مقال عن دواء “إيمبلانون” (Implanon) لمنع الحمل
يعتبر “إيمبلانون” (Implanon) من وسائل منع الحمل الشائعة التي تستخدمها العديد من النساء كخيار مريح وفعّال لمنع الحمل على المدى الطويل. هو عبارة عن جهاز صغير يتم زراعته تحت الجلد في الذراع العلوي للمرأة ويحتوي على هرمون البروجيستيرون، الذي يعمل على منع الحمل من خلال تثبيط عملية الإباضة وزيادة كثافة المخاط في عنق الرحم مما يعوق حركة الحيوانات المنوية.
تمت الموافقة على “إيمبلانون” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 18 يونيو 2016، مما جعله خيارًا معتمدًا للنساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد. وعلى الرغم من فعاليته العالية في منع الحمل، إلا أن هذه الوسيلة قد لا تكون مناسبة لجميع النساء، حيث يختلف تأثيرها من امرأة لأخرى.
كيفية عمل دواء “إيمبلانون”
يعمل جهاز “إيمبلانون” عن طريق إطلاق هرمون البروجيستيرون ببطء إلى الجسم على مدار عدة سنوات. وعادةً ما يتم زرعه في الذراع العلوي من قبل الطبيب المختص بعد تخدير موضعي، حيث يُحدث الجهاز تأثيرًا هرمونيًا مستمرًا يمنع الحمل لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، ويمكن إزالته في أي وقت حسب رغبة المستخدمات.
الفعالية في منع الحمل
يعتبر “إيمبلانون” من أكثر وسائل منع الحمل فعاليةً. تشير الدراسات إلى أن نسبة فعاليته في منع الحمل تصل إلى 99%، مما يجعله واحدًا من الخيارات الموثوقة والمريحة للأشخاص الذين يبحثون عن وسيلة لفترة طويلة دون الحاجة لتذكر تناول الحبوب بشكل يومي. وبالتالي، فإن فعالية “إيمبلانون” في الوقاية من الحمل تكون عالية جدًا مقارنةً بوسائل أخرى مثل الحبوب أو الواقيات الذكرية.
التقييم والتجارب السريرية
على الرغم من فعالية “إيمبلانون”، فإن هناك بعض الشكاوى والتجارب السلبية التي تترك انطباعًا غير جيد لدى بعض النساء. من بين هذه التجارب، تذكر إحدى المستخدمات أن “إيمبلانون” زُرع في ذراعها منذ أكثر من عام ونصف، ورغم فعاليته في منع الحمل، فإنها واجهت العديد من الآثار الجانبية السلبية. وفقًا لتجربتها، فقد زادت مستويات القلق والاكتئاب بشكل ملحوظ بعد استخدامه، مما أثر على حياتها اليومية بشكل سلبي. كما أضافت أن المزاج أصبح غير مستقر، مع تقلبات حادة في المزاج وتدهور الحالة النفسية.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذه السيدة لم تكن تعاني من الدورة الشهرية لفترة طويلة أثناء استخدام “إيمبلانون”، إلا أنها بدأت مؤخراً تعاني من تشنجات شديدة، وهو ما أثار القلق لديها. في النهاية، قررت تغيير وسيلة منع الحمل إلى الحبوب بعد أن قررت إزالة الجهاز، مشيرة إلى أنها لن توصي به لأحد بسبب تجربتها السلبية. وفقًا لتقييمها، فإنها منحت “إيمبلانون” تقييمًا منخفضًا جدًا بلغ 1 من 5.
الآثار الجانبية الشائعة
كما هو الحال مع معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن أن يسبب “إيمبلانون” بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة للبعض. من بين هذه الآثار:
- اضطرابات في الدورة الشهرية: قد يعاني بعض النساء من تغييرات في الدورة الشهرية مثل غياب الدورة الشهرية أو نزيف غير منتظم.
- تأثيرات نفسية: بعض النساء قد يعانين من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، القلق، وتقلبات المزاج، وهي من الآثار الجانبية الشائعة التي قد تحدث نتيجة لتأثير الهرمونات على الدماغ.
- الصداع: يعد الصداع من الأعراض الشائعة أيضًا عند استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
- زيادة الوزن: قد تلاحظ بعض النساء زيادة طفيفة في الوزن نتيجة لتأثيرات الهرمونات.
- آلام الثدي: يمكن أن يحدث ألم أو تورم في الثدي كأثر جانبي لزيادة مستوى الهرمونات في الجسم.
التوصية الشخصية
بينما يعد “إيمبلانون” من الوسائل الفعّالة لمنع الحمل، إلا أن تجربته قد تختلف بشكل كبير بين النساء. بناءً على التقييمات المختلفة والتجارب الشخصية، يجب على النساء الذين يعانون من مشاكل صحية مثل الاكتئاب أو القلق أن يكونوا حذرين عند التفكير في استخدام هذه الوسيلة، حيث قد تزيد الهرمونات من هذه الحالات وتؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها.
من المهم أن تتشاور النساء مع أطبائهن قبل اتخاذ قرار نهائي باستخدام “إيمبلانون”، لضمان أنه الخيار الأنسب بناءً على حالتهن الصحية العامة واحتياجاتهن الشخصية. قد يوصي الطبيب بتجربة وسائل أخرى لمنع الحمل مثل الحبوب أو اللولب الرحمي أو الوسائل الأخرى التي تتناسب مع كل حالة على حدة.
الخلاصة
يعد “إيمبلانون” وسيلة فعّالة لمنع الحمل تتميز بنسبة نجاح عالية، ولكنه ليس خاليًا من الآثار الجانبية التي قد تؤثر على صحة بعض النساء. يجب على المستخدمين التحدث مع الأطباء لمعرفة إذا كانت هذه الوسيلة هي الأنسب لهم بناءً على تاريخهم الصحي والظروف الخاصة بهم. تتنوع التجارب مع هذا الجهاز، وقد يواجه بعض النساء مشاكل نفسية أو جسدية نتيجة لاستخدامه. وعلى الرغم من ذلك، يبقى “إيمبلانون” خيارًا موثوقًا لمنع الحمل للعديد من النساء اللواتي يفضلن الحلول طويلة الأمد.