إيكونوجيسترل (Etonogestrel): موانع الحمل وأثرها الجانبي
تعدّ وسائل منع الحمل من أهم الاختراعات الطبية التي تساهم في تنظيم الأسرة والحفاظ على الصحة الإنجابية للنساء حول العالم. ومن بين هذه الوسائل الحديثة التي تستخدمها النساء على نطاق واسع، تبرز مادة إيكونوجيسترل (Etonogestrel) كأحد الخيارات الشائعة. هذه المادة الفعالة تُستخدم بشكل رئيسي في الزرع تحت الجلد كوسيلة منع حمل فعالة على المدى الطويل. لكن بالرغم من فعاليتها في منع الحمل، فقد أظهرت بعض التجارب السريرية والشهادات الشخصية من مستخدمي هذه الوسيلة الطبية آثارًا جانبية قد تؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة للنساء.
ما هو إيكونوجيسترل وكيف يعمل؟
إيكونوجيسترل هو هرمون صناعي يعمل على تثبيط عملية الإباضة، مما يمنع تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي. يُوضع هذا الهرمون في شكل جهاز صغير تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع ويُعتبر فعالاً لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ما يجعله خيارًا مثاليًا للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد وغير مرهقة. يعمل هذا الهرمون من خلال منع التبويض، وزيادة كثافة المخاط في عنق الرحم ليصبح من الصعب على الحيوانات المنوية اختراقه.
تاريخ الموافقة على الدواء
تمت الموافقة على استخدام إيكونوجيسترل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 10 مايو 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح خيارًا شائعًا بين النساء اللاتي يفضلن وسائل منع الحمل طويلة المدى. من خلال هذه الموافقة، حصل الدواء على مصادقة رسمية لاستخدامه بشكل واسع في الأسواق، مما يعكس ثقته في فعاليته.
تقييم فعالية الدواء
من ناحية الفعالية، يعتبر إيكونوجيسترل من أكثر وسائل منع الحمل فعالية في العالم، إذ تظهر الدراسات أنه يستطيع منع الحمل بنسبة نجاح تصل إلى أكثر من 99%، مما يجعله خيارًا موثوقًا للعديد من النساء. ومع ذلك، فإن فعاليته تعتمد بشكل كبير على التزام المرأة بتركيب الجهاز بشكل صحيح واتباع التعليمات اللازمة للحفاظ على كفاءته.
تجربة المستخدمين وآراء المرضى
ومع الرغم من هذه الفعالية، إلا أن بعض المستخدمين قد يعانون من آثار جانبية قد تكون مؤلمة وتؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. أحد الشهادات البارزة كانت من إحدى السيدات التي تناولت إيكونوجيسترل بعد ولادتها:
“لقد دمر حياتي. أنا متأكدة أنني حصلت على كل الأعراض الجانبية السلبية التي يمكن أن تصيبني. قمت بتركيبه بعد شهر من ولادتي، كنت قد فقدت 10 أرطال من وزن الحمل، لكن مع هذا العلاج اكتسبت الوزن مرة أخرى، بل وزدت 15 رطلاً أخرى، وبدون أي تغيير في نظامي الغذائي. وزني أصبح من 130 إلى 165. أصبحت أعاني من اكتئاب شديد. دائمًا مرهقة. سيطرتي على الطعام والشهية أصبحت معدومة. أصبحت قلقة بشكل شديد لدرجة أنني لا أستطيع قيادة السيارة بسهولة. ليس لدي رغبة في العلاقة الجنسية، وأغضب من زوجي عندما يطلب ذلك. أصبحت شديدة الحساسية وذات مزاج متقلب. شعري أصبح يتساقط على الرغم من تغييري للمنتجات الشعرية إلى أفضل وأكثر تكلفة. بشرتي دائمًا في حالة سيئة. وأصبحت أتعرض لالتهابات المسالك البولية المتكررة، وهي أول مرة أصاب بها.”
تُظهر هذه التجربة الشخصية حجم المعاناة التي قد يمر بها بعض المستخدمين نتيجة للآثار الجانبية المحتملة لهذا العلاج. يشعر البعض بتأثيرات نفسية وجسدية متعددة، مثل زيادة الوزن، والاكتئاب، وفقدان الرغبة الجنسية، وغيرها من الأعراض التي قد تؤثر على نوعية الحياة بشكل كبير.
الآثار الجانبية الشائعة
تتفاوت الآثار الجانبية للإيكونوجيسترل من امرأة إلى أخرى، لكن بعض الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها المستخدمون تشمل:
- زيادة الوزن: من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا، حيث قد تؤدي بعض النساء إلى اكتساب وزن إضافي دون تغيير في نمط الحياة أو النظام الغذائي.
- الاكتئاب والقلق: بعض النساء يشعرن بتقلبات مزاجية حادة أو حتى اكتئاب مستمر بعد استخدام هذه الوسيلة.
- فقدان الرغبة الجنسية: يُلاحظ أن بعض النساء يعانين من انخفاض شديد في الرغبة الجنسية بعد استخدام هذه الطريقة.
- التساقط والشعر الضعيف: تعد مشاكل الشعر من بين الأعراض الجانبية التي قد تصيب بعض النساء، حيث يعانين من تساقط الشعر وضعفه.
- التهابات المسالك البولية: قد تزداد فرصة إصابة النساء بالتهابات المسالك البولية بشكل متكرر بعد استخدام الإيكونوجيسترل.
التقييم العام للدواء
وفقًا للمراجعات التي قام بها المستخدمون، فإن الدواء يحصل على تقييم فعالية منخفض، حيث حصل على تقييم 1 من 5 في بعض الشهادات التي عرضت تجارب سلبية مع الدواء. وعلى الرغم من أن هذه التجربة قد لا تمثل جميع الحالات، إلا أن من المهم أن تكون النساء على دراية بالآثار الجانبية المحتملة وأن يستشرن الأطباء قبل اتخاذ قرار باستخدام هذه الوسيلة.
عدد الوصفات الطبية
بناءً على الإحصائيات المتوفرة، تم وصف إيكونوجيسترل في حالتين فقط حتى الآن، مما يشير إلى أن استخدامه ليس شائعًا بشكل كبير مقارنة ببعض وسائل منع الحمل الأخرى. ويعكس هذا ربما القلق الذي قد يشعر به البعض من الآثار الجانبية التي تم الإشارة إليها في التجارب الشخصية.
هل يستحق الإيكونوجيسترل التجربة؟
في الختام، يمكن القول أن إيكونوجيسترل هو خيار فعال للغاية لمنع الحمل إذا تم استخدامه بشكل صحيح، ولكن لا يمكن إغفال الآثار الجانبية التي قد تحدث لدى بعض النساء. يجب على أي امرأة تفكر في استخدام هذه الوسيلة استشارة الطبيب بشكل دقيق لفهم الفوائد والمخاطر المحتملة. ينبغي أن يكون القرار الشخصي مدروسًا بعد مناقشة كافة الخيارات المتاحة للتأكد من أنها الوسيلة الأنسب لحالتها الصحية.
ومن المهم أن تتذكر النساء أنه بالرغم من فاعلية وسائل منع الحمل مثل إيكونوجيسترل، فإن التعامل مع الآثار الجانبية قد يتطلب تعديلات أو حتى تغيير الوسيلة في حال كانت الأعراض غير قابلة للتحمل.