دواء إنفيغا (Invega) هو من الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب الفصام العاطفي (Schizoaffective Disorder)، الذي يتميز بوجود أعراض الفصام (مثل الهلوسة والأوهام) إلى جانب أعراض الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب أو الهوس. ينتمي إنفيغا إلى مجموعة الأدوية المضادة للذهان، وهو يحتوي على المادة الفعالة باليبريدون (Paliperidone)، وهو دواء يعالج الأعراض الذهانية عن طريق التأثير على المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين.
الاستخدامات الطبية:
يستخدم إنفيغا بشكل رئيسي في علاج اضطراب الفصام العاطفي، حيث يعمل على تحسين الأعراض الذهانية التي يعاني منها المرضى مثل الهلوسة والأوهام. كما يُستخدم أحيانًا في علاج حالات أخرى مثل الفصام أو بعض أنواع الاضطرابات النفسية الأخرى، ولكن في هذه المقالة، سنركز على استخدامه بشكل خاص في علاج اضطراب الفصام العاطفي.
الموافقة على الدواء:
تمت الموافقة على إنفيغا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في تاريخ 20 نوفمبر 2017، ليكون علاجًا معتمدًا للاضطرابات الذهانية مثل الفصام العاطفي. هذا يعني أن الدواء قد تم اختباره بفعالية وأمان في التجارب السريرية وأثبت فاعليته في التحكم في أعراض المرض.
آلية العمل:
يعمل إنفيغا عن طريق التأثير على مستقبلات الدوبامين في الدماغ. يُعتقد أن الدوبامين هو أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأعراض الذهانية، ولذلك يساعد الدواء في تقليل الأعراض مثل الهلوسة والأوهام من خلال تقليل تأثيرات الدوبامين. كما يُعتقد أن إنفيغا يعمل أيضًا على السيروتونين، وهو ناقل عصبي آخر يساهم في تحسين المزاج.
تقييم فاعلية الدواء:
بالرغم من أن إنفيغا قد ثبتت فاعليته في علاج الأعراض الذهانية لدى العديد من المرضى، إلا أن تقييم فعاليته يختلف بين الأفراد. في العديد من الحالات، وجد المرضى تحسنًا في الأعراض النفسية، لكن هناك أيضًا من عانى من مجموعة من الآثار الجانبية المزعجة.
تجربة أحد المرضى مع الدواء:
أحد المرضى الذين تناولوا إنفيغا قدم تقييمًا صريحًا عن تجربته مع الدواء، وقال في مراجعته:
“هذا الدواء سيئ للغاية. لم أتعامل سوى مع الآثار الجانبية دون أي فائدة. أفضل أن أبحث عن طرق أخرى لعلاج مرضي بدلاً من إعطاء أي من هذه الأدوية المضادة للذهان فرصة أخرى. جميع هذه الأدوية تسبب زيادة الوزن، والآثار الجانبية الجنسية، والديسكينيسيا المتأخرة، والدوتونيا المتأخرة، وغيرها من الآثار الجانبية التي قد تضر بك طوال حياتك. أعترف أن الأمر مرهق في بعض الأحيان، ولكنني أفضل أن أعيش مع مشكلتي الأصلية بدلاً من أن أُعطى مجموعة جديدة من المشاكل لتحل محلها. إذا كان الذهان لديك سيئًا حقًا ولا يمكنك العيش حياة طبيعية على الإطلاق، وإذا كنت مشردًا وتخيف الناس أو تجد نفسك في السجن بسبب مرضك، فإنني أقول تناول هذا الدواء. ولكن إذا كنت تستطيع الانتظار حتى يجدوا طرقًا لصنع أدوية أفضل، فانتظر.”
من خلال هذا التقييم، يعبر المريض عن خيبة أمله من الآثار الجانبية التي شعر بها، مثل زيادة الوزن والآثار السلبية على الجنس، بالإضافة إلى مشاكل الحركة مثل الديسكينيسيا المتأخرة. هذا النوع من الآراء شائع بين المرضى الذين يتناولون الأدوية المضادة للذهان، حيث يواجه الكثيرون توازنًا صعبًا بين معالجة الأعراض الذهانية وتكاليف الآثار الجانبية.
الآثار الجانبية:
مثل معظم الأدوية المضادة للذهان، فإن إنفيغا قد يسبب مجموعة من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة، وقد تختلف من مريض لآخر. من بين الآثار الجانبية الشائعة التي قد يعاني منها المرضى:
- زيادة الوزن: يعد زيادة الوزن من الآثار الجانبية الشائعة لدى العديد من الأدوية المضادة للذهان، بما في ذلك إنفيغا.
- الآثار الجانبية الجنسية: قد يعاني بعض المرضى من انخفاض الرغبة الجنسية أو صعوبة في الأداء الجنسي.
- الديسكينيسيا المتأخرة: هي اضطراب حركي يظهر في صورة حركات لا إرادية وغير طبيعية، وقد تكون هذه الحركات مستمرة.
- الدوتونيا المتأخرة: هي حالة مشابهة، حيث تصبح العضلات مشدودة بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تصلب في بعض مناطق الجسم.
- النعاس والدوخة: قد يعاني المرضى من شعور بالنعاس أو الدوخة، خاصة في بداية العلاج.
من المهم أن يتم متابعة المريض من قبل الطبيب المعالج لضبط الجرعة أو استبدال الدواء في حال حدوث هذه الآثار الجانبية الشديدة.
تقييم الفعالية:
أشار المريض في مراجعته إلى أن فاعلية إنفيغا كانت ضعيفة جدًا بالنسبة له، حيث لم يشعر بأي تحسن في الأعراض الذهانية، ولكنه عانى من الآثار الجانبية فقط. قد يكون هذا التقييم ناتجًا عن تفاعل فردي للدواء مع جسم المريض، حيث أن فاعلية الأدوية المضادة للذهان تتفاوت بشكل كبير من مريض لآخر.
التوصيات:
- إذا كانت الأعراض الذهانية للمريض شديدة لدرجة تعوق حياته اليومية بشكل كبير (مثل التشرد أو التعرض للمشاكل القانونية)، فقد يكون إنفيغا خيارًا جيدًا، حيث يمكن أن يساعد في التحكم في الأعراض ويعيد للمريض القدرة على العيش بشكل طبيعي.
- ولكن إذا كانت الأعراض أقل حدة، وكان المريض لا يفضل تحمل الآثار الجانبية التي قد يتعرض لها، فقد يكون من الأفضل استكشاف أدوية أخرى أو تجريب خيارات علاجية بديلة.
- من الأهمية بمكان أن يكون المريض تحت إشراف طبي دقيق أثناء استخدام أي دواء مضاد للذهان لضبط العلاج حسب الحاجة ومراقبة أي آثار جانبية قد تظهر.
المراجعة النهائية:
على الرغم من أن إنفيغا قد ثبتت فاعليته في علاج اضطراب الفصام العاطفي لبعض المرضى، إلا أن العديد من المراجعات تشير إلى وجود آثار جانبية يمكن أن تكون ضارة في بعض الأحيان. يمكن أن يكون العلاج بهذه الأدوية خيارًا صعبًا حيث يتعين على المرضى والأطباء الموازنة بين الفوائد المحتملة والمخاطر الجانبية. إذا كانت الآثار الجانبية غير محتملة أو إذا لم يكن الدواء فعالًا، قد يكون من الأفضل البحث عن خيارات علاجية أخرى.
إذا كنت تفكر في استخدام إنفيغا أو أي دواء مضاد للذهان، فمن الأفضل استشارة طبيبك ومناقشة جميع المخاطر والفوائد المحتملة التي قد تواجهها.