الدكتور إيغاس مونيز، الذي وُلد في قرية أفانكا في البرتغال في عام 1874، وتوفي في العاصمة البرتغالية لشبونة في عام 1955، كان من بين العقول الطبية الرائدة في القرن العشرين. تمنح جائزة نوبل في الطب لهذا العام 1949 للدكتور إيغاس مونيز، تقديرًا لاكتشافه للقيمة العلاجية لليوكوتومي في بعض الانفصامات النفسية.
اليوكوتومي، الذي يُعرف أيضًا باسم اللوبوتومي، هو إجراء جراحي يتم فيه استئصال جزء من المخ، وقد اعتبر في تلك الفترة وسيلة لعلاج بعض الحالات النفسية التي لم تستجب للعلاجات التقليدية. وقد ابتكر مونيز هذا الإجراء واستخدمه لعلاج مجموعة من الاضطرابات النفسية، مما أثار جدلاً واسعًا في المجتمع الطبي والأخلاقي.
عمل الدكتور مونيز في جامعة لشبونة، حيث كان يشغل منصب أستاذ الجراحة، وهناك قاد بحوثه وعملياته الجراحية التجريبية. وقد تميز بتطويره لتقنيات جديدة في مجال الجراحة العصبية والتجارب السريرية، مما جعله شخصية بارزة في مجال الطب النفسي.
ومع ذلك، بالرغم من الاعتراف بمساهماته في مجال الطب، فإن استخدام اليوكوتومي أثار الجدل والانتقادات بسبب الآثار الجانبية الخطيرة التي قد تصاحب هذا الإجراء، وكذلك بسبب مخاطر التشويه الدائم للوظائف العقلية للمرضى. ومع مرور الزمن، أصبحت تلك الإجراءات أقل شيوعًا بسبب التقدم في العلاجات النفسية والأخلاقيات الطبية.
تاريخ الطب يشهد بوضوح على تأثير الدكتور إيغاس مونيز في تطوير العلاجات النفسية وفهم الدماغ، وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته أساليبه، فإن إرثه العلمي ما زال حاضرًا ومحط اهتمام الباحثين والمهتمين بتاريخ الطب والعقلية البشرية.
للمزيد من المعلومات عن الدكتور إيغاس مونيز وجائزته بجائزة نوبل في الطب لعام 1949، يمكن الاطلاع على المصادر التالية:
- موقع جائزة نوبل: Egas Moniz – Nobel Prize in Physiology or Medicine 1949
- مقالة في موقع ساينس دايركت: The Nobel Prize in Physiology or Medicine 1949