إيتونوغستيريل (إيمبلانون): وسيلة فعالة ولكن مع بعض المخاوف
يعد إيتونوغستيريل، الذي يُعرف تجاريًا بإيمبلانون، أحد وسائل منع الحمل الحديثة التي تعتمد على الهرمونات. يُزرع هذا الجهاز في الذراع ليعمل على إفراز هرمون البروجستيرون الصناعي لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ومع ذلك، كما هو الحال مع العديد من الوسائل الطبية، قد يواجه البعض تأثيرات جانبية قد تؤثر على تجربتهم الشخصية مع هذا الدواء.
كيف يعمل إيتونوغستيريل (إيمبلانون)؟
إيتونوغستيريل هو جهاز صغير يُزرع تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع. ويعمل عن طريق إطلاق هرمون البروجستيرون الذي يمنع المبايض من إطلاق البويضات، كما يجعل مخاط عنق الرحم أكثر سمكًا، مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة. هذا الجهاز يوفر وسيلة منع حمل فعالة للغاية تستمر لعدة سنوات.
يُعتبر هذا الجهاز من الخيارات المريحة للأشخاص الذين لا يرغبون في تناول الحبوب اليومية، حيث يتيح لهم ضمان حماية مستمرة ضد الحمل دون الحاجة إلى تذكر تناوله يوميًا. هذه الميزة جعلت العديد من النساء يختارونه كخيار مناسب لحياتهن اليومية.
تاريخ الموافقة واستخدامه
تمت الموافقة على إيتونوغستيريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 23 فبراير 2012، ليصبح أحد وسائل منع الحمل التي يمكن الحصول عليها بسهولة من خلال الوصفات الطبية. ومنذ ذلك الحين، أصبح الخيار الأول للكثيرين في دول عديدة، لما له من مزايا واضحة في منع الحمل.
تجارب المرضى مع إيتونوغستيريل
بالرغم من فعاليته، إلا أن التجارب الفردية للمستخدمين تتفاوت بشكل كبير، حيث تذكر بعض النساء أنهن تعرضن لآثار جانبية غير مرغوب فيها بعد استخدام إيتونوغستيريل. هناك العديد من الشهادات التي تشير إلى أن هذا الجهاز يمكن أن يسبب تغييرات في الوزن، نزيف غير منتظم، وزيادة في حب الشباب.
أحد المرضى الذي استخدم إيتونوغستيريل قال: “كنت متحمسة جدًا لإيمبلانون. لم يكن عليَّ أن أستمر في تذكر تناوله، وكان التأمين الطبي يغطيه بالكامل، وكنت أتوقع تأثيرات طويلة الأمد جيدة. ولكن الآن، وبعد أن انتقلت مؤخرًا إلى منطقة جديدة، بدأت في البحث عن طبيب لإزالة الجهاز. لم أكن أعاني من زيادة الوزن في حياتي، حتى بعد ولادتي لثلاثة أطفال. ولكن الآن، أصبح وزني يتجاوز 200 رطل، وأعاني من نزيف مستمر، وبشرتي مغطاة بحب الشباب، وأنا تعيسة للغاية! لا أستطيع الانتظار حتى يتم إزالته. أندم على اليوم الذي فكرت فيه في الحصول عليه وأتمنى أن تكون هذه الآثار قابلة للعلاج.”
تقييم فعالية إيتونوغستيريل
على الرغم من التجربة السلبية التي مرت بها بعض المستخدمين، فإن إيتونوغستيريل لا يزال يعد من أكثر وسائل منع الحمل فعالية. فعالية هذا الجهاز في منع الحمل تبلغ أكثر من 99%، ما يجعله أحد الخيارات الممتازة للمستخدمين الذين يبحثون عن وسيلة موثوقة ودائمة.
إلا أن بعض النساء قد يواجهن بعض الآثار الجانبية مثل النزيف المتكرر، وزيادة الوزن، وصعوبة التكيف مع التغيرات الهرمونية. وفي الحالات التي تظهر فيها أعراض مزعجة أو غير محتملة، يجب على المستخدمين استشارة الطبيب لإيجاد حل يناسبهم.
التأثيرات الجانبية المحتملة
من بين الآثار الجانبية الشائعة التي قد يشعر بها بعض المستخدمين:
- النزيف غير المنتظم: قد يحدث نزيف غير منتظم أو بقع دم خلال الأشهر الأولى من الاستخدام.
- زيادة الوزن: بعض النساء يلاحظن زيادة في الوزن بعد تركيب الجهاز.
- حب الشباب: قد يتسبب الجهاز في زيادة ظهور حب الشباب.
- التغيرات المزاجية: يمكن أن يؤثر هرمون البروجستيرون في مزاج المستخدمين، مما يؤدي إلى تغييرات عاطفية أو اكتئاب في بعض الحالات.
إذا كانت أي من هذه التأثيرات الجانبية غير محتملة أو مستمرة، يُنصح بالتحدث مع الطبيب لتقييم ما إذا كانت هناك حاجة لإزالة الجهاز أو تجربة وسيلة منع حمل بديلة.
مرات وصف الجهاز
إيتونوغستيريل يتم وصفه بشكل متكرر في العيادات والمستشفيات، حيث يُعتبر من الوسائل الموثوقة للنساء اللواتي يفضلن الحلول طويلة الأمد. ومع ذلك، يتم وصفه بشكل أقل من بعض الوسائل الأخرى مثل حبوب منع الحمل أو الواقيات الأنثوية، وذلك بسبب الآثار الجانبية المحتملة التي قد يواجهها البعض.
حسب الإحصائيات، يُقدر عدد المرات التي يتم فيها وصف إيتونوغستيريل بنحو مرتين فقط لكل مريض، ويعود ذلك جزئيًا إلى التجارب السلبية التي قد يواجهها بعض الأشخاص.
الخلاصة
إيتونوغستيريل (إيمبلانون) هو وسيلة فعالة ومنع حمل طويلة الأمد، ولكنه ليس خاليًا من العيوب. تجربته مع بعض المرضى قد تكون إيجابية، بينما يعاني البعض الآخر من آثار جانبية تؤثر على حياتهم اليومية. من المهم أن تكون المرأة على دراية بالمزايا والعيوب قبل اتخاذ قرار باستخدام هذا الجهاز. يُنصح بمناقشة الخيارات مع الطبيب للحصول على أفضل حل يناسب حالتها الصحية.
من الجيد أن تكون مستعدة للتعامل مع الآثار الجانبية المحتملة وأن تعرف متى يجب اللجوء إلى طبيب لإزالة الجهاز أو تجربة وسيلة أخرى إذا لزم الأمر.