إيمان بوشناق رائدة التكنولوجيا

إيمان بوشناق: قائدة عربية في مجال التكنولوجيا والحاسوب

في عالم يشهد تسارعاً متزايداً في التطور الرقمي والتكنولوجي، تبرز شخصيات نسائية قوية استطعن كسر القيود التقليدية والدخول إلى مجالات كانت تُعد حكراً على الرجال لعقود طويلة. من بين هذه الشخصيات، تبرز إيمان بوشناق كواحدة من النماذج العربية الملهمة التي سطرت مسيرة مهنية متميزة في مجال التكنولوجيا وعلوم الحاسوب، لتُصبح من الرائدات في هذا القطاع الحيوي.

ولدت إيمان بوشناق في بيئة عربية، لكنها لم ترضَ بأن تكون مجرد متلقية للتكنولوجيا القادمة من الخارج، بل سعت لأن تكون مساهمة فاعلة في تطويرها وتوجيه مسارها. جمعت بين الشغف بالعلوم والإصرار على التفوق، فدخلت عالم البرمجة وعلوم الحاسوب في وقت كانت فيه نسبة النساء في هذا المجال محدودة جداً، خاصة في العالم العربي. استطاعت بوشناق، بفضل عزيمتها الفولاذية، أن تتخطى الصعوبات الثقافية والمجتمعية، لتشق طريقها نحو القمة.

التكوين الأكاديمي والبدايات

بدأت رحلة إيمان بوشناق الأكاديمية بدراسة علوم الحاسوب في إحدى الجامعات الرائدة، حيث تميزت بتفوقها العلمي وفضولها المعرفي. لم تكتفِ بالمنهج الأكاديمي التقليدي، بل سعت إلى المشاركة في المشاريع التقنية، وتوسيع معرفتها خارج أسوار الجامعة. هذا الشغف بالتعلم جعلها من الطالبات القلائل اللواتي برزن في مجال البرمجة المتقدمة، وتحليل الأنظمة، وأمن المعلومات.

لاحقاً، أكملت بوشناق دراستها العليا، متخصصة في الذكاء الاصطناعي والنظم المعقدة، ما مكنها من امتلاك قاعدة معرفية صلبة دفعتها إلى العمل في مشاريع تقنية على مستوى دولي، والمساهمة في أبحاث متقدمة حول دور الحوسبة في تحسين جودة الحياة وتطوير المجتمعات.

الإسهامات المهنية والتكنولوجية

تُعد إيمان بوشناق من القلائل الذين دمجوا بين النظرية والتطبيق في مجالات التقنية، حيث عملت في مؤسسات وشركات عالمية مرموقة، منها ما يتعلق بتطوير الخوارزميات، ومنها ما يركز على أنظمة البيانات الضخمة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب والتعليم. قدمت حلولاً مبتكرة في مجال تحليل البيانات وتطبيقات تعلم الآلة، وساهمت في مشاريع تطوير برمجيات مفتوحة المصدر، لتُكرّس بذلك نهج الشفافية والتعاون المعرفي.

من أبرز إنجازاتها المهنية كانت مشاركتها في مشروع عربي لتوطين التكنولوجيا، حيث قادت فريقاً تقنياً لإنتاج بيئة تعليمية رقمية متكاملة موجهة للطلاب في الدول النامية، تهدف إلى تعزيز المهارات التقنية لديهم منذ المراحل التعليمية المبكرة. هذا المشروع نال اعترافاً دولياً، واعتُبر نموذجاً عربياً رائداً في إدماج التكنولوجيا بالتعليم بشكل فعّال ومستدام.

الريادة النسائية والتمكين

إلى جانب إنجازاتها التقنية، كانت إيمان بوشناق من الأصوات النسائية المدافعة عن تمكين المرأة في مجال العلوم والتكنولوجيا. ساهمت في تأسيس مبادرات مجتمعية ومؤتمرات إقليمية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية إشراك الفتيات في التخصصات التقنية، ووفرت الدعم والتوجيه للعديد من الطالبات والمهتمات بدخول هذا القطاع.

شغلت مناصب استشارية في هيئات ومؤسسات عربية تُعنى بالتحول الرقمي وتمكين الكفاءات الوطنية، حيث لعبت دوراً في صياغة السياسات التعليمية والتكنولوجية. كما ألقت محاضرات في جامعات دولية عن التحديات التي تواجه النساء في القطاع التقني، وقدمت مقترحات عملية لتجاوزها.

التكنولوجيا في خدمة التنمية المستدامة

تبنّت إيمان بوشناق رؤية شاملة للتكنولوجيا، لا باعتبارها أداة تجارية فقط، بل كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة. عملت على تطبيق مفاهيم الابتكار التقني في قطاعات مختلفة مثل الزراعة الذكية، والرعاية الصحية، والتعليم عن بُعد. وساهمت في تطوير أنظمة ذكية لتحليل البيانات البيئية، ما ساعد في التنبؤ بالكوارث الطبيعية وتحسين استراتيجيات الاستجابة لها في عدد من الدول العربية.

كما كانت من الأوائل الذين ركزوا على استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم القطاع الطبي في المجتمعات العربية، من خلال مشاريع لتصميم تطبيقات تساعد في التشخيص المبكر للأمراض، وتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية في المناطق النائية.

إيمان بوشناق في الإعلام والمؤتمرات

برزت بوشناق كشخصية إعلامية بارزة في العالم العربي في ما يخص التحول الرقمي، حيث استُضيفت في العديد من البرامج والمقابلات التي تناولت مستقبل التكنولوجيا ودور المرأة فيه. كانت صوتاً عقلانياً ومستنيراً يدعو إلى الاستثمار في العقول، وتوفير بيئة محفزة للابتكار.

شاركت في مؤتمرات عالمية مثل TEDx، وقمم تكنولوجية دولية تناولت مستقبل الذكاء الاصطناعي، والبيانات المفتوحة، وأخلاقيات التقنية. في كل مناسبة، كانت تحمل صوت العالم العربي، وتعرض قصص النجاح المحلية، متحدية بذلك الصورة النمطية التي تربط التكنولوجيا حصراً بالغرب.

التحديات التي واجهتها

لم تكن رحلة إيمان بوشناق خالية من التحديات، إذ واجهت العديد من العوائق الاجتماعية المرتبطة بنظرة بعض المجتمعات للمرأة العاملة في المجال التقني. غير أن هذه التحديات كانت بالنسبة لها دافعاً للاستمرار، لا عائقاً. استخدمت ذكاءها الاجتماعي، ومهاراتها في القيادة، لتبني ثقة المجتمع بها، وتُثبت أن التميز لا يرتبط بجنس، بل بالإرادة والكفاءة.

واجهت أيضاً تحديات تقنية تتعلق بعدم توفر بيئة بحثية متقدمة في بعض مراحل مسيرتها، ما دفعها إلى التواصل مع مؤسسات بحثية خارج الوطن العربي، لتوسيع دائرة معرفتها وخبرتها، مستفيدة من كل فرصة لبناء شبكة علاقات مهنية عالمية.

الجدول التالي يلخّص أبرز المحطات في مسيرة إيمان بوشناق:

رؤيتها المستقبلية

تحمل إيمان بوشناق رؤية واضحة لمستقبل التكنولوجيا في العالم العربي، وتؤمن أن الثورة الرقمية القادمة يجب أن تُدار من داخل المجتمعات العربية لا من خارجها. ترى أن الاعتماد على التقنيات الجاهزة لم يعد كافياً، بل لا بد من المساهمة في صناعتها، وتصميم حلول تتناسب مع خصوصيات الشعوب العربية.

كما تُشدد على أهمية الاستثمار في التعليم التقني منذ المراحل الابتدائية، وضرورة توفير بيئات حاضنة للإبداع والبحث العلمي، داعية الحكومات والمؤسسات إلى التعاون لبناء منظومات معرفية متكاملة تعزز من ريادة الدول العربية في الاقتصاد الرقمي.

الخلاصة

تُمثّل إيمان بوشناق نموذجاً مُلهِماً لكل من يسعى للتميز في المجال التكنولوجي، خاصة الفتيات في العالم العربي. لم تكن مجرّد مستفيدة من التكنولوجيا، بل كانت فاعلة ومؤثرة في مسارها، ومساهمة في توجيهها لخدمة المجتمع والإنسان. جسّدت نموذج المرأة العربية الطموحة، القادرة على قيادة التحول الرقمي بثقة وعقلانية، ما يجعلها إحدى الشخصيات الرائدة في المشهد التكنولوجي العربي المعاصر.

المصادر:

• World Summit on the Information Society Reports, UNESCO

• Women in Tech, Middle East Tech Leadership Annual Forum