إيتونوجيستريل لمنع الحمل

إيتونوجيستريل (إيمبلانون) كوسيلة لمنع الحمل: مراجع طبية وآراء المرضى

يعد إيتونوجيستريل (Etonogestrel) أحد العوامل الفعّالة التي تدخل في تركيبة جهاز إيمبلانون المستخدم كوسيلة لمنع الحمل على المدى الطويل. يتوافر هذا الجهاز على شكل شريحة صغيرة تُزرع تحت الجلد في الذراع، ويعمل على إفراز هرمون إيتونوجيستريل بشكل مستمر، مما يساهم في منع الحمل من خلال تثبيط الإباضة وتغيير طبيعة المخاط الموجود في عنق الرحم، مما يعيق وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.

مراجعة طبية وشهادات المرضى:

من بين المزايا التي يتمتع بها جهاز إيمبلانون هي سهولة الإستخدام وفعاليته الكبيرة في منع الحمل، حيث توفر للنساء وسيلة آمنة وموثوقة بدون الحاجة إلى التفكير اليومي كما في حالات حبوب منع الحمل. إحدى الشهادات التي تعكس تجارب حقيقية مع هذه الوسيلة كانت من مريضة تبلغ من العمر 18 عامًا، حيث ذكرت: “لقد قررت الحصول على جهاز إيمبلانون بسبب الرغبة في عدم القلق حول تناول حبوب منع الحمل يوميًا. كانت عملية الإدخال سهلة ولم تزعجني كثيرًا. أحب حقيقة أنه لا يتعين علي التفكير في تناوله يوميًا”.

على الرغم من الإيجابيات العديدة التي تمت الإشارة إليها، مثل عدم وجود زيادة ملحوظة في الوزن أو ظهور حب الشباب، إلا أن المريضة واجهت بعض الأعراض الجانبية التي قد تترافق مع استخدام الجهاز، مثل التقلبات المزاجية والإرهاق غير المفسر. كما أشارت إلى أنها ما زالت تعاني من الدورة الشهرية غير المنتظمة، التي كانت موجودة قبل استخدامها للجهاز، حيث أنها في بعض الأحيان تكون غزيرة، وأحيانًا أخرى لا تتعدى كونها نقاطًا بسيطة من الدم.

التأثيرات الجانبية الممكنة:

على الرغم من فعالية جهاز إيمبلانون كوسيلة لمنع الحمل، قد يصاحب استخدامه بعض التأثيرات الجانبية، مثل:

1. التقلبات المزاجية: يمكن لبعض النساء أن يواجهن تقلبات مزاجية مشابهة لتلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، حيث قد يشعرن بالحزن أو التوتر أو حتى الانزعاج من دون سبب واضح.

2. الإرهاق والتعب: بعض النساء يلاحظن شعورًا بالتعب المستمر، مما قد يؤثر على نشاطهن اليومي وعلى جودة حياتهن. قد يكون هذا التأثير ناتجًا عن التغيرات الهرمونية التي يحدثها الجهاز في الجسم.

3. التغيرات في الدورة الشهرية: من الآثار الشائعة التي قد ترافق استخدام إيمبلانون هي التغيرات في الدورة الشهرية، حيث قد تصبح الدورة غير منتظمة، أو قد تختفي تمامًا لبعض الوقت. قد تعاني بعض النساء من نزيف غير منتظم أو خفيف، بينما قد يعاني البعض الآخر من فترات حيض غزيرة.

4. التأثيرات الجلدية: على الرغم من أن بعض النساء لا يعانين من ظهور حب الشباب، إلا أن البعض الآخر قد يلاحظ تغييرات في حالة بشرتهم بسبب التأثيرات الهرمونية للجهاز.

معدل الفعالية:

إيتونوجيستريل هو واحد من أكثر وسائل منع الحمل فعالية في العالم، حيث يصل معدل فعاليته إلى أكثر من 99%، بشرط أن يتم استخدامه بشكل صحيح. وفقًا للمراجعات الطبية، تظل نسبة الفشل منخفضة جدًا عند تركيب الجهاز بشكل سليم. لا يتطلب من المرأة أن تتابع تفاصيل دقيقة يوميًا كما هو الحال في حبوب منع الحمل التقليدية، مما يجعله خيارًا مريحًا للمستخدمات اللواتي يعانين من صعوبة في تذكر تناول الحبوب يوميًا.

تاريخ الموافقة:

تمت الموافقة على جهاز إيمبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 11 مايو 2011، ليصبح بذلك خيارًا رسميًا وموافَقًا من قبل الهيئات الصحية في العديد من دول العالم كوسيلة آمنة وفعالة لمنع الحمل. منذ ذلك الحين، أصبح إيمبلانون جزءًا من الخيارات التي يتم تقديمها للنساء في العيادات الطبية.

التكرار وعدد الحالات المقررة:

يعتبر جهاز إيمبلانون من الوسائل طويلة المدى لمنع الحمل، حيث يمتد تأثيره إلى حوالي 3 سنوات بعد التركيب. ويحتاج إلى استشارة الطبيب عند انتهاء هذه الفترة لإزالته أو استبداله. غالبًا ما يتم وصف هذا الجهاز لمرة واحدة، ويتم متابعة المريضة بعد ذلك بشكل دوري للتأكد من عدم وجود آثار جانبية غير مرغوب فيها.

الأثر النفسي والاجتماعي:

من المهم أن يتم توعية النساء بالأثر النفسي والاجتماعي لاستخدام هذا النوع من وسائل منع الحمل، خاصة في مراحل الشباب المبكر. في الشهادة السابقة، تظهر إحدى المستخدمات للمرة الأولى كيف أن الجهاز قد يسبب لها بعض التغيرات المزاجية والإرهاق، وهي أعراض قد تؤثر على حياتها اليومية، وخاصة في ظل ضغط الدراسة في آخر سنة في المدرسة الثانوية.

الاحتياطات والتحذيرات:

كما هو الحال مع أي دواء أو جهاز طبي، يجب أن يتم استخدام جهاز إيمبلانون تحت إشراف طبي، حيث قد يكون هناك بعض الحالات الصحية التي تمنع استخدامه، مثل بعض اضطرابات الدم أو الأمراض المزمنة التي قد تؤثر على قدرة الجسم على التعامل مع الهرمونات. من المهم أيضًا أن يتم استشارة الطبيب في حال ظهور أي أعراض غير عادية، مثل نزيف غير مفسر أو تغيرات حادة في الحالة المزاجية أو الجسدية.

الختام:

إن جهاز إيمبلانون هو وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل، وتُعد شريحة إيتونوجيستريل خيارًا موثوقًا للكثير من النساء اللواتي يبحثن عن راحة البال بعيدًا عن القلق اليومي حول وسائل منع الحمل التقليدية. ولكن، يجب أن يتم استخدامه بحذر وبإشراف طبي، حيث يمكن أن يصاحبه بعض الآثار الجانبية التي قد تختلف من شخص لآخر. إن معرفة المزايا والعيوب المرتبطة باستخدام هذا الجهاز، إلى جانب تجربتك الشخصية، يمكن أن يساعدك في اتخاذ القرار الأفضل لصحتك الشخصية وراحتك.

المرجع:

• تم اعتماد جهاز إيمبلانون (إيتونوجيستريل) من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 11 مايو 2011.