إيتونوجستريل (Etonogestrel) هو أحد الأدوية المستخدمة بشكل رئيسي في وسائل تنظيم الحمل، ويُستخدم على وجه الخصوص في تركيب جهاز “نكسبلانون” (Nexplanon)، الذي يعد من الخيارات الفعالة والمريحة لمنع الحمل طويل الأمد. يعتبر إيتونوجستريل أحد أشكال وسائل منع الحمل الهرمونية التي تُزرع تحت الجلد وتستمر في إفراز الهرمون لفترة طويلة تصل إلى 3 سنوات، مما يتيح للمرأة الحصول على حماية مستمرة ضد الحمل دون الحاجة إلى تذكر تناول الحبوب اليومية.
استخدام إيتونوجستريل في تنظيم الحمل
إيتونوجستريل، الذي يُزرع تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، يعمل على إفراز هرمون البروجيستيرون بشكل مستمر في الجسم، مما يساعد على منع الحمل بعدة طرق. أولًا، يعوق الجهاز عملية التبويض (إطلاق البويضة من المبيض)، كما يجعل مخاط عنق الرحم أكثر سمكًا مما يعوق حركة الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى تأثيره على بطانة الرحم حيث يجعلها أقل استعدادًا لاستقبال البويضة المخصبة. هذه العوامل مجتمعة تجعل من إيتونوجستريل وسيلة فعالة جداً في الوقاية من الحمل.
الموافقة على الدواء
تمت الموافقة على إيتونوجستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 26 أكتوبر 2015 كوسيلة فعالة وآمنة لتنظيم الحمل على المدى الطويل. ومنذ ذلك الحين، أصبح يُعتبر أحد الخيارات المفضلة للنساء اللواتي يبحثن عن طريقة مريحة وفعالة لتجنب الحمل. يتميز جهاز “نكسبلانون” بكونه غير مرئي وغير مؤلم تقريبًا بعد عملية الزرع، مما يجعله خيارًا مغريًا للكثير من النساء.
تجارب وآراء المرضى
قد يختلف تأثير إيتونوجستريل من شخص لآخر، كما هو الحال مع العديد من الأدوية الأخرى. على سبيل المثال، في تقييم أحد المرضى الذي حصل على جهاز “نكسبلانون” في يوليو 2015، ذكرت هذه المريضة أنها لم تعاني من زيادة في الوزن بشكل كبير، لكنها لاحظت فقدانًا في العضلات وزيادة في الدهون. كما كانت تعاني من نزيف غير منتظم بعد فترة قصيرة من تركيب الجهاز، وهو ما وصفته بأنه مزعج للغاية. ومع ذلك، فإن هذه المريضة قررت إعطاء الجهاز الوقت الكافي لمدة ستة أشهر قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن فعاليته بالنسبة لها. كانت التقييمات التي قدمتها لهذه الوسيلة تشير إلى فعاليتها، لكنها قد لا تكون مثالية لجميع النساء.
من خلال هذه التجربة، يتضح أن إيتونوجستريل قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تكون مزعجة لبعض النساء، مثل النزيف المستمر (الذي يُعرف بالـ “التبقع”)، وتغيرات في الوزن، بالإضافة إلى تقلبات في المزاج. بالرغم من ذلك، أشارت بعض الدراسات إلى أن هذه الآثار الجانبية تميل إلى التلاشي مع مرور الوقت، بعد أن يعتاد الجسم على الوسيلة.
تقييم فعالية إيتونوجستريل
من حيث فعاليته في منع الحمل، حصل إيتونوجستريل على تقييم فعالية يبلغ 5 من 10، وهو يُعتبر فعالًا إلى حد كبير في منع الحمل إذا تم استخدامه بالطريقة الصحيحة. ومع ذلك، قد تكون بعض النساء أكثر عرضة للتأثر بالآثار الجانبية المتعلقة بالهرمونات، مما قد يحد من راحتهن مع هذه الوسيلة. يُنصح المرضى الذين يستخدمون إيتونوجستريل بمتابعة دورية مع الطبيب لمراقبة أي تغييرات أو مشكلات قد تحدث أثناء استخدام الجهاز.
الاستخدام والجرعة
عادةً ما يتم تركيب جهاز “نكسبلانون” بواسطة الطبيب المختص في العيادة الطبية. لا يتطلب الجهاز أي تدخل يومي من المريضة بعد تركيبه، مما يجعله خيارًا مثاليًا للنساء اللواتي يعانين من نسيان تناول الحبوب اليومية. يتم تركيب الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع باستخدام إبرة خاصة، ويستمر في إفراز الهرمون بشكل مستمر. يمكن للجهاز أن يبقى فعالًا لمدة تصل إلى 3 سنوات، ويمكن إزالته بسهولة في أي وقت إذا رغبت المرأة في الحمل أو إذا كانت ترغب في تغيير وسيلة منع الحمل.
الآثار الجانبية المحتملة
مثل العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن أن يسبب إيتونوجستريل بعض الآثار الجانبية التي يجب أن تكون النساء على دراية بها. من أبرز هذه الآثار:
- النزيف غير المنتظم (التبقع): قد تعاني بعض النساء من نزيف غير منتظم أو تدفق دم أكثر من المعتاد، وهو من الآثار الجانبية الشائعة في الأشهر الأولى بعد تركيب الجهاز.
- تغيرات في الوزن: قد تؤدي الهرمونات التي يفرزها الجهاز إلى بعض التغيرات في الوزن، مثل زيادة الدهون أو فقدان العضلات، كما حدث مع المريضة التي تمت الإشارة إليها سابقًا.
- تقلبات المزاج: قد تشعر بعض النساء بتقلبات مزاجية، مثل القلق أو الاكتئاب، وهي أعراض شائعة مع بعض وسائل منع الحمل الهرمونية.
- الصداع وآلام الثدي: يمكن أن يعاني بعض المرضى من صداع مزمن أو آلام في الثدي كأثر جانبي للهرمونات.
فعالية الدواء وعدد مرات وصفه
تم وصف إيتونوجستريل حوالي خمس مرات منذ موافقته على الاستخدام في عام 2015. ووفقًا للتقييمات الطبية والشهادات الشخصية، يُعتبر الجهاز وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل بالنسبة للعديد من النساء. لكن يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن استخدام أي وسيلة لمنع الحمل، حيث أن كل جسم يختلف عن الآخر وقد يتطلب تحديد الوسيلة الأكثر ملاءمة له.
الخلاصة
إيتونوجستريل هو خيار فعال لتنظيم الحمل، لكن تجارب المرضى تشير إلى أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل النزيف المستمر، تغيرات في الوزن، وتقلبات المزاج. ومع ذلك، تظل فعاليته في منع الحمل عالية جدًا إذا تم استخدامه بشكل صحيح. من المهم أن تتم متابعة المريضات باستخدام هذا الجهاز بانتظام من قبل الأطباء لتقييم أي تأثيرات جانبية محتملة وضمان الراحة العامة.