إيتونوجيستريل (Etonogestrel): وسيلة منع حمل طويلة الأمد، فعّالة ولكن بآثار جانبية قد تثير القلق
المقدمة
إيتونوجيستريل هو أحد أشكال وسائل منع الحمل الهرمونية طويلة الأمد، ويُعرف تجاريًا باسم “نيكسبلانون” (Nexplanon). يتم زراعة هذا الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع حيث يقوم بإطلاق هرمون البروجستيرون بشكل مستمر لمنع الحمل. ويتميز بفعاليته العالية وسهولة الاستخدام، لكنه مثل جميع وسائل منع الحمل الهرمونية قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية التي تختلف من امرأة لأخرى. في هذا المقال سنتناول دراسة حالة من تجربة إحدى المريضات مع إيتونوجيستريل، بالإضافة إلى تقييم فعاليته وآثاره الجانبية.
فعالية إيتونوجيستريل كوسيلة لمنع الحمل
تم اعتماد إيتونوجيستريل من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 19 مايو 2014 كوسيلة فعّالة لمنع الحمل. ويُعتبر هذا الجهاز من الوسائل التي تُقدم حماية طويلة الأمد تصل إلى ثلاث سنوات، حيث يعمل على تثبيط الإباضة وزيادة لزوجة مخاط عنق الرحم مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة. فعاليته في منع الحمل ممتازة وتصل إلى 99%، مما يجعله خيارًا شائعًا للنساء الباحثات عن وسيلة موثوقة لتحديد النسل.
تجربة إحدى المريضات مع إيتونوجيستريل
وفقًا لتجربة إحدى المريضات، التي بدأت باستخدام نيكسبلانون في نوفمبر 2013، كانت وسيلة منع الحمل هذه فعّالة للغاية في منع الحمل، لكنها صاحبتها عدة آثار جانبية أثرت على جودة حياتها اليومية.
تصف المريضة تجربتها قائلة:
“لقد وضعت جهاز نيكسبلانون منذ نوفمبر 2013. خلال الأشهر الستة الأخيرة، اكتسبت 20 رطلاً. دورتي الشهرية أصبحت غير منتظمة، مع وجود بقع بنية داكنة تحتوي على تجلطات تستمر على الأقل 20 يومًا في الشهر. لا أمتلك أي رغبة جنسية. أعاني من ظهور حب الشباب بشكل متقطع في منطقة الذقن السفلي. أعاني من تقلبات مزاجية حادة، بالإضافة إلى مشكلات عقلية مثل ضعف الذاكرة. رغم أن هذه الوسيلة تؤدي وظيفتها جيدًا في منع الحمل، فإن الآثار الجانبية الأخرى كانت سلبية للغاية بالنسبة لي. قررت إزالة الجهاز في أقرب وقت ممكن بعد أن انتظرت فترة طويلة أملاً في أن يتأقلم جسدي معه، لكني أعتقد أنني منحت الجهاز الوقت الكافي.”
الآثار الجانبية لإيتونوجيستريل
بناءً على تجربة المريضة، يمكن تلخيص أبرز الآثار الجانبية التي واجهتها كالتالي:
- زيادة الوزن: لاحظت المريضة زيادة في وزنها بواقع 20 رطلاً خلال فترة قصيرة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية: عانت من نزيف غير منتظم يتمثل في بقع بنية داكنة تستمر لفترات طويلة.
- تأثيرات على البشرة: ظهور حب الشباب المتكرر في منطقة الذقن.
- تغيرات نفسية وعقلية: مزاج متقلب، ضعف الذاكرة، وانخفاض ملحوظ في الرغبة الجنسية.
تعتبر هذه الأعراض شائعة بين بعض مستخدمات وسائل منع الحمل الهرمونية، لكن حدتها تختلف من سيدة لأخرى.
تقييم الفعالية والرضا العام
رغم أن إيتونوجيستريل حصل على تقييم فعالية عالي جدًا كوسيلة لمنع الحمل (99%)، إلا أن التجربة الشخصية للمريضة أثرت على تقييمها العام لهذه الوسيلة. أعطت المريضة الجهاز تقييمًا بواقع 5 من 10 بسبب الآثار الجانبية التي واجهتها والتي كانت مقلقة ومزعجة بدرجة كبيرة.
التكرار الطبي ووصفة الاستخدام
منذ اعتماد إيتونوجيستريل عام 2014، تم وصفه حوالي 8 مرات وفقًا للبيانات المتاحة. يُعتبر هذا الرقم مؤشرًا على شعبيته بين وسائل منع الحمل طويلة الأمد، لكنه قد يكون محدودًا جزئيًا بسبب الأعراض الجانبية المحتملة التي يواجهها بعض المرضى.
هل يناسبك إيتونوجيستريل؟
إذا كنتِ تفكرين في استخدام إيتونوجيستريل كوسيلة لمنع الحمل، فمن الضروري التحدث مع طبيبكِ المعالج لتقييم مدى ملاءمته لحالتكِ الصحية. قد يكون خيارًا مناسبًا إذا كنتِ تبحثين عن وسيلة موثوقة وطويلة الأمد لمنع الحمل، ولكن من المهم أخذ الأعراض الجانبية المحتملة في الاعتبار.
الخلاصة
إيتونوجيستريل هو وسيلة فعالة لمنع الحمل ومناسبة للسيدات اللواتي يرغبن في تحديد النسل لفترة طويلة دون الحاجة لتذكر تناول الأقراص يوميًا. ومع ذلك، فإن الآثار الجانبية التي قد ترافق استخدامه، مثل زيادة الوزن، اضطراب الدورة الشهرية، التغيرات النفسية، ومشاكل البشرة، قد تجعله غير ملائم لبعض السيدات. لذا يُوصى بإجراء مناقشة شاملة مع مقدم الرعاية الصحية قبل اتخاذ القرار باستخدام هذه الوسيلة لضمان اختيار الخيار الأنسب بناءً على احتياجاتكِ وحالتكِ الصحية.