إيتونوجيسترل (Etonogestrel) هو أحد وسائل منع الحمل المعروفة، ويُستخدم بشكل رئيسي في شكل زرع تحت الجلد يُعرف بـ”الزرع الهرموني” أو “الزرع المنعي”. هذا الدواء يتمتع بشعبية واسعة بسبب فعاليته العالية في منع الحمل وكونه يوفر خيارًا طويل الأمد من وسائل منع الحمل التي لا تحتاج إلى تذكير يومي أو شهري. على الرغم من ذلك، هناك بعض التجارب التي تشوبها بعض المشكلات، مثل التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تؤثر على الحياة اليومية لبعض المستخدمين، وهو ما قد يثير قلقًا لدى بعض الأشخاص.
الاستخدام الطبي لدواء إيتونوجيسترل:
إيتونوجيسترل يُستخدم بشكل أساسي كوسيلة لمنع الحمل، ويُعتبر من الأدوية التي تمنع الإباضة من خلال إفراز هرمونات تعطل العملية الطبيعية في جسم المرأة. يتم وضع هذا الزرع الهرموني تحت الجلد، عادةً في منطقة الذراع، وهو يوفر حماية من الحمل لفترة طويلة تصل إلى ثلاث سنوات. كما أنه يُعد أحد الخيارات المناسبة لأولئك الذين يفضلون طريقة غير يومية في منع الحمل مثل الحبوب.
الدواء يعمل على تحقيق فعاليته من خلال التحكم في هرمونات الجسم بحيث يقلل من احتمالية حدوث الحمل عن طريق تغيير بعض الخصائص البيولوجية مثل التغيرات في المخاط الرحمي وتثبيط الإباضة. يُعتبر هذا الشكل من وسائل منع الحمل مريحًا للغاية لأنه لا يتطلب الانتباه اليومي كما هو الحال في الحبوب أو استخدام الواقيات.
تأثيرات دواء إيتونوجيسترل:
على الرغم من فعاليته العالية، فإن إيتونوجيسترل قد يسبب بعض التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على جودة حياة المستخدمين. يمكن أن تتراوح هذه التأثيرات بين تغييرات في الدورة الشهرية إلى التأثيرات النفسية والجسدية. من أهم التأثيرات الجانبية الشائعة:
-
النزيف غير المنتظم: من أكثر الآثار الجانبية التي يشكو منها مستخدمو الزرع الهرموني هو حدوث نزيف غير منتظم، وهو ما قد يستمر لفترات طويلة بعد تركيب الزرع. يمكن أن يتراوح النزيف بين خفيف ومتوسط، لكنه في بعض الأحيان قد يكون شديدًا وغير مريح.
-
تغيرات في المزاج: العديد من النساء يُبلّغن عن حدوث تغيرات في المزاج، مثل الاكتئاب أو الانفعالات العاطفية القوية، ما يمكن أن يؤثر على حياتهن الاجتماعية والعائلية.
-
زيادة الوزن: من الشكاوى الشائعة بين المستخدمين هو زيادة الوزن، حيث يمكن أن يؤدي إيتونوجيسترل إلى زيادة غير مرغوب فيها في الوزن نتيجة لتأثيراته الهرمونية على الجسم.
-
ألم في الصدر: بعض النساء قد يشعرن بألم في الصدر أو تغيرات في الثدي، وهو أمر قد يكون غير مريح لبعض المستخدمين.
-
تأثيرات هرمونية أخرى: يمكن أن يتسبب الزرع الهرموني في بعض التغيرات الهرمونية مثل انخفاض الرغبة الجنسية أو ظهور حب الشباب.
تجربة المرضى مع إيتونوجيسترل:
من خلال المراجعات التي تمت مشاركتها من قبل المستخدمين، تظهر بعض الآراء التي تعكس التأثيرات الإيجابية والسلبية للدواء. أحد المستخدمين يروي تجربته الشخصية قائلاً: “أتمنى لو كان هناك تقييم أقل من 1 لأنني بالتأكيد سأقول إن هذه كانت وسيلة فاشلة لمنع الحمل. تم تركيب الزرع في منتصف يوليو وكان الأمر جيدًا، لكن مع حلول أغسطس بدأت النزيف. استمر النزيف منذ بداية أغسطس حتى ديسمبر عندما قمت بإزالته. ما زلت أنزف ولكنني سعيد لأنني قمت بإزالته. أحببت حقيقة أنني لم أكن مضطرة للقلق بشأن الحمل ولكنني كرهت أنني كنت عاطفية وأصبت بالاكتئاب معظم الوقت وزدت في الوزن حوالي 20 كجم. أنا سعيد لأنه تمت إزالته وأن هرموناتي يمكن أن تنظم.”
هذه التجربة تعكس بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مؤلمة للغاية بالنسبة لبعض النساء، مثل نزيف مستمر لفترات طويلة وتغيرات في المزاج وزيادة الوزن. ومع ذلك، يشعر البعض الآخر أن الراحة التي توفرها هذه الوسيلة في تجنب الحمل تفوق الأضرار الجانبية التي قد تظهر.
تقييم فعالية الدواء:
من حيث الفعالية، يعد إيتونوجيسترل من بين وسائل منع الحمل الفعالة جدًا حيث تصل فعاليته إلى ما يقارب 99%. أي أنه يُعتبر من الوسائل طويلة الأمد التي تمنع الحمل بشكل موثوق لفترات تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات. على الرغم من أن معظم النساء يشعرن بالراحة والأمان عند استخدامه، إلا أن بعض الحالات قد لا تكون إيجابية بسبب التأثيرات الجانبية التي ذكرت سابقًا.
الموافقة وتاريخ التوفر:
تمت الموافقة على إيتونوجيسترل في 11 ديسمبر 2016، مما يعني أنه كان قد تم التأكد من سلامته وفعاليته بعد سنوات من الأبحاث والدراسات السريرية التي أُجريت عليه. هذه الموافقة تعكس مستوى الثقة الذي يتمتع به في الأوساط الطبية في علاج قضايا تنظيم الأسرة.
عدد مرات وصف الدواء:
إيتونوجيسترل قد تم وصفه للعديد من المرضى على مدار السنوات الماضية. ومن خلال البيانات التي تم جمعها، يتبين أن الدواء قد تم وصفه حوالي 8 مرات، وهو مؤشر على استخدامه في الفترات الأخيرة في أغلب الحالات الطبية التي تتطلب وسائل فعالة وآمنة لمنع الحمل.
الخلاصة:
إيتونوجيسترل هو دواء فعال جدًا لمنع الحمل، ويوفر راحة كبيرة للمستخدمات نظرًا لأنه لا يتطلب الانتباه اليومي كما هو الحال في الحبوب. ومع ذلك، قد يكون له تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها تؤثر على البعض، مثل النزيف المستمر، زيادة الوزن، والتغيرات النفسية والعاطفية. يجب على المرضى الذين يفكرون في استخدام هذه الوسيلة التحدث مع طبيبهم حول الفوائد والمخاطر المرتبطة بهذا الدواء.