إيمبلانون: تجارب وآثار جانبية

الزرع الهرموني “إيمبلانون” (Implanon) كوسيلة لمنع الحمل: تجربة المريض والتقييم الطبي

إن وسائل منع الحمل هي أحد المواضيع الصحية التي تشغل بال العديد من النساء في مختلف مراحل حياتهن، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالاختيار بين الوسائل المختلفة المتاحة، والتي تتراوح بين الحبوب، والحقن، والزرع الهرموني. يعد “إيمبلانون” (Implanon) واحدًا من وسائل منع الحمل التي تلعب دورًا مهمًا في هذا السياق، حيث يُعرف بوضعه كزرع هرموني تحت الجلد، ويوفر حماية فعّالة لفترات طويلة. ورغم فعاليته، فإن له بعض التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على النساء بطريقة أو بأخرى.

تعريف الزرع الهرموني “إيمبلانون”:

إيمبلانون هو جهاز صغير بحجم عود الثقاب يُزرع تحت جلد الذراع، ويحتوي على هرمون “إيتونوجيستريل”، وهو نوع من الهرمونات التي تشبه هرمون البروجستين. يعمل هذا الزرع على منع الحمل عن طريق إفراز الهرمون بشكل مستمر في الجسم لمدة تصل إلى 3 سنوات. يعوق هذا الهرمون عملية الإباضة (تحرر البويضة من المبيض)، كما يساهم في جعل مخاط عنق الرحم أكثر كثافة مما يمنع مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم.

الزرع الهرموني يتميز بفعاليته العالية وطول مدة الحماية التي يوفرها، وهو يعتبر من وسائل منع الحمل التي لا تتطلب تذكّر يومي مثل الحبوب. كما أن الزرع لا يتأثر بالحالات الصحية الأخرى مثل اضطرابات المعدة أو التقيؤ الذي قد يؤثر في فعالية بعض الوسائل الأخرى.

تجربة أحد المرضى مع “إيمبلانون”:

تبدأ التجربة التي شاركتها إحدى النساء التي استخدمت إيمبلانون في 2013 بعد أن أصبح ابنها في سن عام واحد. تشير إلى أنها بدأت في استخدام الزرع الهرموني “إيمبلانون” مع توقعات كبيرة بشأن فاعليته، ولكن سرعان ما بدأت تواجه مجموعة من الآثار الجانبية التي غيرت من مجرى حياتها.

من أولى الآثار التي شعرت بها كانت زيادة الوزن والتعرض لحب الشباب الشديد، مما شكل تحديًا لها من الناحية الجمالية. ومع ذلك، فإن تلك الأعراض لم تكن الأسوأ في تجربتها، حيث قالت: “منذ اللحظة التي حصلت فيها على الزرع حتى حوالي ثلاثة أسابيع بعد إزالته، لم يكن لدي دورة شهرية. ثم، وحتى بعد ذلك، استمرت دورتي الشهرية بشكل غير منتظم، حيث كانت تأتي مرتين إلى ثلاث مرات في الشهر”. هذا التغيير في الدورة الشهرية كان مصحوبًا بعدد من الأعراض الأخرى مثل الالتهابات الفطرية المستمرة والإفرازات المهبلية، وهو ما أدى إلى قلق المريضة بشأن إمكانية إصابتها بأي أمراض منقولة جنسيًا، على الرغم من أنها كانت متأكدة من عدم وجود عدوى بسبب علاقتها الزوجية الثابتة.

مشكلة أخرى ظهرت لها بعد إزالة الزرع، وهي عدم انتظام الدورة الشهرية. بالرغم من مرور حوالي عامين على إزالة الزرع، فقد كانت تعاني من مشكلة عدم التبويض وعدم انتظام الدورة الشهرية. ورغم محاولاتها المستمرة للحمل هي وشريكها، فإن محاولاتهما لم تكلل بالنجاح حتى الآن، مما سبب لهما بعض المشاكل والضغوطات.

تقييم فعالية “إيمبلانون”:

لقد قُيّم الزرع الهرموني “إيمبلانون” من قبل المريض في هذه الحالة بتقييم منخفض جدًا، حيث أعطت المريضة تقييمًا قدره 1 من 10. هذا التقييم المنخفض يعود بشكل رئيسي إلى الآثار الجانبية التي تعرضت لها، مثل تغيرات الدورة الشهرية المستمرة، وعدم انتظام التبويض، فضلاً عن تأثيره على الحالة النفسية والجسدية للمريضة.

بالرغم من أن فعالية “إيمبلانون” في منع الحمل قد تكون عالية جدًا، إلا أن الآثار الجانبية التي قد تحدث لا تُستهان بها. وتشير التجربة السابقة إلى أن بعض النساء قد يعانين من مشكلات هرمونية قد تطول آثارها حتى بعد إزالة الزرع.

موافقة “إيمبلانون” من قِبل إدارة الغذاء والدواء (FDA):

تمت الموافقة على استخدام “إيمبلانون” في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) في 14 فبراير 2016. وبذلك أصبح هذا الزرع الهرموني معتمدًا كخيار من خيارات منع الحمل طويلة المدى في العديد من البلدان. ويُستخدم “إيمبلانون” بشكل واسع في العديد من الدول حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.

عدد مرات وصف “إيمبلانون”:

وفقًا للمراجعات والتجارب السريرية، يتم وصف “إيمبلانون” في المتوسط ثلاث مرات لكل مريضه. هذا يعتمد على استجابة المريض له ومدة فعاليته في كل حالة. يوصي الأطباء عادة باستخدام الزرع لمدة ثلاث سنوات، وبعدها يمكن إزالة الزرع إذا رغبت المرأة في الحمل أو إذا كانت تعاني من أي أعراض غير مرغوب فيها.

مزايا وعيوب الزرع الهرموني “إيمبلانون”:

من بين المزايا الرئيسية التي يقدمها “إيمبلانون” هو فعاليته العالية في منع الحمل، حيث يصل إلى معدل فعالية يصل إلى 99%. كما أن طريقة استخدامه تعتبر سهلة جدًا، حيث لا تتطلب من المرأة تذكّر تناول حبوب بشكل يومي. كذلك، فهو يوفر حماية من الحمل لمدة ثلاث سنوات متواصلة بمجرد زرعه، وهو ما يجعله خيارًا مناسبًا للنساء اللواتي لا يرغبن في التفكير في وسائل منع الحمل بشكل مستمر.

إلا أن هناك بعض العيوب والآثار الجانبية التي يجب على النساء أخذها في عين الاعتبار عند اتخاذ قرار باستخدام الزرع الهرموني. بعض هذه الآثار تشمل تغيرات في الدورة الشهرية، وزيادة في الوزن، وظهور مشاكل جلدية مثل حب الشباب. كما يمكن أن يؤدي الزرع في بعض الحالات إلى حدوث اضطرابات هرمونية تؤثر على الحمل أو التبويض بعد إزالة الزرع، كما حدث في تجربة المريضة التي تم ذكرها.

الخلاصة:

إيمبلانون هو خيار فعال لمنع الحمل ويقدم العديد من المزايا في منع الحمل طويل المدى. ومع ذلك، فإن الآثار الجانبية التي قد تحدث لبعض النساء تتطلب اهتمامًا ومتابعة دقيقة من الأطباء. من المهم أن تكون النساء على دراية تامة بهذه الآثار الجانبية المحتملة قبل اتخاذ القرار باستخدام هذا النوع من وسائل منع الحمل. وفي حال حدوث مشاكل هرمونية أو أي تأثيرات غير مرغوب فيها، يجب على المرأة استشارة طبيبها لتقييم الوضع وإيجاد الحلول المناسبة.