بزيادة في مستوى التعب والإرهاق، حيث قالت:
“مرحبًا يا جماعة، لدي سؤال فعلاً. لقد استخدمت إيمبلانون لمدة شهر تقريبًا، وكنت أعاني من نزيف غير منتظم. وهو ليس أمرًا مقلقًا للغاية، ولكن ما أزعجني هو أنني أصبحت أشعر بإرهاق شديد، كأنني حامل تقريبًا. هل يمكن أن يكون هذا من الآثار الجانبية؟”
في هذا التقرير، نلاحظ أن المستخدمة تعبر عن تجربة شائعة بين الكثير من النساء اللواتي استخدمن إيمبلانون لفترة قصيرة، حيث يعانين من تغيرات في الدورة الشهرية والشعور بالتعب. من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن هذه الآثار قد لا تكون دائمة، حيث قد يعتاد الجسم على الجهاز بعد فترة من الزراعة.
6. موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على إيمبلانون
تمت الموافقة على إيمبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الخامس من أغسطس لعام 2017. منذ ذلك الحين، أصبح إيمبلانون أحد الخيارات الشائعة لمنع الحمل في العديد من الدول حول العالم. وهذا التاريخ يمثل نقطة فارقة في تطوير وسائل منع الحمل طويلة المدى، حيث تم التحقق من فعالية وأمان الجهاز بشكل علمي ودقيق.
7. عدد الوصفات الطبية
حسب البيانات المتاحة، يعتبر إيمبلانون من وسائل منع الحمل التي تُستخدم بشكل متزايد في العديد من البلدان، حيث تزداد أعداد النساء اللواتي يستخدمنه بفضل فعاليته وطول مدة تأثيره. على الرغم من أن عدد الوصفات الطبية لا يُنشر بشكل دوري، إلا أن إيمبلانون يُعتبر أحد الخيارات الرائدة في فئة وسائل منع الحمل الهرمونية، خصوصًا في الدول التي توفر الرعاية الصحية الحديثة.
8. نصائح قبل اختيار إيمبلانون
قبل اتخاذ قرار باستخدام إيمبلانون، يُنصح بالتحدث مع الطبيب المختص حول التاريخ الطبي الشخصي، والأمراض المزمنة (إن وجدت)، وأي أدوية قد تتداخل مع فعالية الجهاز. يعتبر إيمبلانون خيارًا آمنًا لمعظم النساء، لكنه قد لا يكون مناسبًا لبعض الحالات مثل النساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية تؤثر على الدورة الدموية أو النساء اللواتي يعانين من بعض أنواع السرطان.
9. الخلاصة
إيمبلانون هو وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل لفترة تصل إلى 3 سنوات. على الرغم من فعاليته العالية، قد يواجه بعض النساء آثارًا جانبية مثل النزيف غير المنتظم، وزيادة الوزن، والتعب. من المهم التواصل مع الطبيب للتأكد من أن هذه الوسيلة تناسب الحالة الصحية الفردية. وبالنسبة للمستخدمات اللواتي يعانين من بعض الآثار الجانبية، فإن معظم الأعراض تتحسن مع مرور الوقت بعد تكيّف الجسم مع الهرمونات التي يطلقها الجهاز.