يُعدّ جهاز الإيمبلانون (Implanon) من الوسائل الحديثة والفعّالة في تنظيم الأسرة ومنع الحمل، وقد أحدث ثورة في عالم وسائل منع الحمل. يعمل الإيمبلانون على توفير طريقة طويلة الأمد وآمنة للحماية من الحمل غير المرغوب فيه، وهو عبارة عن قضيب صغير يتم زرعه تحت الجلد في منطقة الذراع العلوية ويطلق هرمون “إيتونوجيستريل”، وهو نوع من الهرمونات التي تعمل على منع الحمل عن طريق التأثير على الجهاز التناسلي الأنثوي.
آلية عمل الإيمبلانون
يُوضع جهاز الإيمبلانون تحت الجلد في الذراع العلوي، ويتمثل في قضيب صغير ببطول 4 سنتيمترات تقريبا، ويُطلق بشكل مستمر هرمون “إيتونوجيستريل” إلى الدم بتركيز منخفض. يعمل هذا الهرمون على عدة مستويات؛ حيث يمنع المبيضين من إطلاق البويضات (أي الإباضة)، مما يجعل حدوث الحمل شبه مستحيل. كما يعمل الهرمون على زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم، مما يعوق مرور الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى تأثيره على بطانة الرحم، مما يجعلها أقل استقبالاً للبويضة الملقحة.
فاعلية الإيمبلانون
يُعدّ الإيمبلانون من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة نجاحه في منع الحمل تصل إلى 99%، مما يجعله من الخيارات الموثوقة للنساء اللواتي يفضلن وسيلة طويلة الأمد بدون الحاجة لتذكّر تناول الحبوب يومياً. تكمن أهميته في كونه يوفّر حماية طويلة الأمد تصل إلى ثلاث سنوات بمجرد زرعه، ما يعني أنه لا يتطلب اهتمامًا يوميًا من المرأة في تنظيم مواعيد استخدامه.
تجربة شخصية لمستخدمي الإيمبلانون
تُظهر العديد من التجارب الشخصية للمستخدمات لجهاز الإيمبلانون أنه يحقق نتائج مرضية في أغلب الحالات. على سبيل المثال، إحدى المستخدمين التي قررت تجربة الإيمبلانون بعد خمس سنوات من استخدام حبوب منع الحمل، رغم أنها قرأت العديد من المراجعات السلبية عن الجهاز. تقول: “قررت أن أُجرب الإيمبلانون بعد أن عرفت المزيد عن فوائده، وعندما قمت بتركيبه في فبراير 2011، كنت سعيدة للغاية بالنتيجة. كان هناك بعض النزيف غير المنتظم في الشهر الأول بعد تركيبه، لكن بعد ذلك أصبح النزيف أقل، وفجأة توقفت عن الحيض تمامًا. لقد شعرت براحة كبيرة بعد أن توقفت عن الحيض لفترة طويلة.”
وتضيف صاحبة التجربة: “لم ألاحظ أي زيادة في الوزن بعد استخدام الجهاز، ولكن لاحظت أنني في الصيف بدأت أعاني لأول مرة من ظهور حب الشباب في منطقة الظهر، ولكن هذا لم يؤثر على تجربتي العامة مع الجهاز.”
هذه التجربة تُظهر الجانب الأكثر أهمية في استخدام الإيمبلانون: الفوائد التي يحققها في منع الحمل بدون الحاجة للتفكير المستمر في الوسائل التقليدية مثل الحبوب اليومية. وفي الوقت نفسه، من المهم أن تعرف النساء أن جهاز الإيمبلانون قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية مثل النزيف غير المنتظم في الأشهر الأولى، أو زيادة في حب الشباب، لكن هذه الآثار غالبًا ما تكون مؤقتة.
تقييم فعالية الإيمبلانون
بحسب العديد من المستخدمين، يتمتع جهاز الإيمبلانون بتقييم عالٍ من حيث الفعالية والراحة. فقد أظهرت إحدى المراجعات التي نشرها أحد المستخدمين تقييمًا بنسبة 10 من 10، مما يعني رضاه التام عن طريقة العمل والنتائج التي حققها جهاز الإيمبلانون في تنظيم الحمل. هذه التقييمات الإيجابية تعكس الثقة العالية التي يضعها المستخدمون في هذا الجهاز، خصوصًا مع كونه لا يحتاج إلى تذكير يومي أو اهتمام متكرر من النساء.
الموافقة على الإيمبلانون
تمت الموافقة على استخدام جهاز الإيمبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 21 سبتمبر 2011، وهذا يدل على أن الجهاز قد خضع لتقييمات دقيقة من قبل السلطات الصحية المعترف بها عالميًا. ولقد أظهرت الدراسات السريرية أن الإيمبلانون آمن للاستخدام، وأنه يوفر وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل.
عدد المرات التي يتم فيها وصف الإيمبلانون
على الرغم من فعاليته العالية، يظل الإيمبلانون خيارًا لا يُوصَف بشكل متكرر مقارنة ببعض الوسائل الأخرى مثل الحبوب أو اللولب. ففي بعض الدول، لا يزال الإيمبلانون ليس الخيار الأول للمختصين في منع الحمل، ربما بسبب نقص الوعي به أو بسبب تفضيل بعض النساء للخيارات الأخرى مثل الحبوب أو اللولب. كما أن قلة من النساء قد تفضل الوسائل التي يمكن التحكم فيها بشكل أكثر مرونة، مثل الحبوب التي يمكن التوقف عن تناولها في أي وقت.
الآثار الجانبية المحتملة للإيمبلانون
رغم أن الإيمبلانون يعد من الوسائل الآمنة في الغالب، فإنه قد يترافق مع بعض الآثار الجانبية التي يجب أن تكون النساء على دراية بها قبل اتخاذ القرار باستخدامه. من بين الآثار الجانبية الشائعة التي قد تحدث في الأسابيع الأولى بعد التركيب:
- النزيف غير المنتظم: يُعد النزيف من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا في الفترة الأولى بعد تركيب الإيمبلانون، وهو غالبًا ما يختفي بعد بضعة أشهر.
- حب الشباب: بعض النساء قد يعانين من ظهور حب الشباب في مناطق مختلفة من الجسم، مثل الوجه أو الظهر، بعد استخدام الجهاز.
- الصداع: بعض النساء قد يعانين من الصداع كأثر جانبي ناتج عن تأثير الهرمون.
- تغيرات في الوزن: على الرغم من أن معظم النساء لا يلاحظن زيادة في الوزن، فإن بعضهن قد يعانين من احتباس السوائل أو تغيرات في الشهية.
المزايا الرئيسية للإيمبلانون
إلى جانب كونه وسيلة فعالة، فإن الإيمبلانون يقدم العديد من المزايا التي تجعله خيارًا جذابًا للعديد من النساء:
- راحة طويلة الأمد: بعد تركيب الإيمبلانون، يمكن للمرأة أن تنعم بحماية طويلة الأمد ضد الحمل لمدة تصل إلى ثلاث سنوات دون الحاجة لتذكّر استخدامه يوميًا.
- فعالية عالية: يظل الإيمبلانون واحدًا من أكثر الوسائل فعالية في منع الحمل، حيث يصل معدل النجاح إلى 99%.
- عدم التدخل اليومي: unlike the daily commitment required by birth control pills, the implanon offers a hands-off approach to contraception.
- سهل التركيب والإزالة: يمكن زرع الإيمبلانون في عيادة طبية بسهولة، ويمكن إزالته بسهولة أيضًا عندما ترغب المرأة في التوقف عن استخدامه.
الخلاصة
يُعد جهاز الإيمبلانون خيارًا مثاليًا للنساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد وفعّالة. ورغم أن بعض النساء قد يواجهن آثارًا جانبية مؤقتة، إلا أن الفوائد العديدة التي يقدمها الجهاز تجعل منه خيارًا مفضلاً للكثيرات. من المهم أن تستشير النساء الطبيب قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن استخدامه، وأن يكون لديهن وعي كامل بالآثار الجانبية المحتملة.