إيتونوجيستريل (Etonogestrel) هو هرمون صناعي يُستخدم بشكل رئيسي في وسائل منع الحمل الحديثة. يتم إطلاقه ببطء من جهاز يُزرع تحت الجلد (أو ما يُعرف بالغرسة)، مما يوفر وسيلة فعالة لمنع الحمل لمدة تصل إلى 3 سنوات. على الرغم من أن هذه الوسيلة تعتبر مريحة للكثير من النساء لأنها لا تتطلب التذكير اليومي بتناول الحبوب، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد يواجهها المستخدمون.
الموافقة والتسجيل
تمت الموافقة على إيتونوجيستريل من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 8 يوليو 2016، واعتُبر من بين الخيارات الفعّالة لمنع الحمل التي تجمع بين الراحة والفعالية. وقد حازت هذه الوسيلة على دعم واسع من قبل المختصين في مجال الصحة الإنجابية، بفضل فعاليتها التي تصل إلى 99% إذا تم استخدامها بشكل صحيح. كما أن استخدامها يعد بديلاً مثاليًا لأولئك اللواتي لا يفضلن تناول الحبوب بشكل يومي، لكن مع ذلك، مثل أي دواء آخر، قد تظهر بعض الآثار الجانبية.
تأثير إيتونوجيستريل على الدورة الشهرية
من أبرز الآثار الجانبية التي يُحتمل أن تظهر عند استخدام إيتونوجيستريل هو التأثير على الدورة الشهرية. تشير بعض الدراسات والتقارير الواردة من المرضى إلى أن الغرسة قد تتسبب في تغييرات ملحوظة في الدورة الشهرية، مثل النزيف المستمر أو التبقيع المتكرر. على سبيل المثال، إحدى المراجعات التي تم جمعها من قبل مريضة بدأت باستخدام الغرسة في ديسمبر 2015، أكدت أنها عانت من نزيف شبه مستمر حتى يوليو 2016، حيث كانت بعض الفترات عبارة عن نزيف كامل، في حين كانت فترات أخرى مجرد بقع دم خفيفة. كما أن فترات عدم النزيف كانت نادرة جدًا.
هذه التغييرات في الدورة الشهرية قد تكون محبطة لبعض النساء اللواتي اعتقدن أن هذه الوسيلة ستكون أكثر راحة وسلاسة في التحكم في مواعيد الدورة الشهرية. لكن من جهة أخرى، أظهرت بعض الدراسات أن النساء اللواتي يستخدمن الغرسة قد يشعرن بتحسن في التحكم في الدورة الشهرية بعد فترة من الاستخدام. وبالنسبة للبعض، قد تختفي هذه الآثار الجانبية بعد مرور بعض الوقت.
زيادة الوزن والتأثير على الجسم
من بين الآثار الجانبية الأخرى التي تمت الإشارة إليها هو زيادة الوزن، وهي مشكلة شائعة بين النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية. على سبيل المثال، تحدثت المريضة عن زيادة وزنها بشكل ملحوظ بعد أن حصلت على الغرسة، حيث كانت تزن 170 رطلًا عندما قامت بزرعها في ديسمبر 2015، وأصبحت تزن 207 أرطال في يوليو 2016. هذا يشير إلى أن الغرسة قد تؤدي إلى صعوبة في إدارة الوزن على الرغم من الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
إضافةً إلى ذلك، أفادت المريضة أنها عانت من صعوبة في فقدان الوزن على الرغم من الجهود المستمرة، مما قد يكون محبطًا للغاية. ويرى الخبراء أن زيادة الوزن قد تكون بسبب التغيرات الهرمونية التي يسببها إيتونوجيستريل، حيث قد تؤثر هذه التغيرات على الشهية وحرق الدهون. في حين أن بعض النساء قد لا يعانين من هذه المشكلة، إلا أن البعض الآخر قد يواجه صعوبة في الحفاظ على وزن ثابت.
القلق والتقلبات المزاجية
علاوة على ذلك، كانت المريضة قد لاحظت أيضًا زيادة في مستويات القلق وتقلبات مزاجية شديدة بعد تركيب الغرسة. من المعروف أن وسائل منع الحمل الهرمونية قد تؤثر على الحالة المزاجية لدى بعض النساء، وقد أظهرت الدراسات أن بعض النساء قد يعانين من ارتفاع القلق والاكتئاب بعد بدء العلاج الهرموني. في حالة هذه المريضة، أشار التقرير إلى أن التقلبات المزاجية قد كانت شديدة، مما جعلها تشعر بعدم الراحة بشكل كبير.
مراجعة المريضة والتقييم العام
من خلال ما تم ذكره من آثار جانبية، يبدو أن هذه الوسيلة لم تكن الخيار الأنسب للمريضة المذكورة. على الرغم من الفعالية الكبيرة في منع الحمل، إلا أن الآثار الجانبية مثل النزيف المستمر، وزيادة الوزن، وتقلبات المزاج والقلق، جعلتها تشعر بأنها مضطرة لإزالة الغرسة. التقييم العام للمريضة كان بمعدل فعالية 3 من 5، مما يشير إلى أنها لم تكن راضية تمامًا عن النتائج التي حصلت عليها من هذه الوسيلة.
عدد مرات الوصف
بحسب السجلات، تم وصف الغرسة إيتونوجيستريل حوالي 9 مرات في فترة متابعة هذه المريضة، ما يعكس الاستخدام الشائع لها بين العديد من الأطباء. قد يختلف عدد مرات وصفها وفقًا لتوصيات الأطباء والمرضى، اعتمادًا على تفضيلات كل منهم والمشاكل الصحية الخاصة بهم.
خاتمة
إيتونوجيستريل هو خيار شائع وفعال لمنع الحمل للكثير من النساء، ولكنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على البعض. من المهم أن تكون المرأة على دراية كاملة بتلك الآثار وأن تتناقش مع طبيبها قبل اتخاذ القرار باستخدام هذه الوسيلة. يجب على المرضى الذين يعانون من الآثار الجانبية، مثل النزيف المستمر، زيادة الوزن، أو تقلبات المزاج، أن يستشيروا طبيبهم حول البدائل المتاحة لهم. في النهاية، الأمر يعتمد على مدى توافق الوسيلة مع احتياجات وتوقعات كل شخص، وعلى أهمية الاستماع لجسدك والتصرف بما هو الأنسب لكِ.