إيتونوغستريل (Implanon) كوسيلة لمنع الحمل: مراجعة شاملة
يعد إيتونوغستريل (Implanon) أحد وسائل منع الحمل الحديثة التي تعتمد على الهرمونات، ويُستخدم على شكل غرسة تحت الجلد توفر حماية طويلة الأمد ضد الحمل غير المرغوب فيه. يعتبر هذا النوع من وسائل منع الحمل خياراً شائعاً لدى النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة فعالة وسهلة الاستخدام بدون الحاجة لتذكر تناول حبوب منع الحمل بشكل يومي. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذا الدواء، بما في ذلك آلية عمله، تجربته مع المرضى، فعاليته، وتقييمه من قبل المستخدمين.
آلية عمل إيتونوغستريل
إيتونوغستريل هو هرمون اصطناعي ينتمي إلى فئة البروجيستين، وهو مشابه لهرمون البروجسترون الذي ينتجه الجسم بشكل طبيعي. يتمثل دور الغرسة في إفراز الهرمون بشكل مستمر إلى الجسم من خلال غرسة صغيرة تُزرع تحت الجلد في منطقة الذراع العلوي، حيث تفرز الهرمون بشكل تدريجي على مدار ثلاثة سنوات. يتم استخدام إيتونوغستريل لمنع الحمل من خلال ثلاث آليات رئيسية:
- منع الإباضة: يوقف إيتونوغستريل إطلاق البويضة من المبيض، مما يمنع حدوث التخصيب.
- تغيير مخاط عنق الرحم: يجعل المخاط في عنق الرحم أكثر سمكاً، مما يصعب على الحيوانات المنوية المرور إلى الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: يجعل بطانة الرحم أقل استعداداً لاستقبال البويضة المخصبة.
يُعتبر هذا النظام مريحًا نظرًا لأنه لا يتطلب تذكّر يومي، ويمكن للمرأة أن تترك الغرسة لفترة طويلة من الزمن دون الحاجة لتجديد الوسيلة.
الموافقة من قبل الهيئات الصحية
تمت الموافقة على إيتونوغستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 1 يناير 2011. يعد هذا العقار من الوسائل الفعّالة لمنع الحمل، وقد حصل على موافقة في العديد من الدول حول العالم نظرًا لكونه يقدم حماية طويلة الأمد وفعالية كبيرة في منع الحمل.
الفعالية والتقييم
تعتبر غرسة إيتونوغستريل من وسائل منع الحمل التي تتمتع بمعدل فعالية عالٍ، حيث يمكن أن تصل فعاليته إلى حوالي 99% إذا تم استخدامها بشكل صحيح. يتمثل هذا في حماية لمدة تصل إلى ثلاث سنوات متتالية بعد وضع الغرسة، مما يعني أن المرأة لا تحتاج إلى التفكير في تجديد الوسيلة أو تناول حبوب منع الحمل بانتظام. ومع ذلك، لا يحمي إيتونوغستريل من الأمراض المنقولة جنسيًا، لذا يُنصح باستخدام واقيات إضافية مثل الواقيات الذكرية لمنع انتقال العدوى.
تجربة المرضى مع إيتونوغستريل
عند مراجعة تجارب المرضى، نجد أن غالبية النساء يعتبرن إيتونوغستريل وسيلة فعّالة ومنتشرة في العديد من دول العالم. إلا أن هناك بعض التحديات التي أشار إليها البعض، وهو ما يجعل بعض المرضى يفضلون خيارات أخرى. سنناقش تجربة أحد المرضى التي نُشرت على الإنترنت:
- التجربة الشخصية:
“لقد وضعت غرسة إيتونوغستريل في مايو من عام 2010، واتصلت بطبيبي عدة مرات لأطلب إزالتها. كانوا يقولون لي أنني يجب أن أنتظر لبضعة أشهر أخرى، وجربت مع حبوب منع الحمل لتنظيم الأمور. في الواقع، فقدت الوزن (حيث أن شهيتي للطعام قلت) ولم أتعرض للصداع أو التقلصات أو فقدان الرغبة الجنسية، وهي أشياء كنت أكرهها في الوسائل الأخرى. المشكلة الوحيدة التي واجهتها كانت النزيف، حيث أنني أعاني من النزيف عندما أذهب إلى الحمام وأحيانًا أثناء الجماع، وهذا يسبب مشاكل في علاقتي. لو لم يكن الأمر يتعلق بالنزيف، كنت سأحب هذه الوسيلة تمامًا. ليس لدي شكاوى سوى ذلك، وأتمنى أن يتوقف النزيف قريبًا.”
من خلال هذه المراجعة، يمكننا أن نلاحظ أن إيتونوغستريل يقدم فوائد هامة مثل تقليل الأعراض الجانبية التي قد تصاحب وسائل منع الحمل الأخرى، مثل الصداع وفقدان الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى تقليل الوزن. ولكن، من جهة أخرى، يعتبر النزيف المستمر أحد الآثار الجانبية التي يواجهها بعض المرضى. هذا النزيف قد يسبب ازعاجًا كبيرًا خاصة في حالات الجماع، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على العلاقات الشخصية.
الفوائد والمخاطر
الفوائد:
- راحة الاستخدام: بما أن غرسة إيتونوغستريل توفر حماية طويلة الأمد لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، فهي تُعد خيارًا مريحًا للنساء اللاتي لا يرغبن في القلق بشأن وسائل منع الحمل اليومية.
- فعالية عالية: معدل الفعالية العالي، الذي يصل إلى 99% تقريبًا، يجعل إيتونوغستريل من بين أكثر وسائل منع الحمل فعالية.
- تحسين الأعراض الصحية: قد يساهم إيتونوغستريل في تقليل الأعراض مثل التقلصات، الصداع، وفقدان الرغبة الجنسية التي قد تصاحب وسائل منع الحمل الأخرى.
المخاطر:
- النزيف المستمر: بعض النساء قد يعانين من نزيف غير منتظم أو مستمر، وهو ما يمكن أن يكون مزعجًا في بعض الأحيان.
- آثار جانبية هرمونية: قد تؤدي التغيرات الهرمونية إلى بعض الآثار الجانبية مثل الصداع، تغيرات في المزاج، أو زيادة الوزن عند بعض النساء.
- عدم القدرة على الإزالة السريعة: إذا قررت المرأة أنها لا ترغب في الاستمرار باستخدام إيتونوغستريل، فقد يكون من الصعب إزالته بسرعة، وهو ما يستدعي استشارة طبية.
التكرار والوصفة الطبية
من المهم أن نلاحظ أن إيتونوغستريل يجب أن يتم تجديده كل ثلاث سنوات. قد يقوم الطبيب بفحص صحة المرأة قبل وضع الغرسة، ثم يحدد ما إذا كانت هذه الوسيلة هي الأنسب لها أم لا. كما يمكن أن يقدم الطبيب خيارات بديلة بناءً على تاريخ المرأة الصحي وتفضيلاتها الشخصية.
خلاصة
إيتونوغستريل (Implanon) هو وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل تقدم حماية طويلة الأمد. ومع ذلك، فإن بعض النساء قد يواجهن مشكلات في شكل نزيف مستمر، مما قد يؤثر على تجربتهن بشكل عام. إذا كانت النزيف المستمر أو غير المنتظم مشكلة، فيجب على المريضة استشارة الطبيب لتحديد أفضل الخيارات العلاجية. بشكل عام، إذا تم استخدامه بشكل صحيح، يمكن أن يكون إيتونوغستريل وسيلة فعالة ومريحة للعديد من النساء.