إيمبلانون لمنع الحمل

الزراعة الهرمونية (Implanon) واستخداماتها في منع الحمل

تعتبر وسائل منع الحمل الهرمونية من أكثر الطرق شيوعًا وفاعلية بين النساء في مختلف أنحاء العالم، ولعل من أبرز هذه الوسائل هو جهاز “إيمبلانون” (Implanon) الذي يعُد واحدًا من الأنظمة الحديثة المستخدمة لمنع الحمل. ومن خلال هذا المقال سنتناول تأثير هذا الجهاز، كيفية استخدامه، وأثره على صحة المرأة استنادًا إلى تجربتها الشخصية، إضافةً إلى تقييم فعاليته، تاريخ الموافقة عليه، وتواتر وصفه من قبل الأطباء.

ما هو إيمبلانون وكيف يعمل؟

إيمبلانون هو جهاز صغير يُزرع تحت الجلد، وعادةً ما يُزرع في الجزء العلوي من الذراع. يحتوي هذا الجهاز على هرمون “إتيونوجستريل” (etonogestrel)، وهو شكل صناعي من هرمون البروجستين، الذي يعمل على منع الحمل عن طريق تحرير الهرمون بشكل مستمر إلى الجسم. عند زراعته، يقوم إيمبلانون بإفراز الهرمون الذي يساهم في منع الحمل بعدة طرق:

1. تثبيط عملية الإباضة: يمنع إيمبلانون المبيضين من إطلاق البويضات (الإباضة).
2. زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم: مما يمنع مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم.
3. تغيير في بطانة الرحم: حيث يجعلها غير ملائمة لاستقبال البويضة المخصبة.

يتميز هذا الجهاز بأنه يظل فعّالًا لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، مما يجعله خيارًا مريحًا وطويل الأمد للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل غير دائمة وفعالة.

تجارب المرضى: شهادة حية من تجربة شخصية

تعتبر تجربة المريضة التي خضعت لإجراء زراعة إيمبلانون مثالًا واقعيًا على كيفية تعامل النساء مع هذه الوسيلة. تقول إحدى المريضات التي استخدمت إيمبلانون منذ فبراير 2009 وحتى 2012:

“لقد كان لدي إيمبلانون منذ فبراير 2009. لقد قمت مؤخرًا بتحديد موعد لإزالته في فبراير 2012. لا أصدق أن ثلاثة سنوات قد مرت بالفعل. لم أواجه أي مشاكل معه على الإطلاق. لا تقلبات مزاجية ولا زيادة في الوزن. لم أقرأ المراجعات قبل الحصول عليه، ولكنه لم يؤلمني على الإطلاق ولم يترك أي ندوب. كانت ذراعي مؤلمة لبضعة أيام فقط، ولكن ذلك كان بسيطًا للغاية. في المجمل، كانت تجربة رائعة. أتطلع إلى زراعة آخر بعد إزالته.”

هذه التجربة تمثل شعور العديد من النساء اللواتي اخترن إيمبلانون كوسيلة لمنع الحمل. حيث أظهرت الكثير من المراجعات أن الجهاز لا يسبب أعراضًا جانبية كبيرة مثل التقلبات المزاجية أو زيادة الوزن، وهما من الأعراض الشائعة في العديد من وسائل منع الحمل الأخرى.

تقييم فعالية إيمبلانون

من أهم ما يميز إيمبلانون هو فعاليته العالية في منع الحمل. تشير الدراسات السريرية إلى أن معدل فشله في منع الحمل يصل إلى 0.05% فقط، مما يجعله واحدًا من أكثر وسائل منع الحمل فعالية. يعتمد ذلك على الاستخدام الصحيح والمستمر للجهاز، أي عدم حدوث تغييرات أو أضرار له خلال فترة استخدامه.

يمكن اعتبار إيمبلانون وسيلة موثوقة وآمنة للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة طويلة الأمد وبسيطة. ووفقا لتقييمات المرضى، فإن فعاليته في منع الحمل تتفوق على العديد من الخيارات الأخرى، حيث أظهر معظم المستخدمين رضا كبيرًا عن تجربتهم مع هذا الجهاز.

موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)

تمت الموافقة على إيمبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 16 يناير 2012. ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا الجهاز واحدًا من الوسائل المعتمدة والمفضلة للعديد من النساء في الولايات المتحدة والعالم.

عدد مرات وصف إيمبلانون

رغم فعاليته الكبيرة، فإنه لا يتم وصف إيمبلانون بشكل واسع في بعض البلدان مقارنةً ببعض وسائل منع الحمل الأخرى مثل الحبوب أو الحقن. في بعض الحالات، قد يكون عدد مرات وصفه منخفضًا بشكل نسبي، نظرًا لحاجته إلى أطباء متخصصين في زراعته وقد لا يكون متوفرًا في كل العيادات.

مزايا وعيوب إيمبلانون

المزايا:

1. فعالية عالية: كما أشرنا سابقًا، إيمبلانون يتمتع بمعدل فشل منخفض جدًا (0.05%).
2. مدة طويلة: يوفر حماية لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
3. سهولة الاستخدام: لا يتطلب أي تذكير يومي أو شهري.
4. لا يؤثر على الحياة اليومية: يمكن للمستخدمات ممارسة حياتهن اليومية بشكل طبيعي دون الحاجة للقلق من الحمل.
5. لا يؤثر على الخصوبة بعد إزالته: بمجرد إزالة الجهاز، يمكن للمرأة الحمل في أي وقت.

العيوب:

1. التركيب والإزالة: قد يشعر البعض بعدم الارتياح من إجراء زراعة الجهاز أو إزالته، على الرغم من أن العملية بسيطة.
2. التأثيرات الجانبية المحتملة: بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية مثل النزيف غير المنتظم أو ألم في موقع الزراعة.
3. التكلفة: على الرغم من كونه خيارًا مريحًا وطويل الأمد، إلا أن تكلفة زراعته قد تكون مرتفعة مقارنة ببعض وسائل منع الحمل الأخرى.

تأثيرات إيمبلانون على الصحة العامة

تؤكد الدراسات أن إيمبلانون يعد خيارًا آمنًا لمعظم النساء. كما أن الجهاز لا يؤثر سلبًا على القدرة على الحمل بعد إزالته. ومع ذلك، من الضروري أن تتم عملية الزراعة تحت إشراف طبيب مختص لضمان نجاح العملية وتقليل فرص حدوث أي مضاعفات.

من ناحية أخرى، قد تواجه بعض النساء تأثيرات جانبية مثل التغيرات في الدورة الشهرية أو الشعور بالصداع. ولكن معظم هذه التأثيرات تكون مؤقتة وتنتهي مع مرور الوقت.

خلاصة

إيمبلانون هو أحد الحلول الفعّالة لمنع الحمل على المدى الطويل. يمكن اعتباره خيارًا ممتازًا للنساء اللواتي لا يرغبن في استخدام وسائل منع الحمل اليومية أو الشهرية. ومع أن بعض النساء قد يواجهن آثارًا جانبية طفيفة، إلا أن فعاليته في منع الحمل تجعله من الخيارات المفضلة للكثيرات. إذا كنتِ تفكرين في استخدام إيمبلانون، من المهم أن تستشيري طبيبك لضمان أنه الخيار الأنسب لكِ.

إذا كنتِ قد جربتِ إيمبلانون أو تفكرين في تجربته، فإن مشاركتك لتجربتك قد تكون مفيدة للآخرين الذين يودون معرفة المزيد عن هذه الوسيلة.