رواية “إيما براون: رواية من المخطوطة الناقصة لشارلوت برونتي” هي عمل أدبي استثنائي يجسد الفن والإبداع الذي تميزت به الكاتبة شارلوت برونتي. تعتبر وفاتها في عام 1855 خسارة كبيرة لعالم الأدب، حيث انقطعت سلسلة إبداعها المتواصل. ومن بين المخطوطات الناقصة التي تركتها، كانت عشرون صفحة تحمل قصة فتاة شابة فقدت في العالم، والتي كانت تشير إلى أنها قد كتبت أفضل أعمالها منذ “جين إير”. هذه الصفحات بقيت في الظلام لمدة تقارب 150 عامًا، حتى قررت الكاتبة الأيرلندية كلير بويلان إكمال العمل.
“إيما براون” تروي قصة الفتاة الشابة ماتيلدا، التي يأتي بها والدها إلى مدرسة صغيرة للبنات في إنجلترا الإقليمية. المدرسة، “فيوشيا لودج”، تعاني من صعوبات مالية، لذا يسعد رئيسة المدرسة الجديدة باستقبال تلميذة جديدة، خاصةً إحدى تلك التي ترتدي ملابس فاخرة بوضوح وتأتي مع والد ثري يبدو أنه “السيد الراقي”. ولكن عندما ينتهي فصل الدراسة ويحين وقت ترتيب عطلة عيد الميلاد، تظل مصاريف دراستها غير مدفوعة، ويصدم رئيسة المدرسة عند اكتشافها أن هوية الأب، كونواي فيتزجيبون، كما هو الحال مع العنوان الذي تركته وراءه، هما خيال. وسرعان ما يتضح أن الوريثة الصغيرة نفسها ليست كما بدت.
فمن هي الغامضة ماتيلدا؟ حين ترفض الفتاة الكشف عن هويتها الحقيقية وتختفي، يتوجب على السيد إلين، النبيل المحلي، وإيزابيل تشالفونت، الأرملة التي لا تملك أطفالًا وتأخذ الفتاة لفترة وجيزة، فك رموز الحقيقة. في رحلة تأخذهم من الصالونات الراقية للمجتمع الإنجليزي الريفي إلى شوارع لندن القذرة والزقاقات الخلفية لأخطرها، تتبع “إيما براون” البحث، أولاً عن الهوية الحقيقية لماتيلدا، وثم عن الفتاة نفسها.
تقدم الرواية خليطًا فريدًا من العناصر، حيث يتم دمج العنصر القصصي ببراعة مع الرموز الاجتماعية والرصيف الظلام للحياة في لندن، وذلك بأسلوب سردي يكشف عن الشخصيات بطريقة متقنة وجذابة. يندمج أسلوب شارلوت برونتي الأصيل مع لمسة كلير بويلان ليخلقان عملاً أدبيًا يأسر القلوب ويأخذ القارئ في رحلة استكشافية مثيرة. إن “إيما براون” ليست مجرد رواية تكملة، بل هي أثر فني يضيف إلى إرث شارلوت برونتي، وتبقى تلك الصفحات الناقصة لتروي قصة فتاة فقدت في العالم، لتعيد الحياة إلى عالمها ببراعة ورقي.