يعتبر دواء إيتونوجيستريل (Etonogestrel)، الذي يُستخدم بشكل أساسي لمنع الحمل، واحدًا من الخيارات الفعالة التي يعتمد عليها العديد من النساء لتحقيق تنظيم أفضل لوقاية الحمل. وهو يُستخدم عبر زرع جهاز صغير تحت الجلد في الذراع، حيث يعمل بشكل مستمر على إفراز هرمون يثبط عملية التبويض ويعزز سمك المخاط في عنق الرحم، مما يعيق حركة الحيوانات المنوية ويقلل من فرص الحمل. وعلى الرغم من فعاليته العالية في منع الحمل، إلا أن هذا الدواء لا يخلو من بعض التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على بعض النساء بشكل ملحوظ.
موافقة دواء إيتونوجيستريل من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية
حصل دواء إيتونوجيستريل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الرابع من يونيو عام 2017. منذ ذلك الوقت، أصبح هذا الدواء أحد أكثر الخيارات شيوعًا في مجال وسائل منع الحمل طويلة المدى. يتوافر هذا الدواء تحت اسم تجاري معروف وهو “نكسبلانون” (Nexplanon)، والذي يُعد الخيار المثالي للكثير من النساء اللواتي يفضلن وسيلة منع حمل لا تتطلب تدخلًا يوميًا.
مراجعات المرضى وتجاربهم
إحدى المراجعات التي تم تقديمها من قبل أحد المرضى تبرز بعض الجوانب السلبية لهذا الدواء رغم فعاليته. تذكر المراجعة التي كتبتها إحدى النساء: “كنت قد استخدمت نكسبلانون لمدة عامين. في البداية، كانت الأمور تسير بشكل جيد، لكن بعد شهر من زرع الجهاز، بدأت ملاحظاتي تتغير بشكل كبير حيث بدأ مزاجي يتغير بسبب تأثير الهرمونات، وكنت أرغب في إزالة الجهاز في أسرع وقت ممكن. تم نصحي بالانتظار لبضعة أشهر حتى أعتاد على الجهاز، لذا قمت بالانتظار. بعد مرور 4 إلى 6 أشهر، بدأت أعاني من حب الشباب بشكل شديد، وأنا الآن على علاجين مختلفين على أمل أن يزول هذا العارض. حب الشباب لا يختفي، وقد قال لي طبيب الجلدية إنه لن يزول حتى أزيل الجهاز. أما في الوقت الحالي، فقد مررت بثلاثة أسابيع من النزيف المتواصل، ولا أستطيع تحمل المزيد. نكسبلانون كان جيدًا في البداية، ولكن الآثار الجانبية الأخرى كانت غير محتملة”.
من خلال هذه المراجعة، يظهر أن بعض الآثار الجانبية قد تكون مؤلمة بالنسبة للبعض، حيث تعاني هذه السيدة من تغيرات كبيرة في المزاج، بالإضافة إلى ظهور حب الشباب، وهو من الآثار الجانبية الشائعة لدى بعض النساء اللواتي يستخدمن هذه الوسيلة. كما أن النزيف المستمر يُعد من الأعراض غير المعتادة، وهو ما دفع هذه السيدة إلى اتخاذ القرار النهائي بإزالة الجهاز.
فعالية دواء إيتونوجيستريل
على الرغم من المراجعات السلبية لبعض المرضى، فإن فعالية دواء إيتونوجيستريل في منع الحمل لا يمكن إنكارها. تتراوح نسبة فعاليته في منع الحمل بين 99% و99.9% عند استخدامه بشكل صحيح، ويُعد من بين أكثر الوسائل أمانًا وموثوقية. من بين الفوائد التي تجذب العديد من النساء إليه هو أنه لا يتطلب تدخلًا يوميًا، مثل الحبوب، بل يتم زرعه مرة واحدة فقط وتستمر فعاليته لمدة تصل إلى 3 سنوات.
تُظهر البيانات المتعلقة بالدواء أن فعاليته تظل ثابتة خلال فترة استخدامه الطويلة، مما يجعله خيارًا ممتازًا للنساء اللاتي لا يرغبن في التفكير في وسائل منع الحمل بشكل يومي أو شهري. ورغم فعاليته، إلا أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية تؤثر على حياتهن اليومية.
الآثار الجانبية والتأثيرات السلبية
إلى جانب فعاليته الكبيرة، فإن دواء إيتونوجيستريل قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي تختلف من شخص لآخر. من بين هذه الآثار:
-
تغيرات في المزاج: كما ذكر في المراجعة، فقد لوحظ أن بعض النساء قد يعانين من تقلبات مزاجية حادة بعد البدء في استخدام هذه الوسيلة. يُعتقد أن هذه التغيرات ناجمة عن التأثير الهرموني للجهاز، حيث يمكن أن يؤثر هرمون البروجستين الموجود في الجهاز على مستويات الهرمونات الأخرى في الجسم.
-
حب الشباب: يلاحظ العديد من المرضى أن حب الشباب يزداد بعد بدء استخدام نكسبلانون. قد يكون هذا بسبب تأثير هرمون البروجستين الذي يزيد من إفراز الدهون في الجلد، مما يؤدي إلى انسداد المسام وتكون البثور.
-
النزيف المتواصل: من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا هو حدوث نزيف غير منتظم أو نزيف مستمر لفترات طويلة. قد تكون هذه الحالة مزعجة للغاية بالنسبة للعديد من النساء، كما أن البعض قد يجدها غير محتملة.
-
الصداع: يمكن أن يعاني البعض من صداع مستمر أو متكرر بعد زرع الجهاز، وهذا قد يرتبط أيضًا بتقلبات هرمونية.
-
تأثيرات على الوزن: يلاحظ بعض المرضى تغيرات في الوزن، سواء بزيادة أو نقصان، على الرغم من أن هذه التأثيرات ليست شائعة كما هو الحال مع بعض وسائل منع الحمل الأخرى.
عدد مرات وصف الدواء
وفقًا للبيانات المتاحة، فقد تم وصف دواء إيتونوجيستريل ما يقارب 4 مرات في السنوات الماضية. هذا العدد يُعد مؤشرًا على كفاءته وموثوقيته في منع الحمل، لكنه أيضًا يعكس استمرار البحث عن وسائل أخرى أكثر ملائمة لبعض النساء.
خلاصة
في النهاية، يُعد دواء إيتونوجيستريل من الوسائل الحديثة والفعالة لمنع الحمل، لكنه يأتي مع بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة للبعض. من المهم أن تضع النساء في اعتبارهن أنه لا يوجد دواء مثالي يناسب الجميع، وأن التجربة الشخصية مع وسائل منع الحمل قد تختلف من شخص لآخر. يُنصح بالتشاور مع الطبيب قبل اتخاذ القرار بشأن استخدام نكسبلانون أو أي وسيلة أخرى لضمان اختيار الخيار الأنسب بناءً على الحالة الصحية الفردية والأهداف المتعلقة بالصحة الإنجابية.