إيتونوغستريل (إيمبلانون) كوسيلة لمنع الحمل: تقييم فعاليتها وآراء المرضى
تُعتبر وسائل منع الحمل من أهم الابتكارات الطبية التي ساهمت في تحسين نوعية حياة الكثير من النساء حول العالم. في هذا السياق، يُعد جهاز إيتونوغستريل (المعروف تجاريًا باسم “نكسبلانون” أو “Implanon”) من الخيارات الشائعة التي تُستخدم لمنع الحمل على المدى الطويل. هذا الجهاز، الذي يتم زراعته تحت الجلد، يُفرِز هرمون الإيتونوغستريل بشكل مستمر لمنع الحمل. يتميز بفعاليته العالية وسهولة استخدامه، لكن مثل أي علاج هرموني، قد يترتب عليه بعض الآثار الجانبية التي تؤثر على بعض النساء بشكل سلبي.
ما هو إيتونوغستريل وكيف يعمل؟
إيتونوغستريل هو هرمون صناعي ينتمي إلى فئة البروجيستين (gestagens)، وهو يشبه هرمون البروجسترون الطبيعي الذي يُفرز في الجسم أثناء الدورة الشهرية. يُزرع هذا الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع بواسطة الطبيب، ليقوم بإطلاق هرمون الإيتونوغستريل ببطء على مدار مدة تصل إلى ثلاث سنوات. يعتمد تأثيره بشكل رئيسي على ثلاثة آليات رئيسية:
- منع الإباضة: يقوم الإيتونوغستريل بمنع المبايض من إطلاق البويضات، مما يحد من احتمال حدوث الحمل.
- زيادة كثافة مخاط عنق الرحم: يُؤدي إلى جعل مخاط عنق الرحم أكثر سمكًا، مما يصعب وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: يحدث تغير في بطانة الرحم بحيث تصبح غير مناسبة لاستقبال البويضة الملقحة.
تُعتبر هذه الطريقة واحدة من أكثر وسائل منع الحمل فعالية حيث تصل فعالية جهاز إيتونوغستريل إلى أكثر من 99% إذا تم استخدامه بشكل صحيح.
موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA)
تمت الموافقة على جهاز إيتونوغستريل من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 21 مارس 2015 كأحد وسائل منع الحمل طويلة الأمد. وقد مر الجهاز بتجارب سريرية واسعة أظهرت فعاليته في الوقاية من الحمل، مما جعله خيارًا شائعًا بين النساء الباحثات عن طريقة موثوقة وطويلة الأمد لمنع الحمل.
تجربة المريض: الآراء والملاحظات
تعد تجارب المرضى جزءًا أساسيًا من تقييم أي دواء أو وسيلة طبية. بينما يتميز جهاز إيتونوغستريل بفعالية كبيرة في منع الحمل، إلا أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية غير مرغوب فيها. كما هو الحال مع العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن أن تختلف ردود الفعل من امرأة إلى أخرى بشكل كبير.
تُشير إحدى المراجعات التي تم تقديمها من قبل امرأة استخدمت جهاز إيتونوغستريل إلى مجموعة من الآثار الجانبية السلبية التي كانت قد واجهتها بعد استخدامه، على الرغم من أنها كانت راضية في البداية عن فعاليته في منع الحمل. تقول المراجعة:
“لقد حصلت على جهاز نكسبلانون في يناير 2013، وفي الشهر الأول كانت هناك نزيف متواصل بدون توقف، ثم أصبح جسمي يتأقلم مع الجهاز وكنت ألاحظ أنني أتعرض لحيض شهري طبيعي بعد ذلك. لكن بعد مرور عامين من استخدامه، بدأت ألاحظ تغييرات كبيرة في حالتي النفسية والجسدية. أصبحت أعاني من تقلبات مزاجية شديدة، وأصبت بنوبات صداع نصفي حادة، إضافة إلى أنني شعرت بالاكتئاب بشكل متزايد وظهرت لي بعض الحبوب على بشرتي. في النهاية، قررت إزالة الجهاز لأن الآثار الجانبية كانت شديدة جدًا، ورغم أنني لم أكن قلقة بشأن الحمل بسبب فعاليته، إلا أن التأثيرات الجانبية كانت غير محتملة بالنسبة لي.”
هذه التجربة توضح بعض التأثيرات الجانبية التي قد يواجهها البعض، حيث أن الهرمونات التي يُفرِزها جهاز نكسبلانون قد تؤدي إلى تغيرات في المزاج، زيادة الوزن، مشاكل جلدية مثل حب الشباب، وأحيانًا مشاكل في الدورة الشهرية. رغم أن العديد من النساء لا يواجهن مشاكل مماثلة، إلا أن الآثار الجانبية تختلف من شخص لآخر.
التقييم الفعالية من قبل المرضى
في تقييم المراجعة السابقة، قامت المرأة بتقييم فعالية جهاز إيتونوغستريل في منع الحمل بـ 6 من 10، وهي درجة تشير إلى أنها كانت راضية إلى حد ما عن فعاليته ولكنها واجهت تحديات كبيرة بسبب الآثار الجانبية التي ظهرت بعد فترة من الاستخدام. هذه النتيجة تعكس تباين التجارب التي قد تواجهها النساء مع نفس الوسيلة، حيث أن الفعالية كوسيلة لمنع الحمل تبقى عالية جدًا بشكل عام، ولكن الآثار الجانبية قد تؤثر على قرار المستخدم في الاستمرار في استخدامه.
الآثار الجانبية الشائعة
من الجدير بالذكر أن جهاز إيتونوغستريل قد يؤدي إلى ظهور بعض الآثار الجانبية لدى بعض النساء، وهذه تشمل:
- اضطرابات في الدورة الشهرية: قد تكون الدورة الشهرية غير منتظمة أو تحدث نزيف غير طبيعي. بعض النساء قد يعانين من نزيف مفرط في بداية استخدام الجهاز.
- التغيرات في الحالة المزاجية: يمكن أن تسبب الوسائل الهرمونية تغيرات مزاجية، قد يشعر البعض بالاكتئاب أو القلق.
- مشاكل في الجلد: من الممكن أن تؤدي بعض وسائل منع الحمل الهرمونية إلى ظهور حب الشباب أو تفاقم مشكلات الجلد.
- آلام الصدر: في بعض الحالات، قد تعاني بعض النساء من ألم أو حساسية في الثدي.
الإيجابيات والسلبيات
كما هو الحال مع أي وسيلة منع حمل، لجهاز نكسبلانون العديد من الإيجابيات والسلبيات. من بين الإيجابيات:
- فعالية عالية: يُعد هذا الجهاز من أكثر وسائل منع الحمل فعالية على المدى الطويل.
- الراحة في الاستخدام: بمجرد زرعه، لا تحتاج المرأة إلى التفكير في وسائل منع الحمل اليومية مثل الحبوب أو الواقيات.
- الطويل الأمد: يمكن أن يستمر تأثير الجهاز لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
أما من بين السلبيات، فيمكن أن تكون الآثار الجانبية التي تم الإشارة إليها في بعض الحالات مزعجة للبعض. قد يحتاج البعض إلى فترة من التكيف مع الجهاز أو حتى اتخاذ قرار بإزالته إذا ظهرت تأثيرات غير مرغوب فيها.
هل هو مناسب لك؟
قبل اتخاذ قرار باستخدام جهاز إيتونوغستريل، يجب على النساء استشارة الطبيب المختص لتحديد ما إذا كانت هذه الوسيلة هي الأنسب لحالتهن الصحية. يمكن أن يتناسب الجهاز بشكل مثالي مع بعض النساء، بينما قد يسبب أعراضًا غير مرغوب فيها لدى أخريات.
خلاصة
يظل جهاز إيتونوغستريل خيارًا فعالًا وآمنًا للعديد من النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. ومع ذلك، من المهم أن تكون النساء على دراية بالآثار الجانبية المحتملة، وأن يتخذن قرارًا مستنيرًا بناءً على تقييمن للأضرار والفوائد. في النهاية، تظل تجارب النساء الفردية هي المؤشر الأكثر دلالة على مدى ملاءمة هذه الوسيلة لمنع الحمل.
إذا كنتِ تفكرين في استخدام جهاز إيتونوغستريل، تأكدي من مناقشة جميع الخيارات المتاحة مع طبيبك ومتابعة أي تغييرات قد تطرأ على حالتك الصحية أثناء استخدامه.