إيتونوغستريل (Nexplanon): مميزات وعيوب حبوب منع الحمل تحت الجلد
إيتونوغستريل، المعروف تجارياً باسم “Nexplanon”، هو وسيلة حديثة وفعّالة من وسائل منع الحمل التي يتم زرعها تحت الجلد. يتميز هذا النوع من وسائل منع الحمل بفعاليته العالية في منع الحمل على المدى الطويل، حيث يستمر تأثيره لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ومع ذلك، لا يخلو استخدامه من بعض التحديات والآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض المستخدمين. في هذا المقال، سنتناول التفاصيل المتعلقة باستخدام إيتونوغستريل كوسيلة لمنع الحمل، مستعرضين تجارب المرضى، تقييماتهم، وفعاليته، بالإضافة إلى الموافقة عليه من قبل الهيئات الصحية وأهم النقاط التي يجب على المستخدمين مراعاتها.
ما هو إيتونوغستريل وكيف يعمل؟
إيتونوغستريل هو هرمون صناعي من عائلة البروجستين، يعمل على منع الحمل بعدة طرق. عند زراعته تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، يقوم بإطلاق كمية صغيرة من الهرمون بشكل مستمر، مما يؤدي إلى:
- منع الإباضة: حيث لا يتم إطلاق البويضة من المبيض، مما يمنع حدوث الحمل.
- زيادة لزوجة مخاط عنق الرحم: مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: مما يقلل من احتمالية انغراس البويضة في الرحم في حالة حدوث تخصيب.
يتم إدخال إيتونوغستريل تحت الجلد من خلال إجراء بسيط يتم تحت إشراف طبي، ويستمر تأثيره لمدة ثلاث سنوات. يمكن إزالة الجهاز في أي وقت إذا رغبت المرأة في الحمل أو إذا واجهت آثاراً جانبية غير مرغوب فيها.
الموافقة على إيتونوغستريل من قبل الهيئات الصحية
تمت الموافقة على إيتونوغستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 22 مايو 2017، ليكون وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل على المدى الطويل. ومنذ ذلك الحين، أصبح إيتونوغستريل أحد الخيارات الشائعة لدى النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل غير يومية وفعّالة.
تقييم فعالية إيتونوغستريل
تعتبر فعالية إيتونوغستريل عالية جداً مقارنةً بالعديد من وسائل منع الحمل الأخرى. وفقاً للدراسات، فإن نسبة فشل الجهاز في منع الحمل لا تتجاوز 0.05%، مما يجعله واحداً من أكثر الخيارات أماناً وفعالية. ومع ذلك، تختلف تجربة كل مستخدم حسب حالتها الصحية ورد فعل جسدها على الهرمونات.
تجارب المرضى وآراؤهم
تتفاوت تجارب المرضى مع إيتونوغستريل بشكل كبير. أحد المرضى المشاركين في تقييم جهاز “Nexplanon” كتب في مراجعة له أن تجربته كانت مزيجاً من الإيجابيات والسلبيات. إليكم ما ذكره هذا المريض:
لقد استخدمت Nexplanon لمدة 7 أشهر، وفي معظم هذه الفترة (6 أشهر منها) كنت أعاني من نزيف خفيف شبه يومي. كانت هذه الحالة مزعجة بما يكفي لاحتياجها إلى استخدام التامبون بشكل شبه دائم. على الرغم من ذلك، عندما يعتاد جسدك على Nexplanon، فإنك تنسى أنه موجود في ذراعك. وبالنهاية، لم يحدث حمل، وهو الهدف الأساسي من استخدام هذه الوسيلة. لدي ثلاث صديقات جربن Nexplanon، ونجح مع اثنتين منهن، وهن الآن يستخدمن النسخة الثانية منه. قبل أن تقرري استخدامه، تأكدي من التحقق من شروط التأمين الطبي لديك، فقد لا تغطي بعض شركات التأمين تكلفة إزالة الجهاز قبل مرور 3 سنوات إذا رغبت في ذلك، لذا من المهم أن تتحققي مع شركة التأمين الخاصة بك. شخصياً، أعتقد أن هذه الوسيلة كانت تستحق المحاولة، وأنا مستعدة لتجربتها مرة أخرى في المستقبل، ولكن لا يمكن إنكار أن هناك بعض العيوب في هذا الجهاز.
من خلال هذه التجربة، يمكن ملاحظة أن فعالية جهاز إيتونوغستريل عالية، ولكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل النزيف المستمر والذي يمكن أن يكون مزعجاً لبعض النساء. كما أن الأطباء ينصحون دائماً بالتأكد من توافق هذا الجهاز مع حالة الجسم قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن استخدامه.
الآثار الجانبية المحتملة
إيتونوغستريل، مثل جميع وسائل منع الحمل الهرمونية، قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي تختلف من امرأة لأخرى. من أبرز الآثار الجانبية التي قد تحدث مع استخدام هذا الجهاز:
- النزيف غير المنتظم: تعد هذه المشكلة الأكثر شيوعاً بين النساء اللاتي يستخدمن جهاز Nexplanon، حيث يمكن أن تعاني بعض النساء من نزيف متكرر أو غير منتظم خاصة في الأشهر الأولى من الاستخدام.
- تغيرات في المزاج: قد يشعر البعض بتقلبات في المزاج، مثل القلق أو الاكتئاب.
- زيادة أو نقصان في الوزن: يمكن أن يحدث تغير في الوزن بسبب تأثير الهرمونات على الشهية أو الأيض.
- صداع: بعض النساء قد يعانين من صداع مستمر أو غير عادي.
- ألم في الثدي: وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة مع معظم وسائل منع الحمل الهرمونية.
- التقلبات في الدورة الشهرية: قد يتوقف الحيض تماماً عند بعض النساء بعد عدة أشهر من استخدام الجهاز.
هل يستحق إيتونوغستريل التجربة؟
إيتونوغستريل يعتبر خياراً ممتازاً للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل دون الحاجة إلى تذكّر تناوله يومياً أو بصفة متكررة. ورغم بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر خلال الأشهر الأولى من الاستخدام، إلا أن العديد من النساء يعتبرن أن الفوائد تفوق العيوب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحماية من الحمل غير المرغوب فيه.
من الجدير بالذكر أنه، مثل جميع وسائل منع الحمل، يجب أن يتم استخدام إيتونوغستريل تحت إشراف طبي، حيث يتعين على الطبيب تقييم الوضع الصحي للمرأة قبل اتخاذ قرار الزرع. علاوة على ذلك، يجب أن تكون النساء على دراية بأن إيتونوغستريل لا يحمي من الأمراض المنقولة جنسياً، ولذلك يوصى باستخدام وسائل حماية إضافية مثل الواقيات الذكرية في حال كان هناك خطر الإصابة بتلك الأمراض.
خلاصة
إيتونوغستريل (Nexplanon) هو وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. وعلى الرغم من فعاليته العالية وسهولة استخدامه، إلا أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية مثل النزيف المستمر أو تقلبات المزاج. بناءً على تجارب المرضى والتقييمات المختلفة، يمكن القول أن هذه الوسيلة تستحق التجربة بالنسبة لأولئك اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل غير يومية وفعّالة. لكن يجب أن يكون القرار باستخدامها مدروساً جيداً بالتشاور مع الطبيب المختص، مع مراعاة التأثيرات الجانبية المحتملة والتأكد من توافقها مع احتياجات الجسم والصحة العامة.