إيتونوجيسترل (Etonogestrel) هو هرمون صناعي يُستخدم بشكل رئيسي في وسائل منع الحمل طويلة المدى، ويأتي على شكل جهاز صغير يتم زراعته تحت الجلد. يُعتبر جهاز “نكسبلانون” (Nexplanon) الأكثر شيوعًا الذي يحتوي على هذا الهرمون، ويُستخدم كطريقة فعالة لمنع الحمل لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. يتميز هذا الجهاز بكونه وسيلة غير هرمونية يومية ويُعتبر خيارًا مناسبًا للكثير من النساء، لكن له آثار جانبية قد تؤثر على بعضهن بشكل كبير.
آلية العمل
يعمل إيتونوجيسترل على تثبيط عملية التبويض من خلال منع إطلاق البويضة من المبيض، ويزيد من كثافة المخاط في عنق الرحم مما يصعب مرور الحيوانات المنوية. كما يساهم أيضًا في تغيير بطانة الرحم بحيث يصبح من غير المحتمل أن يتم زرع البويضة المخصبة فيه. لذلك، يُعد هذا الجهاز وسيلة فعالة لتقليل فرصة الحمل بنسبة عالية جدًا.
الموافقة والتاريخ
تمت الموافقة على جهاز “نكسبلانون” الذي يحتوي على إيتونوجيسترل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 21 مارس 2016. ومنذ ذلك الحين، أصبح شائعًا بين العديد من النساء الذين يفضلون خيارًا طويل الأمد ولكنه سهل الاستخدام.
الاستخدام والتوصيات
يتم إدخال جهاز “نكسبلانون” من خلال إجراء بسيط وغير مؤلم نسبيًا، حيث يتم زرعه تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع باستخدام إبرة خاصة. يُوصى بهذا الخيار للأشخاص الذين لا يرغبون في أخذ حبوب منع الحمل يوميًا أو أولئك الذين قد ينسون أخذ الحبوب بشكل منتظم. كما أنه مناسب أيضًا لمن يعانون من مشاكل صحية تمنعهم من استخدام وسائل منع الحمل الأخرى.
تجارب المرضى والمراجعات
تتفاوت تجارب المرضى مع جهاز “نكسبلانون” بشكل كبير. قد تجد بعض النساء أن هذه الوسيلة فعالة للغاية وراحة كبيرة في استخدامها، بينما يواجه البعض الآخر العديد من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة. إحدى التجارب التي وردت عن إحدى المرضى تشير إلى أنها قد قامت بزراعة جهاز “نكسبلانون” في نوفمبر 2015 خلال فترة دورتها الشهرية، وبعد أربعة أشهر من الزرع، استمرت في النزيف بشكل مستمر، ولم تستطع الحصول على الراحة حتى بعد تجربة العلاج باستخدام حبوب منع الحمل لتعديل الهرمونات.
تذكر هذه المريضة أنها عانت من أعراض مزعجة مثل التقلصات المستمرة والصداع والهبات الساخنة، وهو ما جعل تجربتها مع “نكسبلانون” تجربة صعبة للغاية. على الرغم من محاولاتها علاج الأعراض بواسطة الأدوية التي وصفها لها الطبيب، إلا أنها لم تحقق أي تحسن يذكر. وقد أضافت أنها تشعر بأن إزالة الجهاز هي الحل الأفضل بالنسبة لها، لكن التكلفة المرتفعة لإزالته (150 دولارًا) تمنعها من اتخاذ هذه الخطوة. هذه التجربة تعكس بعض المخاوف التي قد تواجه بعض النساء في التكيف مع هذا النوع من وسائل منع الحمل.
التقييم والفعالية
بناءً على تقييمات المرضى، يُظهر إيتونوجيسترل فعالية عالية في منع الحمل، لكن فعاليته قد تتأثر بشدة بحالات الاضطرابات الهرمونية أو وجود ردود فعل غير مرغوب فيها من الجسم. تقييم الفعالية في هذه الحالة قد لا يكون موحدًا لجميع الأفراد. في الحالة التي تم ذكرها، أعطت المريضة تقييمًا منخفضًا جدًا (1 من 10) لجهاز “نكسبلانون”، ما يعكس تجربتها السلبية مع الآثار الجانبية المستمرة التي لم تجد لها حلاً سريعًا.
عدد الوصفات الطبية
على الرغم من التجارب المتباينة، إلا أن “نكسبلانون” قد تم وصفه للمريضات حوالي 8 مرات من قبل الأطباء في حالات مختلفة. هذا يشير إلى أنه رغم وجود بعض المشاكل التي قد يواجهها المستخدمون، إلا أن الجهاز يُستخدم بشكل واسع كوسيلة لمنع الحمل.
الآثار الجانبية
يُعتبر جهاز “نكسبلانون” أحد الوسائل التي توفر راحة طويلة المدى، لكنه لا يخلو من الآثار الجانبية. تشمل أبرز هذه الآثار:
- النزيف المستمر: يعاني بعض المستخدمين من نزيف مستمر أو غير منتظم بعد تركيب الجهاز، وهي إحدى المشاكل الشائعة التي تؤثر على الراحة العامة.
- التقلصات: يمكن أن يسبب الجهاز تقلصات مؤلمة في البطن.
- الصداع: يعاني البعض من صداع مستمر أو هبات ساخنة.
- تغيرات في المزاج: قد يؤثر الجهاز على الحالة المزاجية لبعض النساء.
التوصيات
إذا كنتِ تفكرين في استخدام “نكسبلانون” كوسيلة لمنع الحمل، يُنصح باستشارة الطبيب المختص حول الفوائد والمخاطر المحتملة لهذا الخيار. يمكن أن تكون الآثار الجانبية مرتبطة بعوامل شخصية مثل التوازن الهرموني أو الظروف الصحية الفردية. من المهم أن يتم اتخاذ القرار بناءً على تقييم شامل لحالتك الصحية.
كما يجب أن تكوني على دراية بتكلفة إزالة الجهاز في حال واجهتِ أعراضًا غير مرغوب فيها، حيث يمكن أن تكون هذه التكلفة مرتفعة في بعض الأماكن.
الختام
بشكل عام، يعد إيتونوجيسترل خيارًا فعالًا لمنع الحمل، ولكن قد تكون له بعض الآثار الجانبية التي يجب أن تكون النساء على دراية بها قبل اتخاذ قرار استخدامه. تختلف التجارب من شخص لآخر، ويجب على المريضات أخذ الوقت الكافي للتفكير في الخيار الأنسب لهن بناءً على تاريخهن الطبي والأعراض التي قد يواجهنها.