إن “إيثاكا: سيرة ذاتية لابنة تم العثور عليها”، التي كتبها سارة صفيان، تعتبر قطعة أدبية استثنائية تندرج ضمن فئة السير الذاتية والتوجهات الأدبية العميقة. تأخذنا الكاتبة في رحلة فريدة من نوعها من خلال تجربتها الشخصية، حيث ينطلق السرد بسؤال هاتفي مثير للتفكير: “مرحبًا، هل هناك سارة صفيان؟”، يتبعه صوت هانا مورغان، وهي شخص غريب يكشف عن هويتها باعتبارها والدتها البيولوجية. هكذا تبدأ هذه السيرة القوية التي تتغير حياة الشابة بشكل كبير عندما تتلقى مكالمة هاتفية من شخص غريب وفي الوقت نفسه أقرب شخص إليها بشكل عاطفي.
القصة المثيرة لصفيان عن اكتشاف ذاتها بألم وفرح جديد يكمن في فرادتها التي تعكس التسلسل العكسي للسرد التبني المعتاد: حيث يسعى الوالدين البيولوجيين للبحث عن الشخص المتبنى. تمزج صفيان بين الرسائل ومداخلات اليوميات والذكريات والانعكاسات، حيث تحكي قصة تبنيها، ووفاة والدتها المتبناة بعد ست سنوات، وتربيتها في عائلة محبة. تكتشف أن والديها البيولوجيين انتهوا بالزواج وإنجاب أطفال آخرين، وبالتالي تواجه عائلة بأكملها تربطها بها وراثيًا. تصل حساب صفيان الجريء والصادق إلى ذروته المؤثرة مع لقائها بهم بعد ثلاث سنوات من الاتصال الأول.
على طول هذا الطريق، تثير السيرة أسئلة معقدة: ما هي العائلة؟ هل يمكن أن يكون لدينا أكثر من واحدة؟ ما هي الحدود بين الاهتمام الوالدي والتدخل؟ هل من المنافقة أن يكون الشخص الذي اختارته والدتها أن يكون من يتخذ قراراتها؟ كيف تتفاعل الطبيعة والتربية معًا لتشكيل هوية الفرد؟ تتناوب السيرة بين الجدية واللعب، وتعد “إيثاكا: سيرة ذاتية لابنة تم العثور عليها” بأن تلمس قلوب القراء في كل مكان الذين قد تصارعوا مع مفهوم من هم.
سارة صفيان، الصحفية السابقة في New York Daily News، والتي كتبت أيضًا للـ Village Voice وInterview وHarper’s Bazaar وMirabella، تقدم لنا قصة تحمل درجات عديدة من التعقيد والغنى. حازت على درجة البكالوريوس من جامعة براون ودرجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة كولومبيا، وتعيش حاليًا في مدينتها الأم نيويورك. تم نشر الكتاب بواسطة دار النشر Basic Books في نوفمبر عام 1998، وهو يتناول قضايا متنوعة تتناول الفئتين الأدبية والتاريخية.