إيتونوغيستريل: جهاز منع الحمل تحت الجلد
يُعتبر إيتونوغيستريل (Etonogestrel) من بين الوسائل الحديثة لمنع الحمل التي توفر للنساء خيارًا طويل الأمد وفعالاً، حيث يتم استخدامه في شكل زرع تحت الجلد لإطلاق هرمون البروجستين بشكل مستمر، مما يمنع حدوث الحمل على مدار عدة سنوات. في هذا المقال، سنتناول العديد من جوانب استخدام هذا الدواء، بما في ذلك فعاليته، التجارب الشخصية لبعض المستخدمين، وتقييمات المرضى، بالإضافة إلى تاريخ الموافقة عليه.
ما هو إيتونوغيستريل وكيف يعمل؟
إيتونوغيستريل هو شكل صناعي من البروجستين، وهو هرمون يُستخدم في تنظيم الدورة الشهرية ومنع الحمل. يُزرع هذا الدواء تحت الجلد في الذراع، ويعمل من خلال إطلاق الهرمون بشكل مستمر على مدار فترة تتراوح عادة بين 3 إلى 5 سنوات. من خلال آلية عمله، يمنع إيتونوغيستريل الإباضة (تحرر البويضة من المبيض)، كما يزيد من سمك المخاط في عنق الرحم مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.
طريقة الاستخدام
يتم زرع جهاز إيتونوغيستريل تحت الجلد في الذراع العلوي بواسطة الطبيب المختص، وتستغرق هذه العملية بضع دقائق فقط. يمكن أن يُزرع الجهاز في أي وقت خلال الدورة الشهرية بشرط أن تكون المرأة متأكدة من عدم حملها. وعند زرعه، يوفر هذا الجهاز حماية ضد الحمل لمدة تصل إلى 3 سنوات.
فعالية إيتونوغيستريل
تُعتبر فعالية إيتونوغيستريل في منع الحمل مرتفعة جدًا. وفقًا للدراسات السريرية، فإن معدلات فشل هذا الجهاز منخفضة للغاية إذا تم زرعه بشكل صحيح. يُعتبر هذا الخيار من وسائل منع الحمل ذات الفعالية العالية مقارنة بالعديد من الوسائل الأخرى مثل حبوب منع الحمل أو الواقي الذكري، حيث تشير الأبحاث إلى أن معدل الفشل يقل إلى أقل من 1% إذا تم اتباع التعليمات بشكل دقيق.
تقييمات المرضى
تختلف تقييمات المرضى لاستخدام إيتونوغيستريل بناءً على تجاربهم الشخصية، ولكن يمكن تلخيص بعض النقاط المشتركة بين العديد من المراجعات.
أحد المراجعات التي نُشرت من قبل إحدى المستخدمين في الفترة الزمنية بين ديسمبر 2015 ويناير 2016 تقول:
“قمت بزراعة جهاز إيتونوغيستريل في 9 ديسمبر 2015 واليوم هو 4 يناير 2016. لم يكن دوري الأخير دورة عادية، بل كان مجرد نزيف خفيف لمدة أسبوع ونصف مع بعض الإفرازات البنية. لاحظت بعض الصداع الطفيف ولا يزال هناك بعض الصداع بين الحين والآخر. كما أنني اكتسبت بضعة أرطال حتى الآن. بشكل عام، أعتقد أن هذه الطريقة جيدة وأوصي بها لأي شخص لا يرغب في الإنجاب خلال السنوات الثلاث القادمة.”
تُظهر هذه التجربة أن بعض المستخدمين قد يواجهون آثارًا جانبية طفيفة مثل الصداع أو التغيرات في الوزن، وهي آثار قد تكون مؤقتة. من المهم أن يدرك المستخدمون أن هذه الأعراض قد تكون شائعة في بداية استخدام الجهاز وتزول مع مرور الوقت.
الآثار الجانبية المحتملة
كما هو الحال مع أي وسيلة لمنع الحمل، قد يرافق إيتونوغيستريل بعض الآثار الجانبية. هذه الآثار تختلف من شخص لآخر، وتشتمل على:
- الصداع: يُعتبر من الآثار الجانبية الشائعة التي قد يشعر بها بعض المرضى، كما تم الإشارة إليه في المراجعة السابقة.
- التغيرات في الوزن: قد تلاحظ بعض النساء زيادة في الوزن نتيجة تأثيرات هرمونية.
- نزيف غير منتظم: يمكن أن يكون هناك نزيف بين فترات الدورة الشهرية أو تغير في توقيت الدورة الشهرية.
- التقلبات المزاجية: قد تؤثر الهرمونات على المزاج، مما يسبب بعض التقلبات النفسية.
- ألم في منطقة الزرع: في بعض الحالات، قد يشعر المريض بألم أو إزعاج في منطقة الزرع خلال الأشهر الأولى.
الفوائد والمزايا
إيتونوغيستريل يوفر العديد من الفوائد التي تجعله خيارًا مفضلًا لدى النساء الباحثات عن وسيلة منع حمل فعالة وطويلة الأمد:
- منع الحمل طويل الأمد: يعد إيتونوغيستريل أحد الخيارات التي توفر حماية ضد الحمل لفترة طويلة (تصل إلى 3 سنوات).
- سهولة الاستخدام: بعد زراعة الجهاز، لا يحتاج المريض إلى تذكر تناوله يوميًا كما في حالة حبوب منع الحمل.
- لا يؤثر على الحياة اليومية: العديد من المستخدمين يلاحظون أن الجهاز لا يعيق أنشطتهم اليومية، مثل ممارسة الرياضة أو العمل.
- فعالية عالية: كما ذكرنا سابقًا، يُعد إيتونوغيستريل من أكثر الوسائل فعالية في منع الحمل مع أقل فرصة للفشل.
الموافقة والتاريخ
تمت الموافقة على إيتونوغيستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 4 يناير 2016، ليكون متاحًا للنساء في العديد من البلدان كخيار طويل الأمد لمنع الحمل. منذ ذلك الحين، أصبح الجهاز خيارًا شائعًا للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل فعالة وآمنة.
الإحصائيات والوصف الطبي
فيما يتعلق بالوصف الطبي، يُستخدم إيتونوغيستريل بتركيز 68 ملغ ويتم زرعه تحت الجلد. يعطي الجهاز نتائج فعالة بنسبة تزيد عن 99% في منع الحمل إذا تم زرعه بشكل صحيح. تُعتبر هذه النسبة من الفعالية مثالية مقارنة بالعديد من الوسائل الأخرى.
التقييم العام
يُقيِّم العديد من المستخدمين إيتونوغيستريل بدرجة عالية من الرضا، حيث يعطي متوسط التقييم 8 من 10 في فعاليته وراحته في الاستخدام. على الرغم من أن بعض النساء قد يواجهن بعض الآثار الجانبية الطفيفة، إلا أن الفوائد التي يقدمها هذا الجهاز تفوق هذه الآثار في معظم الحالات.
الخاتمة
إيتونوغيستريل هو خيار حديث وفعال لمنع الحمل، يقدمه الأطباء للنساء اللاتي يرغبن في وسيلة طويلة الأمد ومريحة. على الرغم من وجود بعض الآثار الجانبية المحتملة التي قد تواجه بعض المستخدمين، إلا أن غالبية التجارب تشير إلى أن هذا الجهاز يوفر حماية عالية ضد الحمل ويتيح للنساء إدارة حياتهن بطريقة مرنة دون الحاجة إلى القلق بشأن وسائل منع الحمل اليومية.
إذا كنتِ تفكرين في هذا الخيار كوسيلة لمنع الحمل، يُنصح بالتشاور مع طبيبك لتقييم ما إذا كان هذا الجهاز مناسبًا لحالتك الصحية واحتياجاتك الخاصة.