الآثار الجانبية والتجربة الشخصية لاستخدام إيمبلانون (Implanon) كوسيلة لمنع الحمل:
إيمبلانون (Implanon) هو جهاز صغير يتم إدخاله تحت الجلد في منطقة الذراع العلوية بهدف منع الحمل بشكل فعال. يتمتع هذا النوع من وسائل منع الحمل بسمعة جيدة بفضل فاعليته العالية وطول فترة استخدامه التي تمتد إلى ثلاث سنوات، ولكن مثل أي وسيلة أخرى، يرافقه بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض النساء بشكل ملحوظ. سنستعرض في هذا المقال كل ما يتعلق بجهاز إيمبلانون من حيث استخدامه، فعاليته، تأثيراته الجانبية، وتجربة أحد المستخدمين.
ما هو إيمبلانون؟
إيمبلانون هو جهاز هرموني يُزرع تحت الجلد في الذراع بواسطة أطباء مختصين. يتكون الجهاز من قضيب صغير بطول حوالي 4 سنتيمترات، يحتوي على هرمون يُطلق تدريجيًا لمنع الحمل. يعمل إيمبلانون على إيقاف التبويض (عدم إطلاق المبيض للبويضة) وتغيير مخاط عنق الرحم مما يمنع مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم. بفضل هذه الطريقة الفعالة، يتمتع إيمبلانون بمعدل نجاح مرتفع يصل إلى أكثر من 99%، مما يجعله أحد الخيارات المفضلة لدى النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد.
كيف يتم زرع إيمبلانون؟
يتم إدخال إيمبلانون من خلال إجراء طبي بسيط يستغرق عادة ما بين 10 إلى 15 دقيقة. يقوم الطبيب أو الممرضة المعتمدة بتخدير المنطقة تحت الجلد في الذراع العلوية باستخدام مخدر موضعي. ثم، يُدرج الجهاز تحت الجلد بواسطة إبرة خاصة، ويترك في مكانه لفترة تصل إلى ثلاث سنوات. قد يتطلب الإجراء بعض المراقبة من قبل الطبيب بعد الزرع للتأكد من أن الجهاز في مكانه الصحيح.
فعالية إيمبلانون في منع الحمل
تعتبر فعالية إيمبلانون من أبرز ميزاته، إذ يعتبر من أكثر وسائل منع الحمل أمانًا وفعالية. حسب الإحصائيات، فإن إيمبلانون يمنع الحمل بنسبة فاعلية تصل إلى 99%، مما يعني أن فرصة حدوث الحمل مع استخدامه منخفضة للغاية. على الرغم من هذه الفاعلية العالية، فإنه من المهم أن يتم تركيب الجهاز بشكل صحيح وأن تتابعي مع طبيبك بعد الزرع.
الآثار الجانبية لإيمبلانون
على الرغم من فعاليته، يعاني بعض مستخدمي إيمبلانون من آثار جانبية قد تؤثر على جودة الحياة اليومية. وتشمل هذه الآثار بعض التغيرات الجسدية والنفسية التي قد تكون مزعجة للبعض:
-
التغيرات في الدورة الشهرية:
واحدة من أكثر الشكاوى شيوعًا بين مستخدمي إيمبلانون هي التغيرات في الدورة الشهرية. قد يعاني البعض من نزيف متكرر أو نزيف غير منتظم، وقد يستمر هذا لفترات طويلة. كما أشار بعض المستخدمين إلى أن الدورة الشهرية قد تصبح أقل انتظامًا أو تتوقف تمامًا، مما يسبب الارتباك لبعض النساء اللواتي يفضلن التحكم في توقيت الدورة الشهرية. -
زيادة الوزن:
إحدى الآثار الجانبية التي تخشاها العديد من النساء هي زيادة الوزن. بعض المستخدمين يشكون من زيادة في الوزن خلال فترة استخدام إيمبلانون. هذه الزيادة قد تكون ناتجة عن تأثيرات الهرمونات التي يتم إطلاقها بواسطة الجهاز. -
تساقط الشعر:
قد يُعاني البعض من تساقط الشعر كمؤشر على التغيرات الهرمونية الناتجة عن استخدام إيمبلانون. هذا العرض ليس شائعًا بين الجميع، ولكنه قد يكون محبطًا لبعض النساء. -
التقلبات المزاجية:
تشير بعض الدراسات والتجارب الشخصية إلى أن إيمبلانون قد يسبب تقلبات مزاجية شديدة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. يمكن أن تؤثر هذه التقلبات المزاجية على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية، مما يزيد من شعور المستخدم بعدم الراحة. -
فقدان الرغبة الجنسية:
من الآثار الجانبية الأخرى التي ذكرها بعض المستخدمين هي انخفاض الرغبة الجنسية. يُعزى ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي قد تؤثر على مستوى الهرمونات الجنسية في الجسم.
تجربة شخصية مع إيمبلانون:
تشير تجربة إحدى المستخدمين التي نقلناها في بداية المقال إلى أن هناك تحديات كبيرة قد تواجه النساء في بداية استخدام إيمبلانون، رغم الفوائد التي يقدمها. تقول هذه الفتاة البالغة من العمر 19 عامًا والتي قامت بزراعة إيمبلانون قبل حوالي عام ونصف: “الشيء الوحيد الذي لم يعجبني في البداية هو النزيف غير المنتظم، والذي أخبرني طبيبي أنه قد يستغرق حتى 6 أشهر ليصبح منتظمًا. لكن بعد مرور عام، ما زلت أعاني من نزيف شبه يومي، ولا أستطيع التنبؤ بموعد الدورة الشهرية، مما يجعلني دائمًا مترددة بشأن استخدام وسائل حماية إضافية”.
أضافت هذه المستخدمه أنها واجهت بعض المشاكل النفسية، حيث لم يكن أحد قد حذرها من التقلبات المزاجية المصاحبة لاستخدام إيمبلانون، قائلة: “أنا دائمًا غاضبة، مكتئبة، ولا أشعر بالرغبة في ممارسة الجنس. كما أنني اكتسبت بعض الوزن الزائد، مما جعل حياتي الشخصية والعاطفية أكثر تعقيدًا. العلاقة التي كنت فيها الآن في خطر بسبب هذه التغيرات، وبصراحة، لا أعتقد أن الأمر يستحق الاستمرار”.
لقد أشارت هذه المراجعة إلى أن الفوائد الوحيدة التي شعرت بها من استخدام إيمبلانون هي أنه قد منع حدوث الحمل، لكنها أكدت على ضرورة إزالة الجهاز في أسرع وقت ممكن بسبب الآثار الجانبية المزعجة التي واجهتها.
معدل فعالية إيمبلانون:
تمت الموافقة على إيمبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 23 ديسمبر 2011، ليتم استخدامه كوسيلة آمنة وفعالة لمنع الحمل. تعتبر فاعلية إيمبلانون واحدة من أعلى الفعاليات مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى، حيث يوفر حماية طويلة الأمد وبمعدل فشل منخفض للغاية. على الرغم من هذه الفعالية، إلا أن تجارب بعض المستخدمين أظهرت أنه قد تكون هناك آثار جانبية تؤثر بشكل سلبي على بعض الأفراد.
عدد المرات التي تم فيها وصف إيمبلانون:
إيمبلانون يتم وصفه بشكل متزايد في المراكز الطبية والعيادات المتخصصة، ولكن، للأسف، قد تكون بعض النساء غير راضيات عن النتائج، كما هو الحال مع هذه الحالة. من المهم أن تستشير النساء الطبيب المختص قبل اتخاذ قرار زراعة إيمبلانون لمناقشة الفوائد والمخاطر المحتملة التي قد يواجهها كل فرد بناءً على تاريخه الصحي.
هل يستحق إيمبلانون استخدامه؟
إيمبلانون هو وسيلة فعالة لمنع الحمل، ولكن يجب أن يتم اختيارها بعناية بناءً على استشارة طبية شاملة. قد يكون له تأثيرات سلبية على بعض المستخدمين، لذلك من المهم أن تكون النساء على دراية بهذه الآثار قبل اتخاذ القرار النهائي. وفي حال حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها، يجب على المرأة استشارة الطبيب لاتخاذ الإجراءات المناسبة. في النهاية، يجب أن يُأخذ في الحسبان أن كل تجربة تختلف من شخص لآخر، وما يصلح لبعض النساء قد لا يكون مناسبًا للآخرين.
الخلاصة:
إيمبلانون هو وسيلة فعالة لمنع الحمل، لكن استخدامه قد يترافق مع بعض الآثار الجانبية التي تتراوح من مشاكل الدورة الشهرية إلى التقلبات المزاجية وفقدان الرغبة الجنسية. قبل اتخاذ القرار باستخدامه، يجب على كل امرأة التحدث مع الطبيب المختص حول الفوائد والمخاطر المحتملة.