إيتونوغيستريل (Implanon) هو نوع من وسائل منع الحمل التي يتم إدخالها تحت الجلد في الذراع، وتستمر فعاليتها لفترة طويلة تصل إلى ثلاث سنوات. تعد هذه الطريقة من وسائل منع الحمل الشائعة بفضل فعاليتها الكبيرة والسهولة النسبية في استخدامها. في هذا المقال، سنناقش تفاصيل الدواء إيتونوغيستريل، استخداماته، تجارب المرضى، فعاليته، ومتى تم اعتماده من قبل الهيئات الصحية، بالإضافة إلى تواتر وصفه للمرضى.
إيتونوغيستريل: التعريف والاستخدام
إيتونوغيستريل هو شكل من أشكال منع الحمل الذي يتم عن طريق غرس جهاز صغير تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع. هذا الجهاز يحتوي على هرمون البروجيستيرون الصناعي الذي يطلق بشكل مستمر إلى الجسم، مما يمنع التبويض ويزيد من كثافة المخاط في عنق الرحم، مما يعيق وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم. كما أن هذا الهرمون يمكن أن يغير بطانة الرحم، مما يمنع الزرع في حال حدوث تخصيب. تُعتبر هذه الطريقة من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث توفر حماية طويلة الأمد تصل إلى ثلاث سنوات.
الموافقة على إيتونوغيستريل
تمت الموافقة على إيتونوغيستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 6 ديسمبر 2015. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الدواء وسيلة شائعة بين النساء الراغبات في تجنب الحمل لفترات طويلة دون الحاجة لتذكير يومي، كما يتيح لهن الراحة من العلاجات الفموية.
تجربة المرضى مع إيتونوغيستريل
رغم أن إيتونوغيستريل قد أثبت فعاليته في منع الحمل، فإن بعض المرضى قد واجهوا تجارب سلبية مع هذه الوسيلة، خاصة فيما يتعلق بالأعراض الجانبية التي قد تكون مزعجة. إحدى التجارب التي تم الإبلاغ عنها تتعلق بإحدى السيدات التي قامت بوضع جهاز إيتونوغيستريل بعد ولادتها في عام 2012. وقد ذكرت هذه السيدة أنها تعرضت لبعض الآثار الجانبية القاسية بعد إدخال الجهاز، حيث تعرضت لعدد من الأعراض التي جعلتها تشعر بالإحباط:
- تعرض ذراعها العليا للكدمات الشديدة بعد إدخال الجهاز، مما جعلها غير قادرة على تحريك الذراع بشكل طبيعي لمدة شهرين.
- زيادة ملحوظة في الوزن بلغت 40 رطلاً رغم أنها كانت تأكل بكميات قليلة جداً.
- فقدان الشعر والألم المستمر في الرأس والظهر.
- شعور بالدوار عند الوقوف لفترات طويلة.
- انخفاض الرغبة الجنسية بشكل ملحوظ.
وعلى الرغم من أن هذه الأعراض الجانبية كانت مزعجة للغاية، إلا أن الأمور لم تنتهِ هنا، حيث اكتشفت هذه السيدة عند زيارتها للطبيب في يناير 2013 أن وسائل منع الحمل التي كانت تستخدمها لم تكن فعالة، حيث كانت حاملاً. وتصف هذه التجربة بأنها كانت “أسوأ 11 شهراً في حياتها”، معتبرة أن إيتونوغيستريل لم يحقق الغرض منه.
تقييم فعالية إيتونوغيستريل
رغم أن بعض الدراسات تشير إلى أن إيتونوغيستريل يعد من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، إلا أن تجربتها مع بعض المرضى قد لا تعكس هذا النجاح. السيدة التي تم ذكر تجربتها أعلاه منحت هذا العلاج تقييمًا منخفضًا للغاية (1 من 10) بسبب الآثار الجانبية الشديدة التي مرّت بها والحمل غير المتوقع على الرغم من استخدامه.
إيتونوغيستريل يمتاز بفعاليته العالية التي تصل إلى أكثر من 99% من حيث منع الحمل عند استخدامه بشكل صحيح. إلا أن فعاليته قد تتأثر في بعض الحالات بسبب تفاعلات مع أدوية أخرى أو بسبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو الاختلالات الهرمونية.
عدد مرات وصف إيتونوغيستريل
من الجدير بالذكر أن إيتونوغيستريل يتم وصفه بشكل أقل مقارنة مع وسائل منع الحمل الأخرى مثل حبوب منع الحمل أو اللولب، وذلك لأن بعض المرضى يفضلون وسائل أخرى بسبب الآثار الجانبية التي قد يواجهونها. ولكن، في حال كان مريض قد اختار إيتونوغيستريل كوسيلة لمنع الحمل، يتم وصفه عادة ثلاث مرات كحد أقصى، ويجدر بالذكر أن هذه المرات تعني أن الدواء يتم تجديده بعد مرور ثلاث سنوات فقط.
الآثار الجانبية المحتملة
إلى جانب الأعراض التي تم الإبلاغ عنها من قبل بعض المرضى مثل الكدمات وزيادة الوزن، هناك بعض الآثار الجانبية الأخرى التي قد تظهر على بعض النساء. وتشمل هذه الآثار الجانبية:
- النزيف غير المنتظم أو انقطاع الدورة الشهرية.
- الشعور بالاكتئاب أو التوتر.
- صداع مستمر.
- تغيرات في المزاج.
- زيادة أو نقص الوزن.
الآراء الإيجابية والسلبية
رغم أن هناك بعض التجارب السلبية التي تم الإبلاغ عنها، مثل تجربة السيدة التي تعرضت للعديد من الأعراض الجانبية المزعجة، إلا أن هناك أيضًا العديد من الآراء الإيجابية. بعض النساء يفضلن إيتونوغيستريل لأنه يوفر راحة طويلة الأمد، حيث لا يتطلب تذكير يومي كما هو الحال مع الحبوب الفموية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من النساء يقدرن سهولة تطبيقه، حيث يتم إدخاله لمرة واحدة ويظل فعالاً لفترة طويلة.
الخلاصة
إيتونوغيستريل هو وسيلة فعالة لمنع الحمل توفر حماية طويلة الأمد، ولكن كما هو الحال مع أي دواء أو علاج طبي، فإن له بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض الأفراد. من الضروري أن يتم التحدث مع الطبيب قبل اتخاذ قرار استخدام هذا العلاج للتأكد من أنه الخيار الأمثل لكل حالة على حدة. كما ينبغي على المريضات الانتباه إلى أي تغييرات غير طبيعية في الجسم والتحدث إلى الطبيب إذا ظهرت أي أعراض غير متوقعة.