إيتونوجيستريل (Etonogestrel) هو أحد وسائل منع الحمل الحديثة التي يتم استخدامها بشكل شائع في شكل غرسة تحت الجلد، والمعروفة تجاريًا باسم “نكسپلانون” (Nexplanon). تعتبر هذه الوسيلة واحدة من الخيارات الموثوقة لمنع الحمل، حيث يفرز هذا الهرمون بشكل مستمر من الغرسة، مما يمنع الحمل عن طريق تثبيط التبويض وتغيير طبيعة المخاط في عنق الرحم، مما يصعب وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
الموافقة على العقار وتاريخه
تمت الموافقة على استخدام إيتونوجيستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 21 مارس 2016. منذ ذلك الحين، أصبح هذا العقار خيارًا شائعًا بين النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد، حيث يبقى فعالاً لفترة تصل إلى ثلاث سنوات بعد زرعه تحت الجلد.
آلية عمل إيتونوجيستريل
عند إدخال الغرسة تحت الجلد، يفرز إيتونوجيستريل بشكل مستمر إلى الجسم. هذا الهرمون يقوم بعدة وظائف رئيسية لمنع الحمل:
- تثبيط التبويض: يمنع الجسم من إطلاق البويضة من المبيض.
- زيادة سمك المخاط في عنق الرحم: مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية عبور عنق الرحم للوصول إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: حيث يصبح الرحم غير مناسب لاستقبال البويضة المخصبة.
هذه الآلية تجعل إيتونوجيستريل وسيلة فعالة للغاية لمنع الحمل، حيث تصل فعاليته إلى 99% إذا تم استخدامه بشكل صحيح.
الاستخدامات الرئيسية
إيتونوجيستريل يُستخدم بشكل رئيسي كوسيلة لمنع الحمل في النساء اللواتي لا يرغبن في استخدام وسائل منع الحمل اليومية أو الشهرية مثل الحبوب أو الحقن. يُعتبر خيارًا مناسبًا للنساء اللاتي يفضلن وسيلة طويلة الأمد ولا يرغبن في التفكير في وسائل منع الحمل يوميًا.
الآثار الجانبية والمشاكل المتعلقة بالعقار
مثل جميع وسائل منع الحمل الهرمونية، قد يسبب إيتونوجيستريل بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤثر على تجربة المستخدم. تختلف هذه الآثار الجانبية من امرأة لأخرى وقد تشمل تغييرات في الدورة الشهرية، صداع، وزيادة في الوزن أو تغيرات في المزاج.
إحدى الشكاوى الأكثر شيوعًا بين المستخدمين تتعلق بتقلبات المزاج الحادة، حيث تشير بعض النساء إلى أنهن يشعرن بحالة من الاكتئاب أو العواطف المتقلبة بعد استخدام الغرسة. يمكن أن تشمل الأعراض المزاجية الاكتئاب، التوتر، والقلق. أيضًا، قد تعاني بعض النساء من نزيف غير منتظم بعد تركيب الغرسة، حيث قد يحدث نزيف مستمر أو بقع دم بين فترات الحيض.
تجربة المرضى مع إيتونوجيستريل
من خلال مراجعة العديد من تجارب المرضى، نجد أن هناك اختلافًا كبيرًا في مدى رضا النساء عن إيتونوجيستريل. على سبيل المثال، إحدى المراجعات السلبية تروي تجربة امرأة قامت بزرع الغرسة في ديسمبر 2015، حيث ذكرت أنها تعرضت لمجموعة من الآثار الجانبية السلبية التي أثرت بشكل كبير على حياتها اليومية. وفقًا لهذه المراجعة، فقد أصبحت هذه المرأة تشعر بحالة من الكآبة الشديدة والمزاج المتقلب، مشيرة إلى أنها كانت دائمًا في حالة غضب ولم تشعر بالسعادة، كما أنها واجهت صعوبة في تناول الطعام.
هذه المرأة أضافت أن الأعراض التي شعرت بها كانت مشابهة تمامًا لتلك التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالاكتئاب، بل إن الأطباء شخصوا حالتها على أنها حالة من الاكتئاب، وهو ما فاجأها لأن الأعراض بدأت بعد تركيب الغرسة. كما أكدت هذه المراجعة أنها كانت تعاني أيضًا من أعراض تشبه أعراض الحمل، مثل الغثيان وآلام الثدي، رغم أنها لم تكن حاملاً. علاوة على ذلك، كانت تعاني من نزيف متقطع، حيث بدأ النزيف بعد الجماع واستمر لفترات طويلة، ما جعلها تشعر بعدم الراحة.
المرأة التي كتبت هذه المراجعة أكدت أنها لم تكن راضية تمامًا عن إيتونوجيستريل، وأعطت العقار تقييمًا منخفضًا جدًا بلغ 1 من 10، مما يعكس مدى عدم رضاها عن تأثيراته الجانبية.
فعالية إيتونوجيستريل
إيتونوجيستريل يُعتبر من بين الوسائل الأكثر فعالية في منع الحمل، حيث تشير الدراسات إلى أنه يوفر حماية بنسبة 99% ضد الحمل عندما يُستخدم بشكل صحيح. ومع ذلك، قد يختلف تأثيره من شخص لآخر بسبب تفاعل الهرمونات وخصائص الجسم الفردية. بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من أعراض جانبية قوية، قد تكون فعاليته مهددة بسبب التوقف عن استخدامه بسبب الأعراض السلبية.
عدد الوصفات الطبية
بحسب بعض الدراسات والمراجعات، تم وصف إيتونوجيستريل لعدد من النساء بمعدل حوالي 8 مرات خلال فترات مختلفة. تختلف هذه الأعداد حسب البلدان والممارسات الطبية، ولكن يمكن القول إنه يعتبر من الوسائل الشائعة في العديد من الدول.
التقييم العام
رغم أن إيتونوجيستريل يُعتبر من وسائل منع الحمل التي تقدم حماية عالية ضد الحمل، إلا أن بعض المراجعات السلبية مثل تلك التي تم ذكرها أعلاه قد تثير القلق بين النساء اللاتي يخططن لاستخدامه. من المهم أن يكون لدى النساء اللواتي يفكرن في استخدام هذا العقار وعي كامل بالآثار الجانبية المحتملة، ويجب عليهن مناقشة الخيارات المختلفة مع الطبيب للحصول على نصيحة ملائمة بناءً على حالاتهن الصحية الخاصة.
في الختام، إذا كنتِ تفكرين في استخدام إيتونوجيستريل كوسيلة لمنع الحمل، يفضل أن تستشيري طبيبك حول الأعراض الجانبية المحتملة وتقييم مدى توافق هذا النوع من وسائل منع الحمل مع حالتك الصحية. قد يكون من المفيد أيضًا متابعة الحالة النفسية والجسدية خلال فترة الاستخدام لضمان عدم حدوث أي آثار جانبية خطيرة قد تؤثر على حياتك اليومية.