يعتبر إيتونوجيستريل (Etonogestrel) من الأدوية الهرمونية التي تُستخدم بشكل أساسي كوسيلة لمنع الحمل، حيث يتم تطبيقه من خلال جهاز صغير يُزرع تحت الجلد (النكسبلانون Nexplanon). هذا الجهاز، الذي يحتوي على هرمون الإيتونوجيستريل، يفرز الهرمون بشكل مستمر في الجسم لمنع حدوث الحمل، وهو واحد من أكثر وسائل منع الحمل الفعّالة التي يمكن استخدامها. يجذب العديد من النساء بسبب فعاليته التي قد تصل إلى ثلاث سنوات من الاستخدام دون الحاجة لتذكر تناوله يومياً، كما أنه يتناسب مع النساء اللواتي يواجهن صعوبة في استخدام وسائل منع الحمل التي تحتوي على هرمونات أخرى.
طريقة العمل وآلية التأثير
إيتونوجيستريل يعمل على منع الحمل من خلال ثلاث آليات رئيسية:
- منع الإباضة: حيث يمنع المبيض من إطلاق البويضة.
- تغيير قوام المخاط في عنق الرحم: ما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية اختراق عنق الرحم والوصول إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: مما يقلل من احتمالية انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم.
الموافقة والتسويق
تمت الموافقة على جهاز النكسبلانون الذي يحتوي على هرمون الإيتونوجيستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في السابع من أغسطس 2014، ليُصبح متاحاً للاستخدام الواسع في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى. ومنذ ذلك الحين، أصبح واحداً من الخيارات المفضلة للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد وفعّالة.
فعالية الاستخدام
تعتبر فعالية النكسبلانون في منع الحمل من أعلى المعدلات بين وسائل منع الحمل الأخرى. تشير الدراسات إلى أن نسبة النجاح في منع الحمل باستخدام هذا الجهاز تتجاوز 99%، مما يعني أنه يُعدّ من أفضل الخيارات في هذا المجال. لا يحتاج المستخدم إلى القلق بشأن نسيان تناول الحبوب أو إعادة الحقن في فترات محددة، مما يجعله خياراً مناسباً للعديد من النساء.
التجربة الشخصية والمراجعات
رغم فعالية النكسبلانون، إلا أن بعض النساء قد يواجهن تأثيرات جانبية تؤثر على تجربتهن الشخصية مع هذا الجهاز. أحد المراجعات التي قدمتها إحدى المستخدمين على النحو التالي:
“بدأت باستخدام النكسبلانون منذ شهرين لأنني لدي عدد محدود من وسائل منع الحمل التي يمكنني استخدامها بسبب عدم قدرتي على تحمل الهرمونات الموجودة في معظم وسائل منع الحمل الأخرى. أنا أحاول أن أتعامل مع الأمر لأن هذه هي واحدة من الخيارات القليلة المتاحة لي الآن. لكن بصراحة، إذا كانت لدي خيارات أخرى، كنت سأقوم بإزالته. لم أكن أعاني من مشاكل في البشرة في حياتي، ولكن بعد تركيب الجهاز مباشرة، ظهرت لي الحبوب. فقدت رغبة جنسية تمامًا، على الرغم من أنني كنت أمارس الجنس مع شريكي عدة مرات في الأسبوع، والآن أصبح الأمر بمثابة إجبار وليس ممتعًا بالنسبة لي. أنا أستخدم وسائل منع الحمل لأنني أحب ممارسة الجنس لكن لا أريد الحمل، لماذا أتناول وسيلة منع حمل تجعلني أفقد الرغبة الجنسية؟ أنا غير سعيدة وأتمنى أن أستعيد رغبتها مع مرور الوقت أو سأقوم بإزالته”.
تُظهر هذه المراجعة الصعوبات التي قد يواجهها بعض المستخدمين مع هذا الجهاز، رغم فعاليته في منع الحمل. هذه التجربة تسلط الضوء على تأثيرات جانبية قد تشمل التغيرات في البشرة وفقدان الرغبة الجنسية، وهي آثار سلبية قد تكون غير متوقعة للعديد من النساء.
التقييم العام والتأثير على الحياة الجنسية
تقييم المراجعات الشخصية على أجهزة منع الحمل الهرمونية مثل النكسبلانون يشير إلى أن بعض المستخدمين قد يواجهون تغيرات في حياتهم الجنسية. بعض النساء، مثل المراجع السابقة، يذكرن أن الرغبة الجنسية قد تتضاءل، مما يخلق تجربة سلبية بالنسبة لهن في حياتهن الزوجية أو الجنسية. هذا يمكن أن يكون مؤلماً بشكل خاص لأولئك الذين يعتمدون على وسائل منع الحمل بسبب رغبتهم في ممارسة الجنس دون الخوف من الحمل.
مع ذلك، من الجدير بالذكر أن الآثار الجانبية لهذه الوسائل تختلف من امرأة إلى أخرى، في حين أن بعض النساء قد يواجهن أعراضًا غير مريحة، مثل التغيرات في المزاج أو الرغبة الجنسية، قد يكون البعض الآخر راضياً تمامًا عن فعالية النكسبلانون دون أي آثار جانبية واضحة. يشير الخبراء إلى أنه إذا استمرت هذه الأعراض أو كانت شديدة بما يكفي لتؤثر على نوعية الحياة، قد تكون إزالة الجهاز خيارًا منطقيًا.
عدد مرات الوصفة الطبية
يتم وصف جهاز النكسبلانون في العديد من الحالات، خاصة للنساء اللواتي يفضلن الوسائل طويلة الأمد أو اللواتي لا يستطعن استخدام الحبوب أو الوسائل الأخرى التي تتطلب التزامًا يوميًا. وفقًا للمراجعات الطبية والإحصائيات، تم وصف هذا الدواء حوالي 10 مرات في التجربة المعروضة، وهو عدد لا بأس به يعكس الانتشار الواسع لاستخدام هذا العلاج في المجتمع الطبي.
الآثار الجانبية المحتملة
رغم أن النكسبلانون يُعتبر آمنًا بالنسبة للعديد من النساء، فإنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية التي يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بها. تشمل الآثار الجانبية الشائعة:
- زيادة الوزن: قد يلاحظ بعض المستخدمين زيادة طفيفة في الوزن نتيجة للتغيرات الهرمونية.
- التغيرات في الدورة الشهرية: قد تواجه بعض النساء نزيفًا غير منتظم أو توقف الدورة الشهرية تمامًا.
- الآثار الجلدية: مثل حب الشباب كما في حالة المراجعة السابقة.
- الصداع والتقلبات المزاجية: يمكن أن تؤثر الهرمونات في الحالة المزاجية.
من المهم أن تتم مناقشة هذه الآثار الجانبية مع الطبيب قبل اتخاذ القرار باستخدام النكسبلانون، وأن يتم مراقبة أي تغيرات قد تحدث أثناء الاستخدام.
الخلاصة
يُعد جهاز النكسبلانون (إيتونوجيستريل) وسيلة فعالة جدًا لمنع الحمل، ويمثل خيارًا ممتازًا للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة طويلة الأمد وفعالة. ومع ذلك، قد يعاني بعض المستخدمين من آثار جانبية غير مرغوب فيها مثل تغيرات في الرغبة الجنسية أو مشاكل جلدية، وهو ما يجب على النساء مراعاته عند اتخاذ القرار باستخدام هذا الجهاز. من الضروري دائمًا استشارة الطبيب وتقييم الفوائد مقابل الآثار الجانبية المحتملة لضمان اختيار الوسيلة الأنسب وفقًا للاحتياجات الشخصية.