إيتونوجيستريل (Etonogestrel) هو هرمون صناعي يُستخدم بشكل رئيسي في وسائل منع الحمل، ويعتبر من الخيارات الشائعة بين النساء الراغبات في تنظيم الحمل بشكل فعال وسهل. يتم توفيره عادةً عن طريق جهاز تحت الجلد يسمى “نكسبلانون” (Nexplanon)، والذي يُزرع تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، مما يوفر وسيلة طويلة المدى لمنع الحمل تصل إلى ثلاث سنوات. في هذا المقال، سنناقش تفاصيل استخدام إيتونوجيستريل كوسيلة لمنع الحمل، بناءً على المراجعات التي قدمها المستخدمون، ومدى فعاليته، بالإضافة إلى تجارب المرضى وتأثيره على حياتهم اليومية.
مقدمة عن إيتونوجيستريل كوسيلة لمنع الحمل
إيتونوجيستريل هو هرمون اصطناعي من فئة البروجستيرون، يعمل على منع الحمل من خلال عدة آليات رئيسية. من أهم هذه الآليات هو منع الإباضة (عدم إنتاج البويضة من المبيض) وبالتالي لا توجد بويضة يمكن تخصيبها. كما يعمل إيتونوجيستريل أيضًا على زيادة لزوجة المخاط في عنق الرحم، مما يصعب وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم، ويقلل من قدرة الحيوانات المنوية على اختراق البويضة في حال حدوث الإباضة.
الطريقة الأكثر شيوعًا لاستخدام إيتونوجيستريل هي عن طريق جهاز “نكسبلانون” (Nexplanon)، وهو عبارة عن قضيب صغير مرن بحجم عود الثقاب يُزرع تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع. يتم إدخال هذا الجهاز بواسطة طبيب أو ممرض متخصص، ويستمر في إفراز الهرمون ببطء لفترة تصل إلى ثلاث سنوات.
تأثيرات إيتونوجيستريل على المستخدمين
منذ أن تمت الموافقة على نكسبلانون (الذي يحتوي على إيتونوجيستريل) من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 17 أكتوبر 2015، بدأ العديد من النساء في استخدامه كوسيلة لمنع الحمل بسبب سهولة استخدامه مقارنة مع الحبوب اليومية أو الحقن الشهرية.
ولكن، مثل جميع وسائل منع الحمل، لا يخلو استخدام إيتونوجيستريل من الآثار الجانبية والمشاكل التي قد تؤثر على بعض المستخدمين. أحد المراجعات التي قدمتها إحدى المستخدمات في يوليو 2015 تشير إلى بعض التأثيرات السلبية التي شعرت بها بعد أن قامت بإدخال جهاز نكسبلانون.
التجربة الشخصية للمريضة
تم إدخال جهاز نكسبلانون لهذه المريضة في 13 يوليو 2015، وهي تُعبر عن رغبتها في إزالة الجهاز بسبب العديد من التأثيرات السلبية التي واجهتها. على الرغم من أنها لم تعاني من نزيف ثقيل، إلا أنها كانت تعاني من نزيف مهبلي خفيف وعشوائي، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة التي تواجهها العديد من النساء في الأشهر الأولى بعد تركيب الجهاز.
كما أبلغت المريضة عن معاناتها من تقلبات مزاجية شديدة، حيث كانت تشعر بالانزعاج والغضب بسهولة، ما أثر على حياتها اليومية وعلاقاتها. هذه التغيرات المزاجية يمكن أن تحدث بسبب التأثيرات الهرمونية الناتجة عن إيتونوجيستريل. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت المريضة أنها تعاني من انخفاض شديد في مستوى الطاقة، حيث تجد نفسها ترغب في قضاء أيام عطلتها في السرير والنوم، وهو ما قد يعكس تأثير الهرمون على النشاط البدني والذهن.
بالرغم من هذه الأعراض، أشارت المريضة إلى أنها لم تكتسب أي وزن إضافي منذ استخدام الجهاز. ومع ذلك، أكدت أن السبب في ذلك قد يكون بسبب نقص التمارين الرياضية أو المراقبة الدقيقة للنظام الغذائي. كما أنها لاحظت انخفاضًا في رغبتها الجنسية، وهو أيضًا من الآثار الجانبية التي قد تحدث مع بعض النساء بسبب التغيرات الهرمونية التي يسببها إيتونوجيستريل.
وفي النهاية، صرحت المريضة أنها كانت تفضل الحبوب أو الحقن كوسائل لمنع الحمل قبل أن تقرر استخدام نكسبلانون، حيث اعتقدت أن إدخال الجهاز سيكون خيارًا أسهل وأقل تدخلًا. لكنها الآن تشعر بالندم لعدم قيامها بالبحث الكافي عن الآثار الجانبية المحتملة لهذا الجهاز قبل اتخاذ قرارها.
فعالية إيتونوجيستريل
على الرغم من وجود بعض التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تحدث مع إيتونوجيستريل، إلا أن فعاليته في منع الحمل تبقى عالية. بحسب الدراسات السريرية، يعد نكسبلانون من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تبلغ فعاليته أكثر من 99% في الوقاية من الحمل. هذا يعني أن أقل من 1 امرأة من أصل 100 امرأة تستخدم هذا الجهاز لمدة سنة واحدة ستواجه حملًا غير مرغوب فيه.
بالنسبة للمرأة التي لا ترغب في تناول حبوب منع الحمل اليومية أو التوجه للحقن، فإن نكسبلانون يعد خيارًا مريحًا لأنه يتطلب فقط زرع الجهاز مرة واحدة كل ثلاث سنوات، مما يوفر راحة كبيرة من التذكير اليومي أو الشهري.
الآثار الجانبية الشائعة
كما هو الحال مع معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، قد يعاني بعض المستخدمين من آثار جانبية عند استخدام نكسبلانون. تشمل الآثار الجانبية الشائعة:
- النزيف غير المنتظم: العديد من النساء قد يعانين من نزيف خفيف أو بقع دم غير منتظمة بعد تركيب الجهاز، وهو ما قد يستمر لفترة.
- التغيرات المزاجية: التغيرات في الهرمونات يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مزاجية، كما في الحالة التي ذكرتها المريضة.
- انخفاض الرغبة الجنسية: انخفاض مستوى هرمون الاستروجين في الجسم يمكن أن يؤدي إلى قلة الرغبة الجنسية لدى بعض النساء.
- زيادة الوزن: على الرغم من أن بعض النساء لا يلاحظن زيادة كبيرة في الوزن، إلا أن بعضهن قد يلاحظن تغييرات في الوزن بسبب تأثيرات الهرمونات.
- الصداع والتعب: بعض النساء قد يعانين من صداع أو تعب عام بعد استخدام نكسبلانون.
المراجعات والنتائج
بناءً على التجربة الشخصية للمريضة التي تمت الإشارة إليها، يمكن القول أن فعالية إيتونوجيستريل كوسيلة لمنع الحمل تتفاوت من شخص لآخر. المراجعة التي تم تقديمها من هذه المريضة تضمنت بعض التحديات التي قد تجعل من نكسبلانون خيارًا غير مفضل للبعض. وفي حين أن بعض النساء يجدن هذه الوسيلة مريحة وفعالة، فإن البعض الآخر قد يعانين من آثار جانبية تؤثر على حياتهن اليومية بشكل ملحوظ.
على الرغم من ذلك، تبقى فعالية نكسبلانون في الوقاية من الحمل خيارًا مهمًا للعديد من النساء، خاصة لأولئك اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد وسهلة الاستخدام. من المهم دائمًا للنساء الراغبات في استخدام هذه الوسيلة البحث والاستشارة مع الأطباء حول الآثار الجانبية المحتملة والخيارات الأخرى المتاحة قبل اتخاذ القرار.
الخلاصة
إيتونوجيستريل، من خلال جهاز نكسبلانون، يعد وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. ومع ذلك، قد تواجه بعض النساء آثارًا جانبية مثل تقلبات المزاج، انخفاض الطاقة، والنزيف العشوائي. من المهم أن تقوم النساء بالتشاور مع مقدمي الرعاية الصحية قبل اتخاذ قرار باستخدامه للتأكد من أنه الخيار الأنسب لهن.